بغداد/شبكة اخبار العراق- اعلنت قيادة عمليات نينوى بتاريخ 18 من الشهر الجاري ،انها “حررت بالكامل” مدينة نمرود التي تقع على مسافة 30 كيلومترا جنوب شرق مدينة الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية بعد ان كان تنظيم داعش سيطر عليها في عام 2014.قائد عمليات “قادمون يانينوى” الفريق الركن عبد الأمير يارالله اكد أن “قطعات الفرقة التاسعة المدرعة استعادت السيطرة بالكامل على ناحية النمرود ورفعت العلم العراقي فيها بعد تكبيد تنظيم مايعرف بالدولة الاسلامية خسائر بالارواح والمعدات”، بحسب بيان لخلية الاعلام الحربي.وكان مسؤولون وآثاريون ادانوا في آذار 2015 ما يسمى دولة داعش لقيامها بتدمير وهدم موقع النمرود التأريخي، ووصف منظمة اليونسكو ذلك بجريمة حرب.يعتبر موقع نمرود التاريخي، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.وتقع البلدة عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم إلى جنوب الموصل، وهي واحدة من مواقع أثرية عدة دمرها وخربها التنظيم الإرهابي منذ بروزه في العراق وسوريا.وأقدم عناصر داعش على تفخيخ مبان وتفجير موقع نمرود بعيد سيطرته عليه، ومازالوا متواجدين على مقربة من المكان، بحسب ما أفاد مسؤولون عراقيون سابقاً. وأظهرت أشرطة فيديو وصور أقمار اصطناعية نشرت بداية العام الحالي، الدمار الذي ألحقته جرافات ومعاول ومتفجرات الجهاديين بالمكان.
ويرجع تاريخ هذه المنطقة إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وتعد أحد أهم المواقع الأثرية في العراق والشرق الأوسط.و نمرود هي التسمية المحلية بالعربية لمدينة كالخو (كالح) الآشورية “kalhu” التي بنيت على نهر دجلة على يد الملك الأشوري شلمنصر الأول (1274 ـ 1245) وجعلها عاصمة لحكمه خلال الإمبراطورية الآشورية الوسيطة وبدأت أولى التنقيبات فيها في العصور الحديثة على أيدي الأوروبيين في عام 1840.وكشفت التنقيبات عن كنوز أثرية ثمينة تترواح بين أجزاء كاملة من القصور الملكية إلى تماثيل شخصية وتحف أثرية صغيرة.وتوقف البحث في المنطقة لعقود إلى أن قام السير ماكس مالوان (الآثاري وزوج الكاتبة أغاثا كريستي) بالتنقيب في المنطقة من جديد في عام 1949. وكتب كتابه المهم عنها “نمرود وأطلالها”.وواصل منقبون آثاريون أخرون التنقيب في المنطقة بعده، وبشكل خاص في السبعينيات حيث تم وضع سجل توثيقي فوتغرافي لآثار المنطقة وكنوزها الأثرية، التي يبدو أن بعضها قد دمر الآن.وقد عرض تنظيم داعش في مارس/ آذار 2015 شريط فيديو يصور أعضاءه وهم يحطمون تماثيل وتحفا أثرية في متحف مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرته.
وتقول وزارة السياحة والآثار العراقية إن المسلحين “في 3 نيسان /أبريل 2015 ، فجروا المدينة وابنيتها الاثرية المكتشفة بالكامل وهي كل من ( قصر اشور ناصر بال الثاني الشمالي، معبد عشتار، معبد نابو) ولم يتبقَ من المدينة سوى الزقورة”.وقد أثار ذلك ردود أفعال دولية غاضبة، إذ عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا أدان فيه ما وصفه “بالأعمال الارهابية البربرية” التي ارتكبها مسلحو تنظيم داعش في العراق، وبضمنها تدمير آثار تاريخية وثقافية نفيسة.وكان مسلحو تنظيم داعش اقتحموا مكتبة الموصل التي تضم نحو 8000 من الكتب والمخطوطات النادرة في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي وحطموا الأقفال واستولوا على 2500 كتاب، وأبقوا على النصوص الإسلامية فقط، ثم أحرقوا الكتب التي صادروها.وكان داعش قد أقدم على تخريب متحف الموصل بعد استيلائه على المدينة في حزيران/يونيو 2014، وهاجم مواقع عدة بينها مدينتا الحضر ونمرود الأثريتان المدرجتان على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، ونشر مقاطع فيديو لعمليات التدمير.وتحاصر القوات العراقية حاليا الموصل، آخر معاقل داعش في البلاد، لكن مسؤولين أشاروا إلى أن للتنظيم مقاتلين داخل أو قرب مواقع أثرية، ما يجعلها عرضة لمزيد من الدمار في المعارك المقبلة.يذكر أن اليونيسكو دعت عند انطلاق عملية استعادة الموصل في الـ17 من تشرين الأول/أكتوبر، جميع أطراف النزاع إلى حماية المواقع الأثرية.