وصلتني رسالة من مواطن عراقي من أهالي مدينة الحلة, يطالبني فيها أن اشخص له الكيانات السياسية التي يجب تجنب انتخابها والابتعاد عن التصويت لها, باعتبار أن ما حصل للعراق من سوء إدارة, وفساد وتضييع للحقوق, وتغييب للعدل, كان سببه جمع من الأحزاب والكتل والشخوص, التي تمكنت من السطو على الحكم في العراق, والتي يجب على الشعب تجنبها لو أراد للعراق أن يشفى من جراحه, وان تشرق شمس العدل, وإلا لو عاد المواطن لاختيار نفس الطبقة السياسية الفاسدة, فهو مسؤول أمام الله لأنه شريك بالجريمة.
وهنا سأصنف الكيانات التي يجب عدم انتخابها, وهي:
أولا : أحزاب السلطة
على كل مواطن شريف تجنب إعادة انتخاب أحزاب السلطة, والتي شاركت في حكومات 2006 و2010 و2014 , فهذه الحكومات تكونت من أحزاب عملت على تقاسم خزينة الدولة فيما بينهم, من دون أن تنجز شيء للوطن والشعب, والأحزاب الفاسدة أصبحت معروفة للعراقيين, فقد تعرت تماما أمام الأمة, وانكشف كل عهرها, فمن العار إن يعود المواطن لانتخابها, فهي خدعت الأمة في ثلاث دورات انتخابية, وإعادة انتخابهم من جديد دليل غياب التعقل أو إمضاء بقبول تسيد الفاسدين! وهو ما لا يقبله كل إنسان سوي.
فهنا نشدد على رفض انتخاب أحزاب السلطة المعروفة لكل أهل العراق, والتي فرطت بحقوق العراقيين, ودعمت الفساد والفاسدين, ولا يرتجى منها أي خير.
ثانيا: الأحزاب مشبوهة الارتباط والتمويل
بعيد عن القاعدة الأولى وهو الوصول للحكم, هنالك قاعدة أخرى نتكلم عليها,وهي قاعدة الأحزاب مشبوهة التمويل والارتباط, فهنالك أحزاب ترتبط ماليا بجهات بعثية أو بقايا عائلة صدام, أو ممن كانوا أعوان لصدام, والحقيقة هنالك بعض الكيانات السياسية التي تمثل امتداد للبعثيين, وهذا التمويل يكون خلفه شروط ومنهج ومطالب واجبة التنفيذ, وإلا ينقلب السحر على الساحر, فالأموال التي تصرف بالتأكيد مقابلها شيء غير مقبول وضار للعراق.
والأغرب أن تتسرب صور لقاءات هؤلاء ببقايا عائلة صدام, بل يعلن بعضهم بكل عهر علاقتهم الطيبة مع بقايا البعث.
فهنا يجب على المواطن الشريف والواعي أن يتجنب انتخاب هذه الأحزاب الغارقة بالقذارة, والتي لن تعمل لصالح الوطن.
ثالثا: القادة السياسيين
القراءة الصريحة لما حصل طيلة عقد ماضي, تفرز شخوص كانوا هم من يديرون العملية السياسية, وهم قادة معروفون لا يتجاوز عددهم العشرين, هؤلاء هم سبب مصائب العراق, فالقادة السياسيين لن يقدموا شيء جديد, فقد عرف منهجهم القائم على تطبيق نظرية صدام بالحكم, وهي تجويع الشعب وحصر العطاء الكبير للمقربين فقط, والاهتمام في تسفيه وعي الأمة, كي يستمر صعودهم على كراسي الحكم.
على الجماهير العراقية أن تبتعد عن القادة السياسيين والكيانات المرتبطة بهم, وتقوم بإسقاط الأحزاب والكيانات التي يقودونها عبر تجنب انتخابهم, وهذا المنتظر من الجماهير الواعية, التي لابد أن تستفيق وتمنع صعود اللصوص من جديد الى كرسي الحكم.
رابعا: تبديل الأقنعة
يجب الانتباه لمكر الساسة, فهم أخبث خلق الله, وما جرت من فجائع دلالة على عظيم مكرهم, حيث أصبحوا محترفي للخبث والمكر, فألاهم عندهم استمرار سطوتهم على الحكم ودوام استنزاف خزائن البلاد, وهم يعتمدون وسائلا خبيثة للتأثير على قناعات الجماهير.
فمرة يقوموا بنشر خطاب طائفي ليحشدوا الناس, وأخرى يدعون أنهم ممثلين للمرجعية الصالحة, وثالثة يغيرون جلدهم بتغيير اسم الكيان, ومسلسل المكر لا يتوقف.
فألاهم ألان إن يصبح المواطن أذكى من الطبقة السياسية الخبيثة, فينتبه لألاعيبهم وخبثهم, ويتجنب الاصطفاف معهم عبر الابتعاد عن التصويت لهم, وتثقيف الناس على خطورة دعم الطبقة الخبيثة, والتي يجب إسقاطها عبر التصويت لأناس جدد.
أخيرا: من ننتخب ؟
السؤال الأخير الذي يجب أن يطرح كي تكون السطور نافعة هو: أذن من ننتخب ؟
والجواب هو: أن ننتخب كيانات جديدة بقيادات جديدة, ليس لها ارتباط بالأحزاب الحالية, ولا ينتمي لها شخوص مشاركين سابقين بالبرلمان أو الحكومة, بل الاهم أن لا يكون لهم أي تواجد سابق بأي منصب, وان يكون قادة هذه الأحزاب ليسوا من القادة المشتركين بالحكومات السابقة, وان تكون مناهجهم وبرامجهم واضحة كي يكون تقييم لما يطرح,
وكما صرحت المرجعية ” المجرب لا يجرب” وكل من جربناه فشل وسرق, فلما لا نجرب الجدد, ولما لا تتاح الفرصة للآخرين, فمن العار أعادة انتخاب السفلة واللصوص والدواعر ( والتي هي جميع الطبقة السياسية الحالية).
ننتظر صحوة الإنسان العراقي كي يقضي على زمن الفاسدين وعواهر السياسة.