آخر تحديث:
محمد حسب العكيلي
((وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ))
قصص الاطفال غالباً ما تعلق في الذاكرة ولا تَسقط حتى يَسقطُ الموتُ اجساد حامليها, فمفردة (لص) او (سارق) او ما تعرف بالعامية العراقية بـ(الحرامي) دائما ما تقشعر اجساد الاطفال حين يسمعونها وينعتون الاخر الذي لا يحمل ذرة من الاخلاق بها. أما اليوم فغدا اللص يتظاهر بسرقته تحت ضوء شمس قيظ اب بأوراق رسمية تُرَسم له حق سرقاتهِ وبشاعة اختلاساتهِ التي لا ولن يتحاسب عليها بذريعة انه (قائد) او (رئيس) او (وزير) او (حاج) او احد اقرباء الحاج!
فاللحاج حق السرقة بحصانة الدين الذي يتظاهر بأنه حارس على شرائعه علماً ان جناب الحاج لم يزور مكة قط! وسوف لن يزورها وان زارها فسيرتج الفيس بوك والفضائيات بصور ولقطات لحضرتهُ وهو يؤدي مراسيم الحج!
ففي وطني أمست السرقة حق مشروع, والنفاق شطارة, والكذب حنكة سياسية, وخيانة الوطن ولاء!
يحضرني الكثير والكثير والكثير ممن لو ذكرت اسمائهم لكان هذا المقال هو الاخير لي ولربما سَيُحذف من اغلب الصحف والمجلات ويُعرض بدلا عنه نعيٌ ليَ او لربما لخيانتي العظمى بحق الوطن والمذهب, المذهب الذي يُكذب بذريعة حمايته كثير وبشرف المحافظة على ديمومتها اكثر, هو مذهب اصبح يقتاتون على اكاذيب ينشروها على سذج المجتمع وفقراء الثقافة الدينية.
المضحك المبكي هو نحن, فنحن واقفين على خط الوسط لا نستطيع ان نكون من اللصوص لكوننا لسنا بحجاج ولا نقتدر على اداء التملق بأمتياز ولا نستطيع ان نكون من الطبقة الصامتة كوننا نعتبر انفسنا متنورون بعلم زرعهُ بنا وطن مسروق منذ بداية تأريخه بداية بالمغول (التتار) حتى احتلال امريكا ومن ثم انحلال اخلاقنا.
العبرة لمن يعتبر, والخاتمة هي موت مُحتَم, وقول الحق واجب, فمن منا لا يعرف سراق بلادنا وخونة الوطن الذين باعوا البلاد وخيراتها ودماء شبابنا وشرف نسائنا بثمن لا محل له من الغيرة والشهامة وبدناءة انفسهم وبخساسة اخلاقهم المنحطة الذين يدعون ما لا يفعلون ويحملون شعارات رنانة ويكررون مفردة الجهاد باغلب محافلهم والجهاد براءة من أناس لا غيرة وعربة ولا دين لهم؟!