الحكيم:أي تغيير يحتاج الى أسباب وتقييم !

الحكيم:أي تغيير يحتاج الى أسباب وتقييم !
آخر تحديث:
 بغداد/شبكة اخبار العراق- أعلن رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي عمار الحكيم، اليوم ، انه أرسل الى رئيس الوزراء حيدر العبادي استقالات وزراء كتلة المواطن في النفط والنقل والشباب والرياضة” داعياً الى “تشكيل حكومة أغلبية سياسية تمثل كل مكونات الشعب العراقي”.
وقال الحكيم في كلمته بالملتقى الثقافي الاسبوعي اقيم بمكتبه في بغداد  اليوم :”إنني أعلن اننا ارسلنا رسالة رسمية موثقة الى رئيس الوزراء حيدر العبادي وفيها استقالات وزراء كتلة المواطن النيابية، لأننا أصحاب مشروع ولسنا أصحاب مواقع وامتيازات ولن نكون سبباً في إيقاف أي مشروع إصلاحي يقوم بناء الدولة العراقية ولهذا أصبحت استقالات وزرائنا رسميا تحت تصرف العبادي، وأيضا ان هذه الاستقالات ليست منفصلة عن مشروع اصلاح حقيقي وواضح وشفاف”.
وبين ان “قبول أي استقالة بناء على السبب الذي تبديه اللجنة المختصة، وأيضا ان تكون هناك معايير واضحة للبدلاء وان تقوم الجهات السياسية المشاركة بالحكومة بتقديم هؤلاء البدلاء بناء على المواصفات التي يضعها رئيس الوزراء وان لا يكون هناك استثناء لأي احد من هذه المواصفات، وان يكون للبرلمان رأي في اختيار الوزراء أيضا لانه بالنهاية لا تكون لهم شرعية الا بقبول البرلمان بهم”.
وتابع الحكيم “ما دمنا نبحث عن مختصين وخبراء فلا نتصور ان يكون خلافٌ على من تتوفر فيه هذه الصفات بغض النظر عن الجهة التي رشحته او الطريقة التي ترشح بها” لافتا الى ان “هناك خطوة اخرى في طريق الاصلاح هي المواقع بالوكالة وهي مواقع غير دستورية وغير شرعية وعددها كبير جدا وتشل العمل الحكومي والإصلاحات، وهنا يجب ان يحسم هذا الملف أيضا وان لا يبقى أي موقع بالوكالة وان لا يكون هناك أي استثناء”.
وأوضح ان “الخطوة الثالثة هي مواقع الهيئات المستقلة والمواقع الشاغرة في الدولة والتي يجب ان تشغل بملاكات مختصة وخبيرة وان يتم وضع معايير واضحة ويتم اختيارهم من قبل لجان مختصة ومتوازنة تحت اشراف مجلس النواب”.
واستطرد الحكيم بالقول “أما الخطوة الرابعة من مسيرة الإصلاح هي القوانين والتشريعات التي تكبل العمل وتدمر الاقتصاد وتعقد حياة المواطنين، وهي تحتاج الى حملة تنقية وإصلاح كبيرة وشاملة” مؤكدا “اننا داعمون لاي خطوات إصلاحية بشرط ان تتوفر لدينا خارطة طريق ومشروع اصلاحي متكامل وخطوات وإجراءات واضحة”.
وأشار رئيس المجلس الاعلى الى ان “ليس المهم الوقت الذي تستغرقه الاصلاحات وانما المهم ان يكون لدينا خطة نتابع تنفيذها ضمن جدول زمني محدد، مستدركا “لكن لو غيرنا الوزراء بدون خطة واضحة او بدون اكمال الخطوات الأخرى وتركنا المواقع بالوكالة والشواغر بالدولة والهيئات المستقلة كما هي، و مرَّت عدة اشهر او سنة ماذا ستقول الحكومة حينذاك !! وكيف ستبرّر الاخفاق الحكومي فيها ؟! وهل ستلوم من ينتقد او ينسحب منها ؟!”.
وقال الحكيم، ان “البعض من محبيّنا يلوموننا كثيرا في اننا بطيئون في اتخاذ القرارات ومتحفظون في الغالب في قراراتنا أي اننا لا نتعجل القرار ولا نتخذه بسهولة، وهذا يعني اننا لم نصدر موقفنا لمجرد التعبير عن موقف او إلفات نظر الاعلام او الشارع، ولكننا وجدنا ان هناك حاجة فعلية وملحة كي نضع النقاط على الحروف، لان الاحداث تسارعت والأمور اختزلت الى درجة ظن البعض ان أزمة البلد محصورة بالتغيير الوزاري !! فاذا حدث هذا التغيير فان الاوضاع ستكون مثالية وتختفي كل المشاكل والأزمات !!، ولهذا حددنا موقفنا مما يقال وقلنا كلمتنا”.
