سليم مطر
والتشيع العراقي انــــوثـــي انعزالي يعادي الدولة ويرفض الوطن؟!
الفرق التاريخي الخطير بين التشيعين العراقي والايراني=
من السذاجة اطلاق حكم واحد على جميع حكومات الدين والمتدينين. فمثلا ، هنالك فرق كبير جدا بين حكم الشيعة في كل من العراق وايران.
صحيح، ان التشيع واحد في ايران والعراق وفي جميع انحاء العالم. ولكن التشيع مثل اية عقيدة تتأثر بالعقلية السائدة والموروثة في كل بلد. ولهذا مثلا، أن اسلام السعودية يختلف عن اسلام تركيا. وان سلوك الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا يختلف عن ايطاليا. وان بوذية التبت تختلف عن سيلان.
لهذا يصح القول: ان هنالك عقلية شيعية عراقية تختلف عما هي في ايران. فحتى المرجع العراقي الاصل الذي يعيش في ايران لا بد ان يتأثر ويتقيد بالعقلية الايرانية. والمرجع الايراني الذي يعيش في العراق رغما عنه يتأثر ويتقيد بالعقلية العراقية. فالسيد السيستاني لو كان يعيش في ايران يقينا لكانت مواقفه وسلوكياته تناسب العقلية الايرانية.
ارث التاريخ وفرق العقلية
من المعلوم، ان التشيــــع نشأ في ايـــــران متأخرا عن العراق بحوالي ثمانية قرون . اي قبل خمسة قرون، حوالي عام 1500، على يد السلطان التركماني الايراني (اسماعيل الصفوي). وهذا يعني انه منذ البداية كان تشيع دولة وقيادة وسلطان، وقد فرض بقوة السيف والجيش. وقد استمرت جميع الدول الايرانية تحمل راية التشيع. حتى شاه ايران كانت دولته شيعية وزوجته(فرح ديبا) علوية. وخلافه مع السيد الخميني لم يكن طائفيا شيعيا، بل كان وطنيا سياسيا. إذن أن التشيع الايراني منذ بدايته وحتى الان ظل نشيع دولة وقيادة ويمثل الامة الايرانية. وظلت العقلية الشيعية الايرانية ومراجعها تعتبر الدولة الايرانية تابعة لها ويجب ان تقودها وتوحد جميع الايرانيين حولها.
اما التشيـــــع العراقــــــي، فقد كان وظل العكس تماما تماما. رغم انه نشأ فعليا في العراق بعد مقتل الامام علي(ع) ثم ابنه الامام الحسين(ع). لكن هذا التشيع العراقي ظل دائما دائما دائما شعبيا معارضا محروما من الدولة. وظلت دائما المراجع التي تعيش في العراق(حتى لو كانت ايرانية) دائما منذ الامويين وحتى صدام حسين، تعتبر الدولة معادية للتشيع وان الوطن وشعبه وطوائفه اجنبي لا يهمها ابدا.
وهذا جعل عقلية التشيع العراقي، خوافة انعزالية لطامة بكاية تحس نفسها اقلية مسكينة رغم انها اغلبية سكان العراق.
ولهذا السبب ايضا، ان قيادات ومراجع شيعة العراق، رغم انها تقود وتمتلك الدولة العراقية منذ عام 2003 ، الا انها لا زالت بصورة عجيبة
مهووسة بعقليتها الموروثة منذ 1400 عام، فتعتبر الدولة اجنبية معادية يجب محاربتها وتحطميها وسرقتها.
ولهذا السبب فان شيعة العراق خنعوا للامريكان وللايرانيين وللوهابيين بنفس الوقت من اجل تحطيم الدولة والجيش والوطن العراقي كله واشاعة الفساد والسرقة.
بينما مراجع وقيادت شيعة ايران فعلت العكس، شيدت عزة الدولة الايرانية ووحدت الامة الايرانية، بل من اجل مصالحها تفاهمت مع الامريكان والوهابيين والاكراد واحزاب الفساد الشيعية، من اجل تقاسم العراق والتضحية بشيعة العراق.
إذن ليس هنالك امام مثقفي وقيادات ومراجع شيعة العراق، غير خلاص واحد وحيد:
أن ينظفوا ميراث 1400 عام من الخوف من الدولة والعقلية الانعزالية والطائفية المسكينة اللطامة، ويفجروا نهضة اصلاحية حقيقية دينية وفكرية وسياسية تعتبر الوطــــــن العراقــــــي ودولته وشعبه وطوائفه وقومياته ووحدته وتاريخه، اساس التشيع العراقي، مثلما فعل ويفعل شيعة ايران.