لماذا تحول العراق إلى بيئة طاردة للكفاءات ؟؟

لماذا تحول العراق إلى بيئة طاردة للكفاءات ؟؟
آخر تحديث:

 بقلم: طالب قاسم الشمري

خسر العراقيون عندما غابت الثقافة عن مجتمعهم وتسللت لهم الأفكار الطائفية والمذهبية والإرهابية بغياب الوعي والفكر النير والحوارات البناءة المترفعة التي كانوا يتمتعون بها بعد أن عرفوا منذ القدم بثقافاتهم وآدابهم وفنونهم المتنوعة ووعيهم المجتمعي الذي حصنهم وجعلهم أقوياء من الصعب جدا اختراقهم على الرغم ما مروا به من صعوبات و عقود الدكتاتورية والحروب المدمرة كان لا يزال هناك شيء من مناخات الإبداع حاضره وطارده للأفكار والمفاهيم الدموية و العدوانية العدائية لوجود النخب الثقافية والسياسية والفكرية الوطنية ولكن عند ما غاب التنوير وغابت النخب عن المجتمع العراقي وتراجعت مؤسساته الثقافية والأدبية والفنية وفرط بها أصبح من السهل اختراق ثوابته و قيمه الروحية والاجتماعية و الوطنية عندها هاجمهم الظلاميين بعد أن خرجت من بين العراقيين أنفسهم تيارات وجماعات متخلفة متطرفة شجعت على التخلف وإصابة العقول بالإمراض والأفكار الغريبة والخطرة وبدأت رحلة المعانات والمواجهات مع التطرف والإرهاب والعنف الطائفي والمذهبي والعنصري كل هذا حدث بعد أن غابت النخب ودمرت الطبقة الوسطى صاحبة الأدوار الثقافية والوطنية وبفقدانها ضاعت وغابت مقومات الحوار والثقافة الجادة و فسدت المناخات السياسية وتراجع دور ألدوله ومؤسسات الإعلام العام والخاص في أداء دورها واختفت لغة الحوار الذي يعزز البناء الفكري والثقافي والمجتمعي ،.

و في خضم هذه الإحداث وإفرازاتها السلبية وظروفها فقد العراق دوره الريادي والقيادي وغادره تاركا موقعه الاستراتجي الإقليمي والدولي و تحول إلى بيئة طارده للكفاءات فلت صمام أمانها وكل ما جرى ويجري للعراقيين تتحمله ألدوله بكل سلطاتها و قياداتها السياسية والإدارية والأمنية بعد أن ضعفت ولبسها الفساد الإداري والمالي الذي ساعد على إنتاج الثقافات الرديئة السيئة الضالة التي غزت العراق و أخضعت تربية أجياله إلى استقبال وتقبل الظواهر الغريبة والمريبة التي أسهمت بقوه وبتخطيط منهجي خارجي معادي مدعوم من الداخل الوطني لتخريب السلوك المجتمعي ليصبح بعدها العراق بيئة حاضنه ومستقطبه للأفكار المتطرفة والثقافات الرديئة التي لم يعرفها المجتمع العراقي ولم تكن يوما من الأيام من مقوماته الثقافية والاجتماعية والوطنية ،، والحقيقة إن احد أهم أسباب هذه الانحرافات وما يواجهه العراقيون من مخاطر هو تغاضي الدولة عن كل هذه الظواهر والإحداث وعدم قدرتها على مواجهتها وكتفت ببعض المعالجات و الإجراءات الأمنية الغير فاعله والغير مجديه متناسيتا وتاركتا الأسباب الحقيقية في المتابعة والمعالجة وفي مقدمتها التربية والتعليم وإنعاش وتفعيل دور الثقافة العامل الأساسي والاهم في بناء الإنسان و هي احد أهم أعمدة بناء الدولة التي ترعى وتقود وتبني المجتمع وتقدم له الخدمات وتحمي سلمه الأهلي وعيشه المشترك بالأنظمة والقوانين و إقامة المشاريع والمنتديات الثقافية والفنية لجميع الشرائح والأعمار لتحمي المجتمع وتحافظ عليه من الانحراف وهنا لابد من المرور على شيء من ممارسات النظام الدكتاتوري البائد في حجره للفكر والثقافة ومطاردة المفكرين والأدباء والشعراء والفنانين المعارضين والمتقاطعين معه ثم يأتي الاحتلال الأمريكي الغاشم على الأخضر واليابس بتوجهه الدعوة للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة ومن على شاكلتها ليقاتلها على الأراضي الوطنية العراقية هذه الدعوة التي شجعت وساعدت ودعمت ظهور التيارات التكفيرية و المتطرفة ودخلت دول الجوار الإقليمي الداعمة والصانعة لها على الخط عندما وجدت أبواب العراق مشرعه إمامها ومفتوحة على مصراعيها بلا رقيب بعد أن اختفت عن الساحة التيارات الفكرية والثقافية الوطنية الناضجة وفرغت حتى ظهور الأحزاب والتيارات السياسية التي سرعان ما دخلت في صراعات ومواجهات بينيه جعلت النخب الثقافية والوطنية العراقية تختفي نهائيا و استمرت الصراعات والتصفيات دائرة بعد أن أدخلت البلاد في حروب طائفية مذهبيه عنصريه راح ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء وشرد وهجر إضعافهم بعد أن اثر تراجع النخب الثقافية والفكرية والسياسية وغيابها عن المشهد الوطني ما ساعد على حدوث الفوضى وزعزعت الأمن والاستقرار وخراب العيش المشترك للمواطنين وظهور المتخندقات الطائفية والمذهبية والعنصرية التي اخذ بعض القادة والسياسيين طوائفهم إليها في ظل غياب واضح للدولة بعد أن اضمحلت وتلاشت وغابت الطبقة الوسطى عن ساحة الإحداث بسبب ما عانته هذه الطبقة وما زالت تعانيه من تهميش و فقر وبطالة وتفاوت طبقي واضح من قبل ألدوله كل هذه الأوضاع جعلت الساحة مفتوحة إمام مجاميع التكفير والتطرف والإرهاب وأصحاب المفخخات والأحزمة الناسفة بشكل خاص لقد فلت صمام الأمان ولم يكن بمقدور ألدوله الدفاع حتى عن نفسها وليس عن المواطن بعد أن لعبت المراكز والمدارس الدنية الوهابية ولتكفريه والاخوانية دورا كبيرا في إشاعة الإرهاب و الأفكار المتطرفة في العراق في ظل شبه دوله بل سلطه ضعيفة تتجاذبها الصراعات