وأوضح ان “أي تغيير يحتاج الى أسباب وتقييم !، أما ان يشمل الجميع ويتساوى فيه الكفوء وغير الكفوء والناجح والفاشل فان هذا لا يكون اصلاحا وانما مجرد هروب من ازمة الى أخرى” مبينا ان “أساس الإصلاح هو ان نكون صريحين مع انفسنا وشعبنا وان نحدد مكامن الخطأ بدون مجاملة او حسابات شخصية ضيقة هنا او هناك”.
وقال رئيس المجلس الاعلى “اننا طالبنا بان تشكل لجنة مهنية مختصة لتقييم الوزراء وادائهم في وزاراتهم ومستوى النجاح الذي حققوه في بلوغ اهداف الوزارة ولا نتصور ان هذا الطلب يزعج احداً بل بالعكس هذا ما يطالب به الشعب وهو وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وأيضا هذا ما يطالب به العبادي في ان تكون حكومة تكنوقراط أي حكومة مختصين وخبراء”.
وشدد على ان “تكون لجنة تقييم الوزراء مستقلة وان تعلن نتائجها للجميع !!، واذا كان هناك من يقول ان هذا سيسبب احراجاً للبعض فنقول وهل تغيير الوزراء بدون سبب لا يسبب احراجاً؟!! وهل نحن ننوي ان نقوم بإصلاح حقيقي ام نراعي خواطر شخصية هنا او هناك” لافتا الى ان “ما نطالب به في هذا الصدد هو الإصلاح الحقيقي لأنه يؤسس لبداية صحيحة بعيدة عن التشويش والضبابية، اذاً المسألة ليست محرجة وليست صعبة ولكن نستغرب ان البعض يطالب بالتغيير ولا يقدم آليات !! هنا تكمن علامات الاستفهام الكبيرة ؟؟!!”.
ولفت الحكيم الى انه “ولما اصدر السيد مقتدى الصدر بياناً بهذا الخصوص وطالب بتشكيل لجنة فسارعنا الى دعم المبادرة لأنه نفس المنهج الذي نؤمن به ، في العمل المبني على خطوات معروفة، ولا احد مستعد ان يمشي معصوب العينين او يمنح شيكاً على بياض لاحد !! فكلنا شركاء بتحمل المسؤولية ولن نتخلى عن مسؤولياتنا ولن يرهبنا التشويش والتضليل الذي يصدر من هنا او هناك ولسنا ممن يفقد الرؤية عندما يعلو الغبار “.
وأشار الى ان “تصورنا للأغلبية السياسية اختلط هذا الامر عند البعض وقالوا لماذا رفضتموها عندما طالب بها الاخرون قبل فترة، وعلينا ان نوضح الامر باننا نؤمن بالأغلبية السياسية من كل المكونات وليس بالأغلبية العددية فقط، يعني اننا ندعوالى اغلبية فيها شيعة وسنة وكرد وسائر المكونات الاخرى ولتكن هناك معارضة فيها شيعة وسنة وكرد، المهم ان يكون الجميع ممثل في هذه الأغلبية ، والجميع موجود في المعارضة أيضاً ولسنا ممن يؤمن بتشكيل اغلبية عددية يكون ثقلها الكبير من مكون واحد ويكون وجود الاخرين تشريفياً او شكلياً”.
وأكد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي انَّ “العراق متنوع ولا يمكن ان يعيش الا بهذا التنوع ولا يمكن للعملية السياسية ان تستمر الا اذا كانت كل المكونات متواجدة فيها”.
وفي المحور الامني ومحاربة الارهاب قال الحكيم انه “تحدٍ نصارعه منذ 12 سنة ولكن موجته الأخيرة هي الأخطر والاشرس والأكثر بربرية ووحشية منذ قرون وليس بمقاييس الإرهاب الذي حاربناه في العقد المنصرم، ووهذا الإرهاب قد وصل الى مرحلة احتلال الأرض من اكثر من دولة وإعلان دولته المستقلة المزعومة ، وهو يمثل القمة في التمكين الإرهابي”.
وأضاف “لقد كنا ومنذ سنين نحاول ان نقنع العالم والدول الصديقة إقليميا ودوليا بأن هذا الإرهاب سيتمدد ويتطور ويتخذ اشكالاً جديدة ، وان أهدافه لا تنحصر بالواقع المحلي العراقي وانما يتغذى على البيئة غير المستقرة في العراق مثلما يتغذى الان على مناطق الصراع في اليمن وليبيا وسوريا وحتى في افريقيا الوسطى والفلبين واندونيسيا، اذاً هو ليس حالة محلية مرتبطة بوضع سياسي محدد، ولكن تداخل الوضع العراقي المعقد وعمق التحولات التي حدثت في هذا البلد ، جعله يظهر بشكل بارز هنا بينما هو حالة عالمية وفكر منحرف تكفيري اجرامي”.
وأضاف ان “هذا التحدي الإرهابي وبعد ان وصل الى قمته ، بأي اتجاه سيتحرك؟؟ انه بدأ يتراجع وينحسر واصبح تحدياً للعالم بأسره وليس تحدياً لنا وحدنا، وأصبحت دول العالم تتعامل معه كخطر محلي مثلما نتعامل نحن معه كخطر محلي وفقد جزءاً كبيراً من بيئته الحاضنة وسقطت اقنعته الطائفية التي استخدمها للتمددعبر بعض الطوائف، واليوم اصبح العراق يحارب الإرهاب ويستعيد المبادرة ويستخدم سياسة القضم في استرجاع الأرض وسياسة التحطيم في تسديد الضربات الموجعة للإرهاب ومعاقله وأسسه السياسية واللوجستية، اذا نحن في هذا المحور نحقق تقدماً كبيراً”.
وفي الاوضاع الاقتصادية التي يعيشها الرعاق بسبب الازمة المالية لانخفاض اسعار النفط العالمية قال الحكيم ان “العراق يعيش في ظل التحدي الاقتصادي على مورد واحد وهو النفط وماعدى ذلك فكل شيء ثانوي ومهمل، وقد ساعدت فورة أسعار النفط التي استمرت لبضع سنوات على زيادة الاعتماد عليه ودخول الدولة العراقية في مرحلة الشللالاقتصادي البنيوي ، بحيث لم يعد هناك تركيزاً جدياً على تنويع الموارد والخروج من أسر الدولة الريعية وتركز الاهتمام على تحديد كيفية صرف الموارد الضخمة المتوفرة”.
وأوضح “كانت الموازنات تبنى على أساس الانفاق لا الحاجة الفعلية ، وتضخم عدد الموظفين الى مستوى أصبح العراق يحتل الصدارة في العالم بعدد موظفيه نسبة الى عدد سكانه، وكما هو متوقع فان البذخ والاسراف يخلق بيئة فاسدة، وأصبح الفساد مرافقاً ومشجعاً لسياسة انفاق الموارد واهدار المال العام”.
وأشار الى “انتهاء فورة الأسعار واصبح الجميع يرى الصورة الحقيقية بدون رتوش، ويكتشف ان هذه الدولة ارتبط مستقبلها ببضاعة يرتفع او يهبط سعرها في بورصة الأسواق العالمية، ولأول مرة منذ 12 عاماً بدأت الموازنة تدرس بشكل جدي ويتم بنائها على مبدأ الاحتياجات والاولويات ويكون الصرف على أساس الحاجة، وهو الحالة الطبيعية في بناء اقتصاد البلدان، وبدأت الدولة تفكر بعقلية الحصول على الموارد لا انفاقها وبدأ المجتمع يفكر بعقلية الإنتاج لا الاستهلاك وبدأ الفرد يفكر بعقلية تنويع المصادر في عمله ودخله وتخلّى عن الطموح بأن يكون موظف دولة”.
وبين ان “هذا التحول قد بدأ الان ومنذ اقل من سنة وليس من المعقول ان نرى نتائجه اليوم او بعد شهر او شهرين ولكن بالتأكيد اننا لأول مرة أصبحنا نتجه نحو الطريق الصحيح لبناء اقتصاد قوي وفاعل ، وأقول نتجه لأننا لا زلنا بحاجة الى تشريع مئات القوانين والتشريعات الضرورية كي نكون على الطريق الصحيح ، وأسعار النفط ستبقى لبضع سنوات بمعدلات منخفضة، وهي قد تكون كافية لتوفير الحد الأدنى من احتياجات البلد وتمنحنا الفرصة لنفكر بعمق ونطور الانتاج ونصنع دورة اقتصادية حقيقية”.
وأشار الحكيم الى “التحدي السياسي فأننا قد ننسى ونحن نستغرق في التفاصيل ان العراق يعيش حالة الحرب منذ 35 سنة، وهي حرب متواصلة وعلى جبهات مختلفة وبعناوين متعددة، ولكنها حرب شرسة ومدمرة، فمنذ بداية الثمانينات والى اليوم والعراق في حروب مستمرة بدون توقف، فالحرب العسكرية هي حرب، والحصار الاقتصادي هو حرب، وتغيير النظام السياسي بغزو عسكري هو حرب، والإرهاب هو حرب”.
وبين انه “وعلى مدى هذه الـ 35 سنة لم تتوقف هذه الحروب وهي تستنزف كل شيء في العراق، فالحروب تستهلك الثروة والانسان والمبادئ والقيم والسياسة، ومن الصعب ان نجد دولة في القرن المنصرم بقيت في حالة حرب وبهذه الشراسة والتنوع على مدى الـ 35 سنة الماضية كما مرًّ بالعراق !!”.
وتابع انه “ومع كل هذا فان العراقيين استطاعوا وبألم ان يتجاوزوا الكثير من جروح هذه الحروب وان يبنوا نظاماً سياسياً يتداولون فيه السلطة بشكل سلمي وديمقراطي، وبالتأكيد انه ليس النظام المثالي والكامل ولكنه على الأقل افضل من العديد من الأنظمة في دول المنطقة والعالم وهو بحاجة الى التطوير والتصحيح والعمل المستمر على ترسيخ ثقافة التعددية السياسية، واملنا الكبير بالجيل السياسي الجديد الذي يأخذ الريادة بتنضيج المسارات السياسية وتطويرها”.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *