علي الزيادي
معادلة غريبة لم يسبق للتأريخ ان سجلها بالشكل الذي يحدث الآن في العراق . العلاقة بين الشعب والحكومات معروفة ولاتحتاج لفذلكات وفلسفة لشرحها أو تعريفها . فهي في النظام الدكتاتوري مرسومة وفق خطوط من قبل النظام ولايمكن تجاوزها لأن في ذلك مخاطر قد تودي بحياة من يتجاوز . ولكن بين تلك الخطواط هوامش من الحياة الخالية من القتل والقلق وعلى هذه الشاكلة يعيش سكان كوريا الشمالية وبعض الأنظمة العربية والأفريقية وكان قبلها يعيش سكان رومانيا والدول الشيوعية . والعذر لدى الناس هناك انهم يعيشون نظاماً دكتاتورياً .
العراق أيضاً مر بمرحلة الدكتاتورية والحزب الواحد وتحمل أعباء ذلك النظام حروباً مجانية وقمع منظم . لكن الثروات كانت مدفونة في الأرض وما يستخرجة النظام الدكتاتوري كان مقنن لكن الوقود كان شبه مجاني والغذاء هو الآخر كان شبه مجاني ومعها قائمة طويلة من الأمور الحياتية المجانية كالتعليم والصحة والدعم للزراعة شبه مجاني والصناعة مزدهرة والبطالة في ادنى مستوياتها لكنه كان نظاماً دكتاتورياً .
سيخرج علينا البعض من الموتورين ليتهمنا على اننا ندافع عن النظام السابق . فهي تهمة تشبه البضاعة الوحيدة التي يملكها تاجر ويعرف انها فاسدة لكنه يتعمد عرضها بين الناس . !
ولمن يتهمنا نقول . نعم كان نظاماً دكتاتورياً . قتل المعارضين واحتكر كل شيء سوى الحياة فهي كانت للخالق الجبار .لكنه نظام سقط وانهار بشكل سريع لكون الشعب زوقف متفرجاً عليه ولم يدافع عنه مايثبت الن الشعب العراقي كله كان معارضاً للنظام السابق .
أَما وأَن تغير النظام وجاء ماقيل عنه نظاماً ديمقراطياً . ما الذي حصل ويحصل في العراق ؟
الغزو الأمريكي والمتحالفين معه جاء على انه محرر ليتبين بسرعة على انه احتلال . وجائت معه جوقته العميلة على انها معارضة للنظام السابق وسياساته القمعية وتبين على وجه السرعة على انهم عملاء وخونة . وقالها عنهم سيدهم بول بريمر حين سألوه عن ماسيدفعه لهم كرواتب . تباً لكم رقم واحد .
وضعوا العراق الجريح امامهم وكأنها خارطة رملية لتقسيمه بين العملاء . فجاء مايسمى بمجلس الحكم المعيب وليتضح مع هذا المجلس حجم تعطشهم للسلطة أِذ لايمكن لعاقل ان يقبل أَن يكون رئيساً لشهر واحد لبلد خالي من المؤسسات وقد خرج لتوه من حرب احتلال كارثية . وتباً لكم مرة ثانية .
انطلقت عمليات نهب الثروات منذ ذلك الوقت فهربت الآثار ونهبت البنوك واستبيح العراق من أقصاه الى اقصاه . ومن ثم تم تفكيك بنى الدولة المؤسساتية من خلال تفكيك الجيش والشرطة وحل جميع الوزارات . ومن ثم بوجود هؤلاء العملاء صدر قرار باتبار العراق بلداً تحت الأحتلال . وتباً لكم مرةً ثالثة .
ومع تفكيك مؤسسات الدولة ومصانعها كان الآلاف من العراقيين قد انظموا الى قافلة البطالة لينتهي الأمر بهم الى الشوارع والأرصفة بفعل قرارات سيئة الصيت من بريمر سيء الصيت وبمباركة ودعم من العملاء الذين يدعون انهم معارضة . وتباً لكم مرة رابعة .
ولأن العراقي بطبعه العربي الشرقي لايحتمل ان تتعرض عائلته للجوع وهو مستكين بدأت مرحلة من مقاومة الأحتلال واستهداف جنوده في كل مكان وهو أمر طبيعي . وبالمقابل تصرف الأحتلال بعنجهية مدعومة من احزاب وكتل تتفاخر بعلاقاتها بالمحتل الذي نفذ برنامج العنف مقابل العنف لتبدأ عمليات تصفيات منظمة وعمليات طائفية راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء نساء ورجال وشيخ واطفال في مايعرف بالجثث المجهولة وعمليات الخطف والتصفيات التي طالت العلماء والكفاءات والقيادات العسكرية المحترفة ومنهم الطيارون .
ومع هذه الاحداث المؤلمة كانت عمليات النهب المنظم للأموال العراقية جارية على قدم وساق . واستمر النزف المتنوع للناس والمال الى ان تشكلت اول حكومة قيل انها منتخبة لكن انتخابها كان نتيجة لشحن طائفي لكن القتل تواصل والنهب للثروات ازداد اضعاف مضاعفة . وتباً لكم مرة خامسة .
ادعة من ادعى ان الاحتلال قد خرج من العراق لكن نزف الأموال والدماء تواصل . وانطلقت ماسمي بالموازنات الأنفجارية ولتبدأ من 40 مليار في سنة لتنتهي الى 120 مليار دولار في السنة الآخيرة لحكم المالكي الكارثي . وماذا كان نتاج تلك الحكومات ؟؟؟؟
وصلت الأرقام المنهوبة من ثروات الشعب الى اكثر من 1000 مليار دولار . وتباً لكم مرة سادسة .
انهارت التركيبة المجتمعية للبلد نتيجة للفقر والجوع والحرمان وقلة الخدمات رغم زخم المليارات وتباٍ لكم مرة سابعة .
انهارت الزراعة والصناعة والواقع الصحي والتعليمي وأزدادت اكثر من 200 ضعف اسعار المحروقات والمواد الأستهلاكية وتباً لكم مرةً ثامنة .
انتشر الفساد المالي في كل مرافق مايسمى بالدولة الجديدة ليتحول الحفاة الى اصحاب مليارات وتباً لكم مرةً تاسعة .
انهار الأمن والجيش وسلمت محافظات تساوي مساحتها نصف مساحة العراق للأرهاب دون قتال من اجل البقاء في الحكم الدموي المبني على جثث ابناء الشعب …. وبعد كل ه1ذا الذي جرى ويجري . وبدلاً من ان يقوم حيدر العبادي الضعيف باعادة اموال العراق راح يتفذلك ويتحايل علينا بحجة عدالة الرواتب فيقضم نصف رواتب الموظفين من اجل سد عجز موازنات نهبها حزبه والاحزاب الاخرى .. أي حكومة في العالم تسرق وتقتل شعبها ؟ بكل تأكيد هذا لن يحصل سوى في العراق من قبل حكومات جائت مع الأحتلال عبر الزمن الغاردر . وتباً لكم للمرة الألف . لكن الله لكم بالمرصاد وهو يتعمد ان يمنعكم من ان تجدوا الحلول لصنائعكم النكراء من اجل ان يقترب موعدكم مع القصاص الرباني والشعبي العادل ..