بغداد/ شبكة أخبار العراق- شهدت الساعات الاولى من عملية فرض القانون والامن في محافظة كركوك التي انطلقت ليلة 15/16-10، فرض السيطرة التامة على الكثير من الاهداف الستراتيجية والحيوية. وفيما كشفت مصادر محلية عن ان قوات البيشمركة انسحبت من بلدات تابعة للمحافظة ونواحي شمال ديالى، نفت قيادة العمليات المشتركة دخول الحشد الشعبي الى المحافظة. كما دعت القيادة موظفي ومنتسبي شرطة كركوك للالتحاق بدوائرهم لممارسة اعمالهم الاعتيادية. المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، نفى اندلاع اشتباكات بين القطعات العراقية المتقدمة في كركوك وقوات البيشمركة. وقال: “لا توجد أي خسائر ونحن لسنا في حرب وليس لدينا أي عداء مع البيشمركة، نافيا حدوث تصعيد بين الجانبين، مضيفا: ان ما يحدث في كركوك هو عملية إعادة انتشار وفرض الأمن والنظام في المناطق التابعة للحكومة الاتحادية”. وبين رسول ان “القوات المشتركة المتمثلة بالجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب والرد السريع تقوم بواجباتها الدستورية، وهي متواجدة على أرض عراقية وتابعة لسلطة الحكومة المركزية وتساندها قوات البيشمركة، نافيا بشدة مشاركة قوات الحشد الشعبي بالعملية في كركوك”.ووصف المتحدث باسم قيادة العمليات ما اعلنه بعض قادة البيشمركة عن حجم التحشيدات بأنها مبالغ فيها وتدخل في جانب التهويل الاعلامي، مكررا التأكيد على ان “القوات المسلحة تهدف الى فرض سلطة الدستور والأمن في المحافظة وكل المناطق الخاضعة للسلطة الاتحادية”. وتابع نأمل ان “لا يحصل اي صدام عسكري مع البيشمركة فهو لا يصب بمصلحة الجميع”، مستبعدا في الوقت نفسه ان “تؤثر الأزمة في كركوك على العمليات العسكرية المرتقبة لتحرير مدينتي القائم وراوة المحاذيتين للحدود السورية اقصى غرب الانبار، لا سيما ان ضربات طيران الجيش والقوة الجوية الموجعة استنزفت بقايا فلول داعش كثيرا في المدينتين وعلى الشريط الحدودي مع سوريا”. وتمت خلال الساعات الاولى من تنفيذ العملية بحسب بيان اصدرته قيادة العمليات المشتركة.. سيطرة القوات المشتركة على عدد من مناطق كركوك، مع استمرار القطعات في تقدمها. موضحة ان “خلاصة العمليات لفرض الامن في عموم المحافظة تضمنت السيطرة على معبر جسر خالد وعلى طريق الرياض ومعبر مريم بيك وعلى طريق الرشاد – مريم بيك باتجاه فلكة تكريت، كذلك تمت السيطرة على الحي الصناعي ومنطقة تركلان وناحية يايجي”. واضافت القيادة ان “القوات المتقدمة سيطرت على منشأة غاز الشمال ومركز الشرطة ومحطة توليد كهرباء كركوك ومصفى بجانب منشأة الغاز”. واوضحت القيادة ان “القوات استمرت في تنفيذ الواجب بموجب الخطة المرسومة لتفرض سيطرتها على محطة كهرباء ملا عبدالله وجسر مريم بيگ وجسر خالد وعلى قرية سرجلان ومركز شرطة سرجلان والمستودعات الحديثة وفلكة الحويجة، ومقر آمرية افواج الحويجة وقرية جحيش وتقاطع الرشاد وقرية طوبزاوه وقرية قرش تبه”. وقبل ذلك اكدت خلية الإعلام الحربي، التابعة لقيادة العمليات، سيطرة قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع على مطار كركوك العسكري (قاعدة الحرية) الواقع شرق المدينة. كما فرضت قوات جهاز مكافحة الارهاب سيطرتها على قاعدة كي وان وهي اكبر قاعدة عسكرية في كركوك كانت تخضع لسيطرة قوات البيشمركة. واشارت الخلية الى ان “قوات الجهاز اعادت الانتشار في القاعدة بشكل كامل”.ويأتي هذا مع تأكيد وزارة النفط العراقية ان المسؤولين في كردستان وافقوا على تجنب القتال في منشآت النفط والغاز في كركوك. بدوره، وجه وزير الداخلية قاسم الاعرجي، منتسبي شرطة كركوك بالتواجد في مقراتهم وممارسة واجباتهم القانونية في حفظ امن اهالي المدينة بجميع اطيافهم.وقال الاعرجي في بيان مقتضب: “وجهنا شرطة كركوك بالالتزام بالدوام والبقاء في مقراتهم وممارسة اعمالهم الاعتيادية”. كما دعت قيادة العمليات المشتركة، موظفي الدولة في كركوك للالتحاق بدوائرهم ومزاولة اعمالهم، مؤكدة توفير الحماية لهم من قبل القوات الاتحادية. وقالت القيادة في بيان لها: “انها حريصة على تطبيق النظام والمحافظة على أرواح ومصالح أهالي كركوك بعربهم وكردهم وتركمانهم ومسيحييهم”، مبينة انه “لتحقيق هذا الهدف الوطني النبيل، ومن أجل المحافظة على النظام وتسيير أعمال المحافظة نوجه كافة الموظفين ومنتسبي قوى الأمن الداخلي والشرطة المحلية في كركوك، بضرورة الالتحاق فوراً الى دوائرهم ومقراتهم وممارسة أعمالهم أصولياً”. واضافت ان “جميعهم سيكونون بحماية قواتنا الاتحادية”، مثمنة “دور أبناء هذه القوات الذين قطعوا عهدا على أنفسهم بتطبيق النظام، واحترام المواطن العراقي أينما يكون”. ومن الميدان، افاد قائد قوات الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، بان “قواتنا مع فرقة الرد السريع انطلقت في بداية العملية باتجاه آبار النفط التي توجد في محافظة كركوك ومحيطها”، لافتا الى ان “تقدم قطعاتنا أدى الى استسلام عناصر البيشمركة وانسحابهم وتمت السيطرة على مواضعهم التي كانوا يتحصنون بها وتمت السيطرة على دبابة وعجلة همر تركها منتسبو البيشمركة اثناء انسحابهم، ومن ثم تمت السيطرة على معمل غاز الشمال ومحطة كهرباء ملا عبدالله وجسر مريم بيك وعلى فلكة الحويجة من الجهة الغربية للمحافظة”. واشار الفريق جودت الى أنه “أمر بالتعامل الجيد مع الموظفين في محطة الكهرباء ومساعدتهم في اكمال عملهم بصورة طبيعية”.كذلك بادرت قوات البيشمركة الى الانسحاب من قضاء داقوق جنوب مدينة كركوك بالكامل، بحسب مصدر محلي في المحافظة، كاشفا عن ان البيشمركة انسحبت من محور قضاء داقوق (40كم جنوب كركوك)، مبينا ان تلك القوات خرجت على شكل أرتال. ومن شمال شرق محافظة ديالى، كشف مصدر محلي ايضا عن ان قوات البيشمركة المرابطة في محيط ناحية جلولاء (60كم شمال شرق بعقوبة) بدأت بالانسحاب من مواقعها، وان قوات امنية مشتركة تستعد للانتشار في مواقع ومقرات قوات البيشمركة المنسحبة حاليا لسد الفراغ، مؤكدا ان الامر سيحسم في غضون ساعات قليلة. وتعد ناحية جلولاء من النواحي المتنازع عليها في ديالى وتضم خليطا سكانيا من العرب والكرد والتركمان.كذلك افاد مصدر محلي اخر بأن قوات البيشمركة المرابطة في ناحية قره تبه (112كم شمال شرق بعقوبة) بدأت هي الاخرى باخلاء مقراتها العسكرية، منبها على ان عملية الاخلاء جاءت على وجه السرعة ولا يعرف هل ان الاخلاء جاء باوامر عسكرية مباشرة من مرجعياتها أو ان الامر جاء وفق اتفاق لترتيب الاوضاع في الناحية. يذكر ان قره تبه من المدن المتنازع عليها في ديالى وتضم خليطا من العرب والكرد والتركمان. عملية الاخلاء شملت ايضا مقرات الاحزاب الكردية في مركز ناحية مندلي (90كم شرق بعقوبة)، وان عملية الاخلاء تمت من قبل قيادات تلك الاحزاب، اذ تنتشر في مندلي وبعض مدن ديالى مقرات الاحزاب الكردية وخاصة الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني. في تلك الاثناء، اعلنت رئاسة اركان الجيش التركي، ان الطائرات المقاتلة التابعة له قصفت مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني “PKK “. وقالت رئاسة الأركان في بيان لها، ان طائرات سلاح الجو التركي دمرت امس، مواقع ومخازن أسلحة ومخابئ تابعة لمنظمة “بي كا كا” مبينة ان القصف الجوي استهدف معسكرات للمنظمة في منطقة الزاب. واوضح البيان ان القصف جاء بعد رصد تحركات لمجموعات إرهابية في المنطقة، كانت تخطط لشن هجوم على نقاط تمركز القوات التركية في المناطق الحدودية مع العراق، بحسب البيان، الذي ختم بالقول ان المقاتلات التركية عادت إلى قواعدها بسلام بعد تنفيذ العملية. ودأبت القوات المسلحة التركية على استهداف مواقع منظمة “بي كا كا” وهي الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض، جنوبي وجنوب شرقي تركيا وشمالي العراق، ردا على هجمات تنفّذها تلك المنظمة داخل تركيا بين الحين والآخر انطلاقا من الأراضي العراقية.ويبقى العراق واحداً موحداً باهله تحت راية واحدة ضد دعاة التقسيم اصحاب الاجندات الخارجية.