الدكتور محمد الشيخلي
إلى لقطاء معسكر رفحاء
وإلى يهوذا الإعلام العراقي
قال السيد المسيح في العشاء الأخير بين حواريه “وَفِيمَا هُمْ يَاكُلُونَ قَالَ: “الْحَقَّ اقُولُ لَكُمْ: إنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي”، والمسيح كان يعلم أن يهوذا خائن وأنه لن يكون له معه نصيب، وأوضح أنه اختارهم اثني عشر وواحداً منهم شيطان أجَابَهُمْ يَسُوعُ: “ألَيْسَ أنِّي أنَا اخْتَرْتُكُمْ، الاثْنَيْ عَشَرَ؟ وَوَاحِدٌ مِنْكُمْ شَيْطَان”.
إني لأعْجَبُ كيفَ يمكنُ أنْ يخونَ الخائنون..!
أيخونُ إنسانٌ بلاده..!
إنْ خانَ معنى أنْ يكونَ فكيفَ يمكنُ أنْ يكون؟
لقد ابتلانا الله بقوم يقتاتون على وجع الثكالى وآهات الأبرياء ويتقافزون بين الخنادق أينما وجدوا فيها ما يشفي غليلهم ويروي لهاثهم، قوم خانوا وما اتعظوا.. لبسوا أقنعة وتاجروا بالقضية.. يتهافتون على موائد اللئام.. يلعقون عظمة من هنا وينهشون لحمة من هناك… تربوا على دونية الخيانة وعقدها.. حتى إذا ما استلذوا بها… أصبحت الخيانة بوصلة يقتدون بها بسراديبهم الوضيعة.. ووكالاتهم العميلة.. ومواقعهم الرديئة.. واقلام الرذيلة.. فيفجرون بخصوماتهم.. وينتزعون أقنعتهم.. وتظهر حقيقتهم مهما تجملوا ومهما تمايلوا ومهما تباكوا بدموع التماسيح..
فتراهم يمتلكون أقنعة كثيرة ولسانات أفاعٍ تنفث سمومها على الشرفاء..
لماذا..؟
لأن من أصيب بمرض الخيانة والانحطاط الخلقي والأخلاقي
لا يتمنى أن يبقى الآخرون أنقياء..
فهؤلاء الضباع بلباس حملان الأعداء…
أفاعي صفراء بلسانات مزدوجة رقطاء…
تراهم يلعقون بساطيل الأعداء..
ويتباكون على ألم ومآسي الضعفاء..!
عجيب أمر هؤلاء..!
لقد ابتلينا بضباع السياسة.. ممن باع الوطن وارتضى أن يكون مطية للمحتل.. والمصيبة الأكبر أننا ابتلينا بضباع أدعياء الإعلام… ومواقع ووكالات الإعلام… ممن يقتات على الفتات من موائد اللئام…وما أدراك ما ضباع الإعلام.. ممن خان القسم والأمانة وآداب الإعلام وخلقه.. وتلصص على صاحبة الجلالة.. واندس بلباس الحمل بين الشرفاء والأصلاء محاولاً أن يبيع بضاعته الدنيئة ويروج لأمراضه النفسية بعقدته بالنقص من رجالات العراق، حتى يصيبهم بخسته ونذالته ويرميهم بما هو فيه من وضاعة ودونية ورداءة.. لأن مثل هؤلاء المرضى لا يرغبون برؤية الشرفاء ممن عاهدوا الله على الحق والعدل وحفظ الأمانة وبذل الغالي والنفيس من أجل العراق وشعب العراق.. لأن الضباع ترى حياتها واستمراريتها بنهش الأجساد..
أحد الضباع من أدعياء الإعلام تغلغل متباكياً بين فصائل العز والشرف حتى ينهش منهم لقمة أو عظمة أو لحمة أحياناً، وهو الذي خان وباع الوطن وخرج مهزوماً ذليلاً تابعاً إلى معسكر (رفحاء) بعد أن اشترك بصفحة الغدر والخيانة ونهش المؤسسات ودمر المنشآت وعذب وقتل الأبرياء الشرفاء في محافظات الجنوب العراقية في العام 1991، خرج يلعق أقدام الأعداء بتعاونه مع قوات العدوان على أبناء وطنه وجلدته حتى استقر سنوات يتباكى بمعسكر رفحاء ويستجدي أسياده حتى يلجأ إلى دول أوربا، وجميع من خرج من العراق وسكن معسكر الخسة والنذالة والعمالة والدونية في رفحاء يحملون أمراضاً نفسية وعقداً وعاهات بمرض الدونية تجاه كل ما هو خير وحق وعدل وعدالة، فتجدهم يرمون الآخرين بأمراضهم ويا سبحان الله لم أر منهم عاقلاً أو رشيداً، وإنما أغلبهم إمعات دونيون ساقطون فاقدون لكل إحساس بالشرف أو الانتماء إلى الوطن، وقدموا جميعهم أوراق لجوئهم بصفتهم (مضطهدون ومظلومون من حكم البعث وحكم الرئيس صدام حسين) وأتحداهم جميعاً أن يبرزوا أوراق لجوئهم الآن أو يبينوا أسباب هروبهم من العراق بمساعدة قوات عدوان الشر الأميركي في العام 1991.
الآن يأتي بعض هؤلاء ممن ارتدى ثوب الوطنية ومن أسس مواقع وهمية ووكالات خبرية باسم العراق وبمآسي العراق وبآلام العراق، يأتي متباكياً على الوطن ومتغنياً بالمقاومة ولاعناً الأميركان متناسياً أنه وجماعته من سقط المتاع وأنهم هم من ساعد المحتل على احتلال العراق وأنهم من أرسل الخطابات والرسل إلى أعداء العراق محرضين على احتلال العراق، وبعد أن استخدمهم ولفظهم سيدهم المحتل، تقافزوا بين الخنادق واستغلوا تصاعد دخان المعارك وضبابية الرؤى حتى ظهروا بثوبهم الجديد (مقاومين للمحتل).
إن بعض الضباع من (أدعياء الإعلام) يتقافزون بين الخنادق ويتسلقون على أكتاف الجماهير، وهم ممن تلوثت أياديهم بدماء الجماهير، وتاريخهم المخزي بتدمير العراق معروف لا يخفى على أحد، وممن كان بالامس القريب ذليلاً للمحتل، وممن تجسس على الشعب العراقي ولم يخجل من تعاونه وعمله جاسوساً لدى أجهزة المخابرات الأجنبية المتعددة، وممن كنز بخزائنه ثمن عمالته وتجسسه على أبناء بلده، هؤلاء الذين تسابقوا لبيع العراق وتاريخ العراق وحضارة العراق، وجلسوا يلحسون موائد المحتل طوال عمالتهم الدنيئة، حتى لعبت ذكورة المحتل بأعراضهم وهم يضحكون ويمرحون، وزرع المحتل دناءته وقذارته بصلبهم إلى يوم الدين، وكانوا لا يخجلون من تعاونهم مع المحتل، فوضعوا عمالتهم بمشاريع لخدمة المحتل وكتبت بحوث بعمالتهم، وعقدوا اجتماعات وندوات ومؤتمرات لغرض تسهيل احتلال بلدهم العراق، هؤلاء الذين العراق منهم براء، حتى وصل الأمر بهم أن يفتحوا معسكرات لتدريب العملاء والمأجورين والمأبونين في أوربا الشرقية وشمال العراق، وجعلوا من منازلهم أوكار تجسس ودعارة، فتلطخت أيامهم بعارهم، وتلظوا بذلهم وشنارهم، فأضاعوا دنياهم وأخراهم، فلفظهم أسيادهم بعد الاحتلال، ورموهم إلى مزبلة التاريخ، لأن المحتل لا يحترم عملاءه، وإنما يستخدمهم لأغراضه وغاياته، فان انتهت ورقتهم وانكشفت أوراقهم رمى بهم إلى مكب النفايات، هؤلاء الإمعات من مرضى معسكر رفحاء يحملون أمراض العمالة وفيروساتها، وهم كمن فقدت عذريتها سفاحاً واستباح الأغراب ملذتها واستوطنت خستها بأوكار الدعارة، فلا هي لنفسها تحصنت ولا هي لنسلها حفظت واستترت، فالعميل يحمل عقداً وتشوهات، لأنه خسر نفسه وعائلته وتاريخه، وهو أكثر من يعلم مواطن خسته ودناءته، فتراه بعدها يرتدي نقاب العار، ويلتحف عباءة للتخفي من سيرته العفنة، فيغير وجهه القبيح مرات ومرات ويغير المسميات جاهلاً أن العبرة بالمعاني لا بالألفاظ والمباني.
إحذر أيها اللقيط المدعو (…) يا لقيط معسكر رفحاء؟ (وأنت من أدعياء الإعلام وبوكالة الوهم مدفوعة الثمن) يا من قاءهم الزمن الرديء على رقاب الشعب العراقي، من أن تقرب حرماتنا، أو تمس تاريخنا او عائلاتنا وأخوتنا الشرفاء أو تلعب بالدماء وتتاجر بالإنسان وكرامته، فوالله ثم والله سأقاتلك كما قاتلت أسيادك من فيلق القدس ثماني سنوات وقاتلت المحتل ولم أتهاون أو أتنازل عن قيمنا الوطنية والعروبية والإسلامية، وضحيت بالروح والجسد دفاعاً عن حرمات العراق وأنني على استعداد لأضحي ببقايا جسدي دفاعاً عن رسالتي وعن الإنسان وكرامته، سأفضحك وأعريكم، وانتم تعلم قبل غيرك قوتنا وإرادتنا وتضحياتنا ورسالتنا من أجل الإنسان.. إن دماء العراقيين هي أطهر من حضيرة عمالتكم، فلا تقربوا دماءنا، ولا تلعبوا بآهاتنا، ولا تتاجروا بأنين الثكإلى واليتامى فلحمنا مرّ، وأنتم منافقون إن تحدثتم كذبتم، وإن وعدتم أخلفتم، وإن اؤتمنتم خنتم، فإياكم ثم إياكم من التقرب إلى خندقنا فوالله إن فيه رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، نقبل على الموت ولا نهاب المنايا، لأن الإنسان وكرامته خندقنا وساحتنا وعهدنا أمام الله أن ننصر المظلوم على الظالم ونقيم الحق ونبسط العدالة، فالتحفوا بعاركم أيها العملاء واصمتوا في قصوركم الحرام فهي قبوركم، وإياكم ثم إياكم أن تتلاعبوا بالإنسان وكرامته وحرمته، فوالله سأريكم أياما تندمون فيها على ما جنت أيديكم الخسيسة، وعمالتكم الدنيئة وتجارتكم الرخيصة، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
قولوا لمن حول بلادي لغابة
وخل جفن الحر بالهم ساهر
مهما بغي الباغي وكشر نيابه
حتما على الظالم تدور الدوائر
مهما بلغ عزه وزادت كلابه
لا بد له من يوم قاسي وغابر
وأخيراً:
ولو أني بليت بهاشــميٍّ خؤولته بني عبد المــدان
لهان عليّ ما ألقى ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلاني