هل بدأ العد التنازلي لحكم الاحزاب الفاسدة في العراق

هل بدأ العد التنازلي لحكم الاحزاب الفاسدة في العراق
آخر تحديث:

ادهم ابراهيم

بعد ان احتلت امريكا العراق ثم غادرته ، تركته نهبا للاعاصير الطائفية والاطماع الاقليمية وميليشيات الاحزاب المشاركة بالحكومة . ومن ثم عصابات داعش الاجرامية . وبعد ان ضمنت الاتفاق النووي الايراني وابعدت مخاطره ، عادت متسللة باساليب ناعمة تارة وحادة تارة اخرى وحسب الظروف . فانشأت قواعد عسكرية تزداد يوما بعد يوم ، ووضعت خطوط حمراء لايحق للاحزاب الحاكمة او ميليشياتها من الوصول الى اماكن محددة تعتبرها من مناطقها الحيوية المحرمة في العراق . وسياتي اليوم الذي تعتبر العراق كله من المجال الحيوي الامريكي . فبعد ان انتهت ولاية اوباما جاء الساكن الجديد للبيت الابيض بنهج مغاير تماما ولكن بخطوات بطيئة حتى لايفزع المنطقة بجعجعة لامبرر لها . واخذ يعمل من خلف الستار وما زيارته الى السعودية واجتماعه مع بعض قادة الدول الاسلامية الا بداية لهذا النهج . وربما مجئ رئيس الاركان الاردني الى العراق لتنسيق الجهود العسكرية ومن ثم رئيس الاركان السعودي هو جزء من المخطط الجديد . ويبدو ان امريكا تريد سحب العراق من الهيمنة الايرانية عن طريق الدول العربية المحيطة به لعقد اتفاقات عسكرية اولا ومن ثم احلاف . ويبدو ان ايران قد شعرت بهذا المخطط فطلبت بالمقابل من وزير الدفاع العراقي زيارة طهران لعقد اتفاقات عسكرية تضمن بقاء ايران في العراق لفترة اطول ، وهكذا اصبح العراق بين جر امريكا من جهة وسحب ايران من جهة اخرى

وفي الداخل العراقي نجد حراكا مستمرا لايمكن عزله عن الاملاءات والاشتراطات الامريكية . فتحالف القوى السنية شهد فضيحة كبيرة اثر الخلاف بين اعضاءه من مسؤولين حكوميين ونواب في البرلمان، وكل يحاول الحصول على قطعة اكبر من الكعكة على حساب جماهيرهم المهجرين والثكالى والايتام وهم ربما لايعلمون ان جرس غرق سفينتهم قد قرع وعليهم مغادرتها فورا تحت طائلة الفضائح والمحاكم التي تنتظرهم للوقوف في اقفاصها وساعة الحساب قد اصبحت قريبة . اقرب اليهم من حبل الوريد . والحزب الاسلامي المنضوي تحت نفس اللافته يشهد ازمات وانقسامات خطيرة . اما المجلس الاسلامي الاعلى فقد نعاه السيد عمار الحكيم من خلال تشكيل تيار الحكمة الوطني بعد ان ضاق ذرعا بالديناصورات او عجائز المجلس الذين لايرغبون بترك مواقعهم الى الخط الثاني بعد الفشل الذريع الذي شهدوه والفساد المستشري فيه . وربما كان رئيسه منذ زمن ليس بالبعيد يحاول ضخ دماء جديدة لجسد المجلس الاعلى المسجى عل طاولة المشرحة دون جدوى . ولانعلم بعد مدى نجاح التيار الجديد ام سيكون نسخة جديدة من المجلس . وستنعكس كل هذه الاحداث على التحالف الوطني والخلافات المتوقعة عند الشروع بتنصيب رئيس جديد له

كما ان حزب الدعوة الذي يضم رئيس الوزراء الحالي ورئيس الوزراء السابق ينتظر الانفجار في اي لحظة خصوصا اذا ماعلمنا ان كل واحد منهما لديه اطروحات مغايرة تماما للاخر حول مستقبل العراق . وهو في الواقع منقسم على نفسه منذ زمن بعيد مع وقف التنفيذ

اما على صعيد كوردستان العراق فان محاولة الهروب الى الامام عن طريق الاستفتاء لتقرير المصير سوف لن تجدي نفعا ولن تقدم لاهلنا في كوردستان الحلم الباهر في العيش الرغيد بعد الخلافات الحاصلة بين الاحزاب والكتل الكوردستانية وخصوصا بين حزب الاتحاد الوطني والحزب الديموقراطي الكوردستاني والتي ستنفجر اجلا ام عاجلا مع تدخل دول الجوار في قرارات الاقليم لانه لايعيش بمعزل عن الصراعات الدائرة اليوم . وسواء جرى الاستفتاء ام لم يجر فان استقلال الاقليم لازال بعيد المنال . اضافة الى مشكلة كركوك المستعصية والصدام المحتمل بين الاطراف المتنازعة والتي ستؤثر تاثيرا كبيرا على قرارات المركز والاقليم على حد سواء

ومن الجانب الاخر يقف الجيش العراقي المغوار بعد ان حقق انتصارات رائعة وهو في احضان المواطنين من كل الطوائف والاثنيات وقد غسل كل ما شابه من شوائب نتيجة غباء او عمالة رئيس الوزراء السابق الذي ربما كان يروم الانتقام من جيش كان ومازال متلاحما مع الشعب فخسأ من كان يريد السوء له . وربما سيكون له دور في المستقبل القريب لتصفية الميليشيات التي تتغذى على دماء المواطنين من خلال الخطف والسرقة والبلطجة والعمليات الارهابية الاخرى . والمعركة لازالت مستمرة طالما هنالك سلاح خارج اطار الدولة

من ذلك يتضح جليا الازمة الكبيرة التي تنتظر العملية السياسية في العراق بعد الفشل الذريع الذي منيت به الاحزاب والتكتلات المشاركة فيها جميعا وان العد التنازلي لها قد بدأ فعلا . . وقبل ايام شاهدت احد نواب حزب الدعوة وهو يصرح باستحالة اي تغيير مثل الانقلاب او حكومة طوارئ على حد قوله ، فتذكرت قول المرحوم نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي (دار السيد مأمونة ) وكان ذلك قبل ثورة تموز بايام قليلة .فهل دار السيد مأمونة حقا . هذا ماسنشاهده في قابل الايام.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *