حسن جوان
نحكي لنحيا…هذا هو الشعار الذي رفعه مؤتمر الرواية العراقية الاول الذي اختتمت فعالياته امس الجمعة بعد ان انطلقت في يوم الخميس 14 كانون الثاني الجاري برعاية الاتحاد العام للادباء والكتاب وعلى قاعة دجلة في فندق بغداد.
وشهدت جلسة الافتتاح مقدمة موسيقية قدمها الفنان سامي نسيم , اعلن بعدها الشاعر ومقدم المؤتمر عمر السراي افتتاح الفعاليات مشيرا الى ان شعار المؤتمر يرمي الى ايصال فكرة ان السرد هو هذه المدونة الانسانية الكبيرة التي تنقل الحياة والحكاية معا الى الجميع. ثم جاءت كلمة الناقد فاضل ثامر رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق الذي حيا الحضور والضيوف العرب والعراقيين معربا عن سروره للاحتفاء بالرواية بوصفها الجنس الادبي الصاعد في الحياة الادبية والثقافية العراقية, فبعدما كانت المقولة الشائعة بان “ الشعر ديوان العرب “ يبدو بحسب راي الناقد فاضل ثامر انها مقولة معرضة للاهتزاز بسبب قوة التاثير الذي تتركه الرواية في حياتنا الثقافية.
ولم يفت ثامر ان يشير الى ان الفعالية الثقافية والفنية العراقية هي اسهامة في الرد على الهجمة الظلامية التي يتعرض لها العراق ووقفة مساندة للقوات الامنية والجيش العراقي الذي يبذل ارواح ابنائه في هذا الوقت من اجل تطهير الارض العراقية من دنس تلك القوى لاستعادة الحياة والامان لابناء الوطن. كما كشف فاضل ثامر عن مغزى الشعار الذي اتفق القائمون على ادارة المؤتمر على اختياره باعتباره رمزا مستقى من قصة شهرزاد التي كانت مدفوعة لتواصل الحكي والروي لكي تحيا, لان توقف السرد يعني نهاية حياتها..ولهذا ظلت الف ليلة وليلة تحكي لتضمن حياتها, وبذلك ومن خلال السرد استطاعت ان تصنع المعجزة بتطهير نفس الشهريار المتغطرس الناقم على النساء والامتثال لارادة الحياة. ثم تحدث الناقد علي الفواز رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر, موضحا ان هذا المؤتمر هو محاولة لصناعة الشجاعة والموقف الثقافي المسؤول ازاء كمّ التحديات التي تمتلئ بها اوطاننا وحياتنا الانسانية والترديات التي على المثقف ان يعلن موقفه منها.
واشار الفواز في معرض حديثه الى المسار التصاعدي للرواية العراقية على مستويي التجديد والمطبوع. فقد ناهز عدد الروايات العراقية الصادرة في السنوات الاخيرة بحسب بعض الاحصاءات نحو 530 رواية, بعضها حصد جوائز دولية وعربية, مغتنما الفرصة للاعلان عن تأسيس جديد لجائزة سنوية عراقية للرواية تمت تسميتها “ جائزة بغداد للرواية “ يجري الاعداد هذه الايام للاعلان الرسمي عن شروطها ومواعيدها, منوّها الى انه سيخصص مبلغ مالي مجز للفائزين فيها. ثم قرأ بعد ذلك الشاعر عمر السراي منهاج المؤتمر على الحاضرين داعيا لبدء اولى الجلسات المخصصة لقراءة استذكارية في منجز الروائي العراقي الراحل غائب طعمة فرمان, الذي حظي المؤتمر بتسميته الرمزية كرائد للتجديد الروائي العراقي, فكانت اولى الجلسات التي تصدى لها الباحث جميل الشبيبي. ثم تلت ذلك جلسة نقدية موسعة تمثل اولى محاور المؤتمر والمعنونة بـ «الرواية والهوية» التي ترأسها الناقد عباس لطيف وشارك فيها كل من الباحثين سعد محمد رحيم و الدكتور خليل شكري الهياس والدكتور محمد صابر عبيد. اما الجلسة المسائية من اليوم الافتتاحي ذاته فكانت حول محور الرواية والارهاب, وترأسها د. شجاع العاني وشارك فيها كل من صادق الصكر ود. عالية خليل وباقر جاسم محمد و ياسين النصير, فيما توزعت الشهادات بين كل من القاص احمد خلف وعبد الرحمن مجيد الربيعي وهدية حسين. اليوم الثاني والختامي تناول المؤتمرون محور “ الرواية العراقية..التشكيل والتاصيل “ وترأس الجلسة علي حداد , فيما حاضر فيها الباحثون د. حسن سرحان وشوقي بدر يوسف – مصر – وعلي كاظم داود وبشير حاجم والدكتورة نادية هناوي واسعد اللامي وهيثم بهنام وحميد الربيعي. اخيرا كانت الجلسة المسائية والختامية تبحث في محور “ الرواية والسينما “ اذ ترأسها القاص شوقي كريم وشارك فيها الباحثون كاظم مرشد السلوم وفراس الشاروط واسماء ابراهيم – مصر- فيما كانت الشهادات لكل من مرتضى كزار وحامد فاضل وخضير الزيدي. يذكر ان ادارة اتحاد الادباء والكتاب قامت وعلى نفقة الاتحاد الخاصة بطباعة منهاج المؤتمر, بالاضافة الى طباعة كتاب ضخم يشتمل على جميع البحوث النقدية المشتركة في المؤتمر.
الإعلان عن جائزة بغداد لمبدعي الرواية العراقية
آخر تحديث: