تقول الفنانة التشكيلية العراقية فيحاء الاغا: إن الفن هو رسالة نبيلة، ووسيلة لتعريف الأجيال بعمق الحضارة.وتشير الفنانة والإعلامية الحاصلة على بكالوريوس الفنون من جامعة بغداد إلى أن معرضها الذي أقيم في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين بعمان وحمل عنوان “سطوح بغدادية” أرادت منه أن يسلط الضوء على الماضي والحاضر ليبقى الفن الأدب عنواناً للرقي والجمال الذي يبرر سحر ما تحمله الذاكرة بصرياً.الفنانة التي تجمع بين عضوية عدد من الهيئات الإعلامية والتشكيلية، ومنها: نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين العراقيين ونقابة الصحفيين العراقيين، وعدد من الجمعيات الفنية والثقافية، تقول في إطار معرضها الذي ضم نحو ثلاثين لوحة ترصد المكان البغدادي إنها “تستعيد في المعرض ذاكرة بغداد الجميلة”.الاغا التي كانت قدمت تجربتها الشخصية الأولى بمناسبة اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013، وشاركت في عدد من المعارض في بغداد وأربيل وعمان والقاهرة، جاء معرضها الثاني بعمان مناسبة لحوار بين عدد من الفنانين الأردنيين والعراقيين الذين بثوا شجونهم واستعادوا ذكرياتهم وشجونهم حول الفن والفنان وخصوصاً في راهن البلدان العربية التي تعاني من ضعف النشاط الثقافي، لافتين إلى ان “الفن هو النافذة التي تنفتح على أفق الحرية ، وتشكل مناخ الإبداع”. في معرضها الذي رعاه أمين عام وزارة الثقافة الأردنية الروائي هزاع البراري تناولت الفنانة الاغا في تفاصيل البيت البغدادي الداخلية والخارجية مركزة على الشرفات التي تمثل منصة للحرية وفضاء للمشاهدة، كما تناولت الطقوس البغدادية، وبعض المحال التجارية وخصوصاً التي ترتبط بالذاكرة، لافتة إلى استعمالها لتقنية القماش الملون و(الكانفس)، مستفيدة من الألوان الأساسية للقماش لتضمينها للعمل الفني مستعملة النثر اللوني والتنقيط لتداخل الأشكال وتناغمها.وتفسر تركيزها على المكان والمرأة لخاصية الأنوثة بين المرأة والمكان ولسبب آخر أن المرأة ترتبط بالمكان وتعايش تفاصيله وتصبح جزءاً منه، ويغدو المكان جزءاً منها، فهي على حد وصفها “سيدة البيت”،وغالباً ما ينعكس في أعمالها، و تضفي عليه من روحها. الفنانة التي أقامت مطلع الألفية الثالثة معرضاً مشتركاً مع رفيق دربها الفنان مثنى البهرزي ، وآخر عن فلسطين، تذكر أنها تستعمل الألوان الحارة لإحساسها بما تعانيه بلدها، وترى أنها ألوان تعكس القوة والإصرار على مقاومة التحدي، مستدركة أنها “وظيفة الفنان والمثقف”.إلى ذلك وصف الفنان العراقي المقيم في عمان إبراهيم العبدلي تجربة الفنانة بأنها “مبشرة، فيها أفكار ومواضيع جديدة”، فيما أشادت التشكيلية الأردنية ريم أبو هنطش بالمعرض الذي قالت: أنه “أخذنا في رحلة إلى الحارات البغدادية ، لافتة أن المعرض “يتسم بتناسق الألوان وتناغمها مع الموضوعات”.الفنان الأردني محمد القدومي وصف المعرض بأنه جميل، وقالت الفنانة الأردنية صباح السيوف إن “الألوان مدروسة بشكل جيد”.من جهته قال الدكتور عطا أبو الحاج: “ثمة موسيقى تتردد من خلال الألوان والخطوط”، أما الفنانة الأردنية داليا على فقالت: إن “روح الفنانة برزت من خلال الأعمال بشفافية”، وختم الفنان ضياء الراوي، أن: “تقنية الفنانة تناغمت ومع وسيلة تعبيرها وعكست روح المكان التراثي، ومناخات البيئة الشعبية العراقية”.