وهي تعمل بشكل ارتجالي بعد أن غاب عنها مشروعها الوطني وخارطة طريقها في بناء ثوابتها وأسسها ومؤسساتها كدوله بإمكانها تحقيق وبناء المشاريع المختلفة التي يحتاجها المواطنين كل هذه الأوضاع الجسام وما فيها من مخاطر انعكست على المجتمع وامن العوائل والمواطنين بعد أن أفسدت وغيرت مجاميع التطرف والتكفير ومن يقف ورائها من سياسيين وتكتلات غيرت في الكثير من الثوابات الفكرية والروحية في المجتمع العراقي وخربته وحولت إتباعها وبعض المتعاونين معها إلى آلة تتلقى الأوامر وتستجيب لتنفيذها بدون حوار أو تفكير يطعونها أطاعه عمياء لتنفيذ إعمال العنف والتفجيرات والقتل بعد أن تحولت عقولهم إلى ألغام وحولوا الدين إلى وسيله للسلطة والفكر وصاية لتحقيق أهدافهم دون أن يهمهم شيء حتى لو سالت كل الدماء وبالفعل سالت دماء ميئات الآلاف و سبا يكر القصة التي لا تنتهي وداعش الوهم الأسود كان النتيجة الحتمية لكل هذه المناخان والتعقيدات السياسية والاجتماعية المركبة أضف لذالك ما سمي بالربيع العربي الذي جاء استثمارا إسرائيلي إخواني وهابي بامتياز هذا الربيع المشئوم الذي تركت فيه واشنطن وحلفائها من الأوربيين وبعض الأنظمة الإقليمية تركت العرب يغرقون في دمائهم و مستنقعات الإرهاب وتبذير وتبديد أموالهم وثرواتهم القومية وتدمير وتفكيك جيوشهم بعد أن اتهمت واشنطن وأوربا المسلمين بصناعة الإرهاب وهم يعرفون وكل العالم يعرف ان صناعة الإرهاب صناعه غربيه بامتياز لكنها بمدارس دنيه وأموال انظمه عربيه معروفه تتصارع اليوم وتتبادل تهم الإرهاب فيما بينها هذه الأنظمة وكبيرهم الذي علمهم السحر زرعوا في العراق الفرقة والانقسامات بين الطوائف والمذاهب والعقائد والأفكار ثم حولوها إلى حروب أهليه طاحنه على الساحة الوطنية العراقية لتفريق أبناء الوطن والشعب الواحد وحدث ذالك بالفعل وعممت واشنطن وعملائها هذه التجربة إلا إنسانيه واللااخلاقيه على بلدان المنطقة وشعوبها الآمنة وكان بعد العراق ليبيا وسوريا وتونس ومصر وكل ما جرى ويجري وينفذ حتى الساعة بأموال ودماء عربيه وإسلاميه وبعد كل هذا تأتي واشنطن وحلفائها من اجل محاربة الإرهاب على طريقتها الخاصة أيضا بدماء و أموال عربيه إن ما قامت به واشنطن وإسرائيل وحلفائها في المنطقة مهمة واضحة ومرسومه للتخلص من جيوشنا ومؤسساتنا الأمنية والمدنية وتدمير البني التحتية للدول العربية والإسلامية لجعلنا في النهاية بقايا دول وأشلاء (خرده ) وحقل تجارب وسوق لتصريف أسلحتها وهذه حقيقة نراها اليوم واضحة وضوح الشمس لتصبح بعدها إسرائيل الأمر الناهي و اللاعب الإقليمي الأقوى في المنطقة على كل حال هذا ما سيكتبه التاريخ للأجيال القادمة ونعيشه نحن بحسرات نتيجة عمالة وغدر بعض الأنظمة العربية وشخصيات وشيوخ قبائل يدعون الوطنية ،، كل هذا الظلم الذي وقع على العراقيين هو بسبب تردي الثقافة وغياب النخب الثقافية والسياسية الوطنية الواعية غياب دورها في العمل على إصلاح كل هذا الخراب الحاصل في بناء الدولة و المجتمع العراقي والحقيقة هي إن الكل مقصر في هذا الطوفان حتى الجماهير إمام هذا المشهد الوطني المحزن المعقد الذي احتل الإرهاب مساحه كبيره منه والكل يعرف لم يكن الإرهاب صناعة عراقيه ولكن مهد له من قبل بعض العراقيين ليدخل الوطن و ليجري ما جرى و نحن شعب عشنا على المحبة والتسامح ،، ولم يكن لمشهد الدم والاقتتال والانتقام في حياتنا مكان كما نحن عليه اليوم و هكذا ممارسات وإعمال إرهابيه ومشاهد دموية تحرمها كل الأديان السماوية وألان اعتقد وصلنا للنقطة الأهم هي مكافحة العنف والتطرف والإرهاب التي لا تتم أو تنتهي ولا يمكن الانتصار عليها بالمعالجات الأمنية فقط لان المعالجات الأمنية ليست هي الحل الوحيد ولا تنفع لوحدها

والمطلوب بعد انتصارنا على داعش الإرهابي في الميادين العسكرية ان ننتصر عليه في الميادين الفكرية لاقتلاعه من جذوره وهذه مهمة الجميع الشعب والدولة والبدء بتنفيذ الخطط والبرامج الثقافية والتوعية بدء بالعائلة والمجتمع و المدارس والجامعات والجمعيات الاجتماعية وعلى رأسها المراكز والمدارس الدنية لمحاربة هذا الفكر الدموي الإرهابي التكفيري المتطرف للتخلص منه نهائيا وهنا يبرز دور الإعلام العام في إيصال هذه الرسالة الروحية الإنسانية الوطنية النبيلة إلى ابعد نقطه في المجتمع لان المواطن يلتفت ويسمع من الإعلام قبل السماع من الجهات الأخرى يعني علينا أن نقاوم الإرهاب ونجتثه كفكر واجتثاث الفكر لا يتم إلا بالفكر يعني الفكر بالفكر ومواجهة القوه بالقوة و الردع الشديد لهؤلاء المتوحشين واستحق القول إننا اليوم وبعد تحرير الموصل بشكل خاص نحن في حال أحسن من كل وقت فجيشنا وشرطتان وحشدنا الشعبي والحشد العشائري يطاردون هؤلاء الإرهابيين والتكفيريين والمتطرفين ويلاحقونهم في كل مكان لتطهير كل شبر من ارض الوطن من رجسهم والتعاون مع النخب السياسية الوطنية لتطهير ألدوله وجميع مؤسساتها وكل الوطن من السياسيين الفاسدين والفاشلين وعلى المخلصين في ألدوله والعملية السياسية مساعدة الشعب العراقي لاسترجاع حقوقه والاهم من كل هذا أن يعتمد العراقيين على أنفسهم في انتزاع حقوقهم والقيام بالإصلاح والتغير و أن لا يعتمدوا وينتظروا احد بل عليهم العمل بشجاعة وحكمه وتخطيط لانتزاع حقوقهم وتحقيق إرادتهم لان الحقوق تنتزع وعندما يستشري الفساد في ألدوله وتخترق الأنظمة والقوانين على الشعب أن يحزم أمره للتغير وهنا يبرز دور النخب الثقافية والسياسية والرموز والكفاءات الوطنية وتظهر بقوه على الساحة لتشارك الشعب وتقوده لتخليص البلاد من الفساد والفاسدين و التخبط السياسي ،،

والسؤال ماذا ينتظر الشعب العراقي بعد كل هذه التضحيات هل ينتظر أن يأتي الوزراء والنواب والمسئولين لتخليصهم من واقعهم المر كفنا جلوس على المصاطب والأرصفة والتلال ننتظر مصيرنا ونراقب الإحداث بدون أن نعمل ونجاهد ونجتهد لتغير واقعنا الشديد الصعوبة والخراب بعد أن استحق على الجميع وبشكل خاص مؤسساتنا الدنية ولتعلميه والفكرية أن تؤدي دورها وتساعد العراقيين على استعادة عافيتهم ليعود وجه العراق المشرق

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *