بغداد: شبكة اخبار العراق – افتتح قبل ايام في متحف بومبيدو للفنون والثقافة في باريس معرض استعادي للفنان الالماني المولود في سويسرا «بول كلي»، فقد اعتبر هذا المعرض من اهم المعارض التي اقيمت في فرنسا، اذ ضم 240 قطعة فنية متنوعة الاحجام، قسم كبير منها يعرض لاول مرة، وهي تحمل ذات الاسلوب والتقنية التي وظفها الفنان العالمي كلي منذ بداية انطلاقه. عرف الفنان بول كلي كأحد ابرز الفنانين خلال القرن العشرين، وتميزت اعماله بأسلوبها الساخر، خصص له مركز بومبيدو هذا المعرض والذي يعد الأول من نوعه في فرنسا منذ عام 1969، عرض فيه الأعمال الفنية التي كانت السخرية من أهم ميزاتها. توزعت الاعمال في صالات المركز بشكل متباعد لكي يأخذ كل عمل فرصته بالمشاهدة بشكل جيد، يذكر ان المسؤولة عن المعرض انخيلا لامبي كرست ثلاث سنوات للتحضير له، متنقلة بصورة منتظمة الى بيرنا في سويسرا، حيث يوجد مركز بول كلي. كما ذكرت للاعلام بأن فكرت المعرض جاءت من اجل تعريف الجمهور الفرنسي بهذا الفنان المهم، حضر الى المعرض نحو( 4600) شخص في يوم الافتتاح فقط. اشتغل كلي على الكثير من المدارس، مثل التعبيرية والتكعيبية وحتى التجريدية، و ما يلفت النظر في مسيرته هي تلك السفرات التي قام بها إلى الشرق، وولعه بالحضارة المصرية والفنون القديمة. وخلال هذه الاعوام، تحولت الحيوانات والخطوط التي يصفها الفنان كنقطة في حركة، إلى أشياء متكررة في أعماله الفنية. ذكر كلي في مذكراته انه تعلم الفن بسبب جدته، اذ كانت اول من اهدى له اقلاما ملونة واوراقا للرسم عندما كان في سن الثالثة من عمره، ويذكر كلي تلك المرحلة بأنها كانت بداية خطواته في رحلته الفنية، حتى أنه ضم بعض رسوماته من مرحلة الطفولة المبكرة إلى سجل أعماله الخاص به، كما معروف عنه ايضا بأنه ابتكر تقنية جديدة، تعتمد على النقش بإبرة مدببة على لوح زجاجي مطلي بمادة مرنة، وانتج بهذا الاسلوب 60 عملا، كانت جديدة في ذلك العصر وملفتة للنظر. من مكتشفات هذا المعرض ايضا، هو مشاركته في نشاط الحركة الدادائية في ميونيخ، هي النزعة البالغة العبث والسخرية من كل ما هو موروث وثابت وذلك عام ١٩١٠، كما اثر شراكته في تأسيس جماعة الفارس الأزرق مع كاندينسي وفرانز مارك وماك. ثم اهتم عندما سافر الى ايطاليا بتقاليد عرائس المسرح الروماني – الاغريقي ورسوم الأطفال. في بعض رسومه الخطية يصور راقصين شعبيين على الطريقة التهكمية الاسيوية (الصينية). وفي الوقت الذي تمثل ألوانه ارهف الدرجات اللونية الضوئية، تقابلها بنائية تكعيبية، واضح فيها التأثر بمدير مدرسة الباوهاوس (التي كان يدرس فيها الرسم على الزجاج) المهندس غروبيوس، وبتأثير المسؤول الثاني الفنان فيننغر، واحتكاكه بتكعيبية باريس خلال وجوده فيها عام 1905 وتعرفه على روبير دولونوي، ونشوء صداقة متينة بينهما دعاه اثرها الى معرضين في مدرسة الباوهاوس في داسو في المانيا حيث استقر كلي.