قحطـان جاسم جواد يبرز كتاب ( كتابة المسرحية … بناء الفعل ) باعتباره واحدا من اهم المراجع في صناعة وبناء الوحدات المسرحية ويقع في 373 صفحة من القطع المتوسط . وهو من تأليف سام سمايلي وقام بترجمته الفنان الدكتور سامي عبد الحميد وراجعه الناقد سهيل سامي نادر. الكتاب يتضمن مقدمة وثلاثة اقسام الاول بعنوان العمل الانفرادي و الثاني ( مبادئ الدراما ) ويتناول البناء ، والشخصية ، والفكرة ، والاسلوب ، والاصوات , والمرئيات . اما القسم الثالث (مشاكل الانتاج) فيتضمن علاقات العمل والمسرح المعاصر، والجمهور الحي ، والخاتمة –طريق الحياة . هذا الكتاب يكشف المبادئ الاساسية لكتابة المسرحية اذ يقدم افكارآ معينة عن اختيار المادة الدرامية وكيفية تنظيمها للاغراض الفنية . يركز في مجال التنظير والتطبيق على بناء الدراما باعتبار ان البنية الدرامية في فعالياتها ليست مجرد شكل بل معالجة الافعال والعلاقات الانسانية اضطرابها . واذ يقدم الكتاب وصفا لمبادئ البناء الدرامي لايزودنا بكيفية استخدام تلك المبادئ ، ولا يناقش اعتبار المسرحية الجيدة الصنع جنسآ ادبيآ . بل يؤكد لنا وجوب ان تكون المسرحية جيدة الصنع ، وذلك من خلال وجهة نظر الكاتب المسرحي لا من وجهة نظر الناقد . كما يكشف الكتاب تقنيات كثيرة استكشفها الكتاب القدماء ليستفيد منها الكتاب الشباب . وفيها مبادئ سبق لمؤلفين اخرين التطرق اليها ، ومن حق الكاتب ، من اي جيل كان ، ان يختار ما شاء منها وفق صلتها بالمجتمع المعاصر . وتشكل المبادئ والتطبيقات التي يحتويها الكتاب عونآ لكاتب المسرحية ، اذ يستطيع اكتشافها بنفسه في الوقت المناسب لاستخدامها وكيفية ذلك الاستخدام . كما يضمن الكتاب معلومات مهمة فيما يتضمن رؤية الكاتب ومركباتها -الفكرية والجمالية والخلقية – ويقدم مخططآ واضحآ لعملية الكتابة ابتداء من البذرة الى السيناريو الاولي المسودة وصولا الى النسخة النهائية . ويقترح صيغة موثقة واجراءات الوصول الى الانتاج المسرحي . اما قضية تناول تجارب بعض الفنانين الدراميين فإنما لتقديم صورة عن المسرح المعاصر وعلاقاتها الداخلية . لذلك يقدم الكتاب شرحا مهما عن الطبيعة الداخلية للمسرحية من غير ادعاء بتقديم قوانين ثابتة لها بل تقدم المعنى لكاتب المسرحية كي يغترف منه بطريقته الخاصة ,ليبتكر بعد ذلك دراما متفردة . وقد ركز الكتاب على تجارب مسرحية منها «اوديب ملكا» لسوفو «الرغبة» لتنسي وليامز و»المرأة الطيبة من ستزوان» لبريخت و»في انتظار غودو» لبيكت. في الفصل الاول وضمن مبحث رؤية الكاتب يذكر المؤلف سام ان على المؤلف المسرحي قبل الكتابة ان يسأل نفسه.. لماذا ينوي كتابة هذه المسرحية ؟ وكيف يتقدم في كتابتها ؟ وماهي نظرته للحياة ؟ مامعنى تلك النظرة ؟ ما تنظيمها ونسقها ، ماهي امكاناتها واحتمالاتها ؟ ومن المؤكد ان الكاتب سيكتشف تفاصيل مايريد قوله اثناء عملية الكتابة, لكن بشرط ان تكون التفاصيل حاضرة في ذهنه قبل الكتابة . والكاتب الفنان يثبت وينفي . فهو يثبت الحياة عندما يختار المادة التي يصنع فنها موضوعا يعكس نظرته ،وفي الوقت نفسه ينفي ذلك التثبيت داخل نفسه . وهكذا يقف التثبيت والنفي جنبا الى جنب ليصبح ذلك الجدل جزءا من صيغة الكاتب ، فهو يحتفل بإمكانات الحياة ، وفي الوقت ذاته يدين فوضاها ومعاناته . وبفعله الابداعي يحطم الكاتب لامنطقية الحياة وغموضها ولا انسانيتها . والفنان يقف بمستوى اعلى من الانسان العادي فهو من يركز اكثر من غيره على الابداع والحب والايمان والعمل .