إيران … السكين الإسرائيلية في الخاصرة العربية

إيران … السكين الإسرائيلية في الخاصرة العربية
آخر تحديث:

  احمد الملا

وأنا أتصفح إحدى المواقع الالكترونية وجدت صورة شدت انتباهي, وهذه الصورة هي لمجموعة من الجنود الإسرائيليين وقعوا أسرى في ايدي الجيش العراقي سنة 1973م, الأمر الذي دفعني للتساؤل, لماذا توقف العرب عن حروب التحرير ؟ لماذا لم يكمل العرب مسيرتهم في حروب التحرير ؟ ما الذي شغلهم عن تحرير فلسطين وأبعدهم عن هذا الكفاح ؟ لماذا لم تتكرر تلك الصورة ؟ فأجبت نفسي قائلا : هذه الصورة لن تتكرر ولن يكون لها مثيلا والسبب هو إيران, فبزوال إيران وتدخلاتها بالشأن العربي عموماً عندئذ سوف تتكرر هذه الصورة وهذه اللقطة, وسيستكمل العرب مسيرتهم لتحرير فلسطين.

وهنا قد يسأل سائل ما دخل إيران في تلك القضية وما شأنها في ذلك ؟ وهنا سأجيب على هذا التساؤل وفق قراءة شخصية لمجريات الأحداث التي عصفت بالواقع العربي منذ تأسيس الكيان الصهيوني وإلى يومنا هذا….

فمنذ أن تأسس الكيان الصهيوني في عام 1948 خاض هذا الأحتلال الغاصب العديد من الحروب ضد العرب الذين كانوا يسعون جاهدين إلى تحرير دولة فلسطين من هذا الكيان السرطاني فكانت حرب 1948 و 1956 والتي سميت بحرب العدوان الثلاثي على مصر وحرب 1967 و حرب 1973 وحرب جنوب لبنان عام 1978 وهنا نلاحظ إن إسرائيل لم يمر عليها عقد من الزمن منذ تشكل هذا الكيان إلى منتصف الثمانينات من القرن الماضي إلا وقد تعرضت لحرب من قبل العرب, وهذا الأمر سبب ويسبب قلقا كبيرا جداً عند إسرائيل ومن يرعاها من دول استكبارية كأميركا وبريطانيا وغيرها من الدول التي تعهدت لهذا الكيان بإيجاد دولة له في فلسطين, وهذا الأمر يستلزم إشغال العرب بشيء يبعد أنظارهم عن إسرائيل وفي الوقت ذاته يجعلهم منقلبين على أنفسهم.فكانت الفكرة هي إيجاد دولة ” شيعية ” في إيران, ومن يسأل لماذا إيران دون بقية الدول كالعراق مثلاً خصوصاً وإنه أتباع مذهب التشيع فيه يمثلون نسبة عالية من السكان ؟ يكون الرد عليه هو إن العراق كان محكوماً بنظام عسكري دكتاتوري لا يسمح لأي نشاط ديني أو مذهبي, أما إيران فكان هناك حراك داخلي يسعى لقلب نظام الحكم ورجال ” شيعة ” من يريدون الحكم, وكانت إسرائيل ترغب بذلك بشدة حتى إنها رفضت طلب الشاه الذي تقدم بها لإسرائيل من أجل اغتيال الخميني, وهذا يعني إن إسرائيل كانت تريد الخميني أن يكون في الحكم من اجل خدمة مشروعها, وكذلك لم يصل الخميني للحكم إلا بعدما تعهد للإدارة الأميركية بضمان مصالحها وإنه أي الخميني سيتهجم على أميركا وإسرائيل فقط إعلامياً من أجل حماية تلك المصالح.

وفعلاً بعدما تسنم الخميني زمام الأمور في إيران بدأ بحربه على العراق حتى إنه كان يستورد الأسلحة والطائرات من إسرائيل, وبدأت إيران بتطبيق ما يعرف بتصدير الثورة الإسلامية نحو الدول الإسلامية !! ولا نعرف كيف تصدر ثورة إسلامية إلى دول هي بالأساس مسلمة !! وبدأت التصريحات والخطابات الطائفية والمذهبية الموجهة ضد الدول العربية وكما قلنا تم اشغال العرب وتحديداً العراق بحرب دامت ثمان سنوات الأمر الذي أبعد أنظار العرب عن إسرائيل وشغلهم بعدو جديد حاول أن يحتل العراق ومنه يتوجه إلى باقي البلدان العربية وعلى الرغم من انتصار العراق والعرب في هذه الحرب إلا إن إيران استطاعت إن تؤثر في العديد من الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان والكويت والبحرين واليمن والسعودية واستطاعت من أن تشكل جبهات تحمل عنوان المعارضة أو المقاومة لكنها واقعاً تخدم المشروع الإيراني واستطاعت هذه الدولة الفارسية بأن تشغل العرب عن إسرائيل وعن تحرير فلسطين أو محاولة ذلك على أقل تقدير.وكل الشعارات التي أطلقتها من أجل تحرير فلسطين هي مجرد شعارات خالية من أي جوهر, وما يؤكد ذلك تشكيل فيلق القدس الذي يقاتل الآن العرب المسلمين ولم يخض أي معركة ضد إسرائيل وكذلك إنها تملك ترسانة كبيرة من الصواريخ البالستية ومع ذلك نجدها موجه ضد العرب ولم توجه ضد إسرائيل وهذا هو تصديقاً لمقاله خميني لكارتر بأنه سوف يصرح ضد أميركا وإسرائيل من أجل حماية مصالح تلك الدولتين, وإلى يومنا هذا مازال العرب منشغلين بإيران وتدخلاتها في الشؤون العربية التي وللأسف الشديد وقفت موقف المتفرج منها خصوصاً في العراق حتى أضاعوه كما يقول المرجع العراقي الصرخي في إستفتاء ” أضاعوا العراق… تغيّرتْ موازين القوى… داهَمَهم الخطر…!!! “….(( أولًا ــ لقد أضاعت دول الخليج والمنطقة الفرص الكثيرة الممكنة لدفع المخاطر عن دولهم وأنظمتهم وبأقل الخسائر والأثمان من خلال نصرة العراق وشعبه المظلوم!!! لكن مع الأسف لم يجدْ العراق مَن يعينُه، بل كانت ولازالتْ الدول واقفة وسائرة مع مشاريع تمزيق وتدمير العراق وداعمة لسرّاقه وأعدائه في الداخل والخارج، من حيث تعلم أو لا تعلم!!!

ثانيًا ــ هنا يقال: هل يمكن تدارك ما فات؟!! وهل يمكن تصحيح المسار؟!! وهل تقدر وتتحمّل الدول الدخول في المواجهة والدفاع عن وجودها الآن وبأثمان مضاعفة عما كانت عليه فيما لو اختارت المواجهة سابقًا وقبل الاتفاق النووي؟!! فالدول الآن في وضع خطير لا تُحسَد عليه!!! فبعد الاتفاق النووي اكتسبت إيران قوةً وزخمًا وانفلاتًا تجاه تلك الدول!! وصار نظر إيران شاخصًا إليها ومركَّزًا عليها!! فهل ستختار الدول المواجهة؟!! وهل هي قادرة عليها والصمود فيها إلى الآخِر؟!! …)).

وفعلاً سكوت الدول العربية عموماً ودول الخليج خصوصاً عن التدخل بل الإحتلال الإيراني للعراق جعل من تلك الدول أن تكون عرضة لخطر التهديد والإحتلال الإيراني المباشر أو غير المباشر لتلك الدول, فلو إتخذت الدول العربية والخليجية موقفاً واحداً على اقل تقدير ضد إيران كموقفها السابق ضد إسرائيل لتغير الحال لكنهم وكما قال المرجع الصرخي أضاعوا الفرصة وهذا ما جعل إيران الآن أن تكون سكين إسرائيل في خاصرة العرب.

وبخلاصة بسيطة نلاحظ إن حروب التحرير العربية ضد إسرائيل انتهت وولى زمنها مباشرة بعد تولي نظام الملالي الحكم في إيران وبهذا أنشغل العرب عن العدو بمحاربة سكين العدو التي قطعت العديد من أوصال هذا الأمة العربية و فلولا إيران لأستطاع العرب من تحرير فلسطين وطرد الكيان الإسرائيلي الذي أصبح بعض العرب يعترف به كدولة وهذا بفعل إيران التي قدمتها إسرائيل وأميركا كدولة زرعت الفرقة والتشرذم والطائفية والمذهبية بين أبناء الأمة الإسلامية.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *