لااصلاح دون محاكمة المالكي

لااصلاح دون محاكمة المالكي
آخر تحديث:

 

 طارق الاعسم

اثبتت احداث الناصرية وحرق بيت طفلة معارضة في الحلة , انه قد صار يكفي المرء عاراً ان تكون منتمياً حتى الان لحزب الدعوة , فمسؤولية ضياع تاريخ هذا الحزب الذي تحول الى عصابة , ملقاة على عاتق مجرمين تغوطوا على تاريخ حزبهم.

 

فالعصابة التي مزقت العراق واضاعت ثلث اراضيه وشفطت خزينة الدولة ودمرت بناه التحتية , لاتستحق حتى الرثاء , وانما تستحق اللعن والمنع من ان تعيد الكرّة بالامساك بزمام الامور .

 

الحزب الذي بات يشمئز منه اناس فرّوا بجلودهم من عاره , كغالب الشابندر وضياء الشكرجي والسنجري , والذي اصطفى معتوهين يخشون من طفلة في الحلة ويحرقون بيتها , ويصطفي مجرمين ملثمين في الناصرية (قلعة الابطال) ليطالوا المدنيين بالعصي الكهربائية , ويلم بين جناحيه افسد خلق الله من طبقة شوهت العملية السياسية , مثل هذا الحزب لجدير بالحظر كحزب البعث .

 

ان قراءة معمقة لنموذج من ردود احد افراد هذا الحزب من الناصرية (كريم دشر ) كافية لمعرفة الطريقة الفاشيّة التي يتبناها حزب الدعوة , وكافية لندق ناقوس الخطر من الطريقة الارهابية التي يتحضر لها (الدعاة) في الانتخابات القادمة .

 

علينا ان نتيقن من ان لحزب الدعوة اذرع عصابية مختصة بالمهمات القذرة تُستدعى عند الحاجة للتدخل بخطف الناشطين واغتيالهم وحرق بيوتهم , وهي اذرع تجيد التخفي تحت شعار الدفاع عن الوطن , اذرع متحالفة مع (دولة القانون ) باوامر مشددة من جهات لايمكن مخالفتها .

 

ان الحل الوحيد الممكن والجوهري هو بجر نوري المالكي (بطريقة يسبقها تحييد شريكه مدحت المحمود) ليحاكم محاكمة عليا عادلة تتم فيها ازاحة السرية عن عصاباته الالكترونية والمالية والسياسية وجرائمه العسكرية , وحينها ستنهار المنظومة السرية لهذا الحزب وعن اكذوبة دولة القانون , وسيزدحم طريق المطار بمواكب الحمايات (ان بقيت لهم حمايات) وهذا هو جوهر الاصلاح في العراق .

 

اما الحديث عن اصلاح في ظل وجود حزب ابتلع موازنة العراق , حزب له امكانات مالية ونفوذ اكبر من مؤسسات الدولة , ولديه اذرع من العصابات الجاهزة بمسدسات كاتمة جاهزة للايجار , ومع وجود عصابات من الجيش الالكتروني التي تعمل ليل نهار بمهمتين لاثالث لها , مهمة تسقيط الخصوم ومهمة تلميع الطاغية المالكي , ومع وجود ارادة ما ,في دولة ما ,بالابقاء على المالكي صنماً يعبد عند الحاجة ,فحينها لاتحدثونا عن الاصلاح , لأن لعبة الدعوة هي في التشويش ومنع اي اصلاح حقيقي سيجرجرهم الى المحاكم وربما يجر بعضهم الى حبل المشنقة .

 

انا لا اقصد ان مااذكره سهل الحدوث لاسيما وان منافسي المالكي من الطبقة السياسية هم غير مبرؤون من الفساد , ولكن مااقصده ان اي اصلاح بلا اقتلاع لمنظومة فساد حزب الدعوة هو عمل لاجدوى منه على الاطلاق , والايام بيننا.

 

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *