الجبوري:التعايش السلمي في العراق من مسؤولية الجميع

الجبوري:التعايش السلمي في العراق من مسؤولية الجميع
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، دعم البرلمان لتأسيس الهيئة الوطنية لحماية التعايش السلمي ومكافحة التطرف والإرهاب.وذكر بيان لمكتبه:ان الجبوري “ترأس اليوم الأحد، مؤتمر تأسيس الهيئة الوطنية لحماية التعايش السلمي ومكافحة التطرف والإرهاب أقامته لجنة الأوقاف والشوؤن الدينية النيابية، وحضره عدد من النواب ورجال الدين وباحثون وأكاديميون”.وقال الجبوري، في كلمته خلال المؤتمر، إن “الحديث عن استئصال الإرهاب ليست أمنية سهلة المنال، ولا طموحا يسير التحقق، إننا نتحدث عن وباء خطير عصي، ناتج عن أسباب هي الأخرى خطيرة ومخيفة، ولذا يلزمنا قدر عال مِن الدقة في التشخيص وشجاعة في التنفيذ، واعني بدقة التوصيف إن نضع النقاط على الحروف في مسببات الإرهاب ودوافعه وظروفه والبيئة التي ساعدت على تناميه، وكذلك ليس من قبيل التبرير أو التهاون، بل لابد مِن ان نبادر إلى سبر الجذور والوصول لها ومنع تناميها وتغذيتها للفروع والنتوءات الناتجة عنها، وحين نتحدث عن شجاعة الحل، فنعني هنا شجاعة القرار وشجاعة توزيع الأدوار في المهمة وشجاعة التنازلات المتطلبة، وأخيرا شجاعة البتر كي يسلم بقية الجسد من الوباء والكارثة”.وأضاف ان “مشكلة الإرهاب والتطرّف ليست وليدة اليوم ولا نتاج المرحلة بل هي ظاهرة متجددة في حياة البشرية، فقد شهد العالم عبر العصور المتعاقبة حقبا من المظاهر الإرهابية، تماما كما حصل في احداث متعددة من التاريخ بسبب نزوات متطرفة أدت الى إزهاق ملايين من ارواح ألابرياء وبطرق بشعة يندى لها جبين الانسانية، ولذا فليس من الانصاف نسبة الارهاب الى الاسلام بأي حال، وليس من الانصاف كذلك ان ينسب الارهاب الى فئة او قومية قد تكون اكثر المتضررين من افعالهم ونشاطاتهم الدموية”.وأشار إلى ان “أهم أسباب الإرهاب والتطرف يعزى إلى البيئة التي يعيش فيها الإنسان، والمؤثرات التي تتدخل في تكوين نمط حياته، أو تؤثر فيها، ومن تلك الأسباب ما هي تربوية وثقافية، فأي انحراف أو قصور في التربية يكون الشرارة الأولى التي ينطلق منها انحراف المسار، ويجعل الفرد عرضة للانحراف الفكري ويخلق مناخًا ملائمًا لبث السموم الفكرية لتحقيق الأهداف الإرهابية، ومن تلك الأسباب ما هو اجتماعي، كانتشار المشاكل والتفكك الأسري الذي يدفع الى التطرف في الآراء، والغلو في الأفكار، بل ويجعل المجتمع أرضًا خصبة لنمو الظواهر الخارجة عن الطبيعة البشرية، ولا يمكن اغفال الاسباب الاقتصادية، فنحن نعلم ان الكثيرين من ضحايا التضليل كان الفقر واحدا من اهم العوامل التي ساعدت على توريطهم بالضلوع في الارهاب والتخلي عن المسؤولية الوطنية”.واكد ان “الاسباب السياسية واحدة من اهم العوامل التي تعزل منطقة وبيئة حاضنة للتطرف اذا ما أخفقت الدولة او الطبقة السياسية في احتواء المجتمع، وهنا لابد ان نؤكد ان وضوح المنهج السياسي واستقراره، والعمل وفق معايير وأطر محددة، يخلق الثقة والقناعة، ويبني قواعد الاستقرار الحسي والمعنوي لدى المجتمع ، لذا أرى من الواجب ان نعلم ان الحلول السياسية ومراجعة الأداء، واحد من اهم الأبواب التي يجب الشروع بها للحد من تغذية مبررات الارهاب في استقطاب المغرر بهم الى جانبه”.وأوضح الجبوري ان “ما حصل من اعتداءات في فرنسا خلال أليومين الماضيين أكد ما كنّا نؤشر عليه من ان الارهاب لا يؤمن بالجغرافيا وان شهيته لا تتوقف عند حدود وان كل من ينظر الى حربنا معه بعين التخلي فسيقع في أتونه عاجلا ام اجلا، وقد قلنا مرارا ولكل العالم من خلال لقاءاتنا المتعددة بالقادة، اذا اردتم ان تتخلصوا من الارهاب فلا تديروا له ظهوركم، ولا تثقوا كثيرا بالحدود او المسافات التي تفصلكم عن ارض المعركة اليوم، وقلنا ايضا، ان خير وسيلة لتجنيبكم الصراع معه هي مساعدتنا في القضاء عليه، ويومها قلنا للجميع بلسان صريح وجريء وواضح منا الأرواح ومنكم السلاح فوقف معنا من وقف، ومد البعض يده لنا على استحياء، وادار البعض الاخر ظهره متوقعا انه بعيد عن مرمى نار الارهاب، غير ان ذلك خطا اثبتت الايام فداحته، ومن لم يكتو بنار الارهاب اليوم فسيصله لهيبها غدا، لا قدر الله مع تمنياتنا بالامن والسلام لكل العالم”.ولفت إلى ان “مسؤولية الحفاظ على التعايش لا تتوقف عند مؤسسة او وزارة او جهة بعينها، بل هي مسؤولية تبدأ فردية بالدرجة الاولى، ومن ثم تنطلق من العائلة والقبيلة والمدرسة والمسجد والوحدة السكانية ثم تتشكل وتنعكس بعد ذلك في عقلية الدولة والإعلام خطابا متسامحا، يتجاوز التفريق والتحريض وبث الكراهية الذي ينتج عن التفتيش في التاريخ عما يفرق ولا يجمع، وما يمزق ولا يوحد، ولذا فإننا اليوم امام تحدي خلق تصورات إيجابية عند الجيل الجديد تستثني الكبوات والإخفاقات والآلام، وتبحث عن المشتركات، وتغض النظر عن المحطات الموجعة من الممارسات الطارئة، والتي كانت نتيجة ظرفها وليس من الصواب اعادة تكريرها في ذاكرة الأبناء”.وتابع الجبوري “ابارك لكم مسعاكم وأعلن وقوفي معكم في هذا المسعى ومجلس النواب سيدعم هذا التوجه لتأسيس هذه الهيئة التي نحن بأمس الحاجة اليها اليوم في الحد من الارهاب والوقاية منه ومواجهته، وغدا في معالجة اثاره التي ستظهر بعد نهايته”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *