آخر تحديث:
مهدي قاسم
محاولات إسقاط المالكي سياسيا مسألة مهمة و ضرورية في مسار الصحوة الشيعية الراهنة ..لأن عملية نجاح إزاحته ووضعه على رف النسيان ، ستكون بمثابة رمي حجرة في مستنقع الركود السياسي و الجامد في الوسط الشيعي ، و خطوة أولى صحيحة و سليمة نحو تغيير ، يُفترض سيكون جذريا ، ولكن يجب في الوقت نفسه أن لا تقتصر هذه الصحوة و التحركات الجماهيرية الواسعة على إسقاط المالكي و إزاحته فقط ، إنما ينبغي أن تتسع هذه الصحوة لتشمل معظم أفراد ” الحرس القديم ” من زعماء و ساسة آحرين كانوا معه منذ البداية ، في مشواره السياسي الكارثي في المنطقة الخضراء ..
و إذا كان المالكي يتحمل القسط الأكبر بما وصل إليه العراق من مصائب ونوائب وطنية مزرية ، بحكم عهديه الطويلين والمثقلين بمظاهر الفساد والتدهور الأمني ، فأن باقي أقطاب ” العملية السياسية ” للنهب السريع و التخريب المريع لا يقَّلون عنه مسئولية بما آلت إليه أحوال البلاد والعباد من كوارث وطنية و انهيارات اقتصادية و اجتماعية متسارعة ، فيجب القيام بعملية إسقاطهم هم أيضا ــ طبعا جماهيريا و بشكل سلمي ــ ، بغية وضعهم على الرف :
إما بهدف الإزاحة جانبا أو تمهيدا للمحاسبة والمقاضاة إذا باتت الظروف مناسبة و ناضجة لذلك ، كل هذ ، بهدف تنظيف و تنقية الجو السياسي العام من روائح فسادهم النتنة و من فشلهم الوظيفي و من أضراره السياسية و إهدارهم المتواصل للمال العام ..
فاقتصار عملية الإسقاط السياسي على شخص المالكي فحسب بهدف إزاحته ، سوف لن يغير شيئا من الأوضاع السياسية القائمة ، طالما أن ” القطط السمان ” من فرسان الفساد السياسي والمالي لا زالوا في مواقع نفوذهم السياسي و مناصبهم السيادية والخدمية واللصوصية ..
فيجب أن تأخذ الصحوة ” الشيعية ” لأبناء الجنوب الفقراء طابعا شاملا لا تستثني فاسدا و فاشلا ، وبغظ النظر عن من يكون ، سواء من أبناء ” الأسر المقدسة ” أو من أبناء” العوام ” غير المقدسة !! ..