المرجعية تدعو الحشد الشعبي الى الانضباط العالي في القتال
آخر تحديث:
كربلاء/شبكة اخبار العراق- أوصت المرجعية الدينية العليا، المقاتلين في ساحات المعارك ضد عصابات داعش الارهابية بالحذر من ردود أفعالهم في القتال والتعامل مع المدنيين بانضباط عال.وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أعلن الثلاثاء الماضي” تشكيله لجنتين للتحقيق في الادعاءات التي تثار حول النازحين من مدينة الفلوجة، والعمل على تسريع التدقيق الأمني، اضافة الى المضي بمتابعة وتوفير احتياجات العوائل النازحة وتأمين مستلزمات اعادة الاستقرار”. وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة امس الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني : “في هذا الاسبوع التقى المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى علي السيستاني بنخبة من اطباء النجف الاشرف واوصاهم بامور نذكر ونشرح بعضها لاهميتها، منها وتحديداً للمقاتلين في ساحات القتال بان يكون قتالهم لتخليص اخوانهم واخواتهم من عصابة داعش التي هي فئة دخيلة على العراقيين فكرة وممارسة”.وأضاف “من الضروري لمقاتلينا الابطال الذين يسطرون ملاحم البطولة والتضحية في صفحات تاريخ العراق الحديث ان يلتفتوا الى ان الغاية من قتالهم هو انقاذ المواطنين في المناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش وان ينظروا لهم كأخوة واخوات جاءوا لتخليصهم من هذه الفئة الدخليلة على العراقيين في فكرها الضلالي الذي تتبناه وترجمته بممارسات وحشية حيث لم يشهد تاريخ العراق من هذه الوحشية”.وأكد الكربلائي “بل ينتبهوا [المقاتلين] ويحذروا من ان يكون هدفهم الانتقام اوالاعتداء أو غير ذلك ولاجل تحقيق هذه المهمة وفق الضوابط الشرعية والاخلاقية والانسانية لابد من تحلي المقاتلين بأعلى درجات الانضباط النفسي في تصرفاتهم واعمالهم القتالية ولا يحملهن حزن وأسف على فقد عزيز استُشهد في القتال أو تألم على جريح او حالة غصب اوانفعال على ارتكاب ما يخالف هذه الضوابط من تمثيل بقتيل او اجهاز على جريح او تفجير دار مشتبه بأمره او سطو على مال لذوي المقاتلين او استيلاء على اموال لمواطنين ابرياء”.وتابع كما “لا بد من الفرز بين المعتدي المقاتل والمواطن الذي لا دخل له بذلك وانما هدف القتال الحفاظ على الهوية الوطنية والانسانية والحضارية للشعب العراقي الذي ارادات هذه العصابات مسخها وطمسها”.ونوه الكربلائي الى ان وصية المرجعية “تؤكد توصيتها على كبار السن والنساء والاطفال فما أعظم وأجمل ان نرى بعض أفراد قواتنا المسلحة والمتطوعين يحملون رجلا كبيرا على اظهرهم ليوصوله مع عائلته الى مأمنهم او يُطعموا صغيرا او يُهدأوا ويُطمأنوا امراة خائفة او يداووا مريضا او يهيأوى مأوى لهم”.وشددت المرجعية الدينية على اهمية وحدة العراق من خلال وحدة العراقيين برعاية النازحين دون تمييز على انتماء طائفي او قومي.وقال ممثلها ان “الحفاظ على وحدة العراق من خلال عناية الجهات المختصة والمواطنين والجمعيات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني ببذل كل ما يمكن من جهود لتوفير المأوى المناسب للنازحين وتقديم ما يحتاجونه من طعام وشراب ودواء مع معاملتهم بالحسنى والتعاطف معهم والرحمة بهم”.ودعا الكربلائي الى ان “تكون هذه العناية بصورة متساوية لجميع العراقيين النازحين والمهجرين مع قطع النظر عن انتمائهم الديني او المذهبي او القومي وذلك لانهم باجمعهم مواطنون عراقيون لا يستلزم اختلافهم في الانتماء المذكور اختلاف مرتبتهم في حقوق المواطنة والانتماء للعراق”.ولفت الى ان “هذا النحو من الرعاية والمعاملة سُيشعر الاخرين من جميع المكونات العراقية لوحدة الانتماء لبلدهم مما سيترك أثراً ايجابيا في نفوسهم فيشعرون بقوة الاصرة والعلاقة مع بقية مواطني بلدهم وهذا سيفوت الفرصة على عصابات داعش التي تعمل على زرع التفرقة والبغضاء بين مكونات الشعب العراقي من خلال اثارة النزعة الطائفية”.وفي سياق اخر دعت المرجعية الى أهمية مراعاة الموظفين في مؤسسات الدولة في تعاملهم وتقديم الخدمات للمواطنين والمراجعين.وقال الكربلائي ان “وصية المرجعية في توفير الخدمة الجيدة لجميع المراجعين يكون بنفس المستوى من دون تفريق بين الغني والفقير والقوي والضعيف، وهذه الوصية وان كانت موجهة الى فئة الاطباء لان جمعا منهم كانوا حضروا لقاء المرجع الاعلى ولكنها وصية لكل الذين يتعاملون مع المواطنين ويقدمون لهم الخدمة في اي مجال كان ولا سيما من فئة الموظفين الحكوميين”.وأوضح، ان “من يمارس التعليم عليه ان يعلم ان لسلوكه ومنطقه أبلغ الأثر في طلابه ولا يتصور انه بمجرد استاذ في مادة الطب فعليه ان يراعي الجوانب الدينية والاخلاقية في اقواله وتصرفاته ومن ذلك التواضع لمن يعملهم من الطلاب وعدم التعالي عليهم وهذه الوصية لا تختص ايضا بالاطباء الذين يمارسون التعليم في الجامعات بل هي عامة لجميع المعلمين والتدريسيين”.