احمد الملا
تناولت المجلة البريطانية “إيكونوميست” إن إيران تسعى إلى الهيمنة على مرجعية النجف بعد السيستاني وأوضحت إن هناك خلاف بين الأخير وبين خامنئي في إيران وبينت إن أساس الخلاف هو إن السيستاني يريد دولة مدنية وليست دينية على غرار ما يريده خامنئي ؟؟!!
كما أوضحت المجلة إن المليشيات الشيعية هي الآن تقاد من قبل إيران وهذا ما يجعلها – أي إيران – مستحوذة على العراق وهذا خطر يهدد العراق وان السيستاني يمثل حجر عثرة أمام الهيمنة الإيرانية كونه يدعم قوات الجيش والشرطة تلك القوات التي اقل عدة وعدد من المليشيات ؟؟!!.
وهنا لدينا عدة تعليقات على هذا الكلام :
فما زعمته هذه المجلة هو كلام عار عن الصحة, فالسيستاني لم يخرج من خدمة إيران بل هو من سهل لها الدخول للعراق بشكل مباشر من خلال فتوى الجهاد التي أصبحت الغطاء الشرعي لهذا الاحتلال, كما إنها أعطت الشرعية لتحرك المليشيات الإيرانية والمليشيات العراقية المرتبطة بإيران بحجة محاربة داعش , ولم يرفض السيستاني هذا التدخل مطلقاً فكيف يوجد خلاف بينه وبين خامنئي ؟! ومتى وأين حصل ذلك ؟!
أما بخصوص ادعاء هذه المجلة إن السيستاني يريد دولة مدنية فهذا كذب معلن, فكيف يريد دولة مدنية وهو دعم وعلى طول السنوات الماضية القوائم والأحزاب الإسلامية وبالتحديد الشيعية الموالية لإيران , ودافع عن المجرم نوري المالكي بكل قوة خصوصا عندما أصدر فتوى تحرم على الشعب التظاهر ضد السفاح المالكي سنة 2011 والكل يعلم إن المالكي ولائه لإيران, فكيف كان الخلاف بين السيستاني وخامنئي وكيف يدعو إلى دولة مدنية ؟! وما هي دعوته وأين الدليل على ذلك ؟!.
أما مسألة المليشيات فهي بالفعل المسيطرة على المشهد العراقي الآن, بل باتت تتدخل في القرارات الحكومة والسياسية بشكل يتماشى مع الرغبة الإيرانية, والكل يعرف إن هذه المليشيات قد تشكل اغلبها بفتوى الجهاد التي أطلقها السيستاني, وأخذت من تلك الفتوى غطاءاً لكل نشاطاتها الإجرامية, ولم ينطق السيستاني بأي كلمة إزاء إجرام تلك المليشيات, بل لم يصدر منه موقفاً يعارض فيه تدخل تلك المليشات بالعملية السياسية على الرغم من إن مهمتها وكما يدعون هي الدفاع عن المقدسات وليس عن العملية السياسية التي أدارها السيستاني بتدخله فيها, وهذا ينفي قول المجلة البريطانية بان السيستاني حجر عثرة بوجه الهيمنة الإيرانية بل هو البوابة الآمنة لذلك التدخل.
وهذا يجعلنا نتساءل عن سبب تلميع صورة السيستاني من قبل هذه المجلة وإظهاره بمظهر المعارض لإيران وإعطاءه صفة العراقية ؟!وإجابة على ذلك التساؤل : نقول إن هذه هي مقدمة لسحب فتوى الجهاد بطريقة أو بأخرى, ومحاولة فصل المليشيات عن فتوى الجهاد, وكذلك محاولة تزكية السيستاني من الولاء لإيران لان في قادم الأيام ستصدر مواقف منه ضد إيران تتناسب مع المصلحة الغربية وبالتحديد الأمريكية والبريطانية, وسيعود الابن الضال إلى أحضان أبيه بعد أن أعلن ولائه لإيران, كما حصل في عام 2003 وصدور فتوى تحريم الجهاد ضد المحتل الأمريكي.
كما يحاول الإعلام الغربي أن يزرع فتنة بين أقطاب المرجعيات الإيرانية, الخامنئي والسيستاني, ومحاولة جر تلك الأقطاب إلى خلاف في ما بينها يتناسب مع تحركات الغرب المستقبلية في العراق وبشكل يؤدي إلى قلب الرأي العام العراقي ضد إيران والذي الآن يعيش نشوة الوهم بإيران.
فالسباق الآن بين الغرب وإيران هو على كسب عمالة السيستاني, لكونه يحقق اكبر منفعة ومصلحة ويحقق طموح وينجح أي مشروع لهذه الجهة أو تلك, فتاريخ تلك المرجعية معروف, عندما تعاملت مع المحتل الغربي, أنجحت كل مخططاته, وكذلك مع إيران, وهذه المرحلة الآن إيران تسعى لجعل السيستاني في أحضانها, والغرب يريد أن يعيد ابنه الضال, فمرجعية السيستاني وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في لقائه مع قناة التغيير الفضائية ….
{{…أنّ مرجعية السيستاني هي الأسوأ والأسوأ على الشيعة على طول التاريخ الحاضر والماضي والمستقبل، وربما لا يظهر أسوأ منها إلى يوم الدين، وسأبين موقفي من السيستاني من خلالها إصدار بحث تحت عنوان (السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد)، وستقرأون وتسمعون العجبَ العُجاب تحقيقاً وتدقيقاً وبالدليل والبرهان…}}.