بغداد/ شبكة أخبار العراق- نشرت صحيفة “المدى” العراقية، الاربعاء، تقريرا تحدثت فيه عن عقبة تعترض الحزبين الرئيسين في اقليم كردستان، وهما الوطني والديمقراطي الكردستانيين، لاعلان البيت الكردي، من اجل الذهاب الى بغداد.وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يخوضان مشاورات في ما بينهما تمهيداً لتشكيل تحالف في بغداد يمثل غالبية الطيف الكردي، وقطع الحزبان شوطا كبيرا في مفاوضاتهما التي ركزت على المشاركة في الحكومة المقبلة”.واضافت، انه “في غضون ذلك تشير الترجيحات إلى أنّ بقية الكتل الكردستانية ستختار المعارضة البرلمانية بعدما رفضت كل الدعوات التي وُجّهت إليها من قبل الحزبين، وتستبعد أطراف كردية إعادة تشكيل التحالفات السابقة كالبيت الشيعي والكردي والسنّي في المرحلة المقبلة، مشددة على أنّ من الضروري إصلاح مسار ومفاهيم إدارة الدولة قبل الدخول في أية تحالفات لتشكيل الكتلة الأكبر”.
وتابعت: “واستناداً لقرار المحكمة الاتحادية في عام 2010 فإن الكتلة التي تكلف بتشكيل الحكومة هي أكبر كتلة تتشكل بناء على توافقات سياسية داخل البرلمان بعد الانتخابات، وليست الكتلة الفائزة بأكبر عدد من مقاعد البرلمان، وأنهت الكتل السياسية أول جولة تفاوضية لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر قبل أكثر من أسبوع دون التوصل إلى اتفاقات نهائية لحسم الامر، ومن المؤمل ان تنطلق الجولة التفاوضية الثانية بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات”.ونقلت الصحيفة عن عضو الوفد التفاوضي للديمقراطي الكردستاني شوان محمد طه، قوله إن “هناك رسائل بعث بها الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جميع الأحزاب الكردية للبدء بالتفاوض من أجل تشكيل كتلة جامعة لكل الأحزاب في الإقليم”، لكنه أشار الى ان “المباحثات لم تنطلق بعد بين القوى الكردية الفائزة”.
وحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على المرتبة الأولى بـ25 مقعداً يليه الاتحاد الوطني الكردستاني بـ18 وجاء بعدهما كل من حركة التغيير، وحراك الجيل الجديد، والجماعة الإسلامية، والديمقراطية والعدالة، والاتحاد الإسلامي.ويستبعد طه، وفق التقرير، “إعادة التحالفات السابقة كالبيت الكردي والشيعي والسني في المرحلة الحالية التي تتطلب تجاوز كل المناهج والاساليب السابقة والأخطاء”، مؤكدا أن “هذه التحالفات والاصطفافات لم تقدم أي شيء طوال الفترات الماضية”.ورغم وصول وفدي الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الى بغداد قبل أكثر من أسبوع بشكل منفصل إلا أنهما عقدا اجتماعاً مشتركاً في العاصمة الاتحادية.والتقى الوفدان مقتدى الصدر وحيدر العبادي وشخصيات أخرى سعياً منهما لترتيب أوراق انضمامهما الى الحكومة، وعقد الطرفان مؤتمرا صحفيا أكدا خلاله “أهمية وحدة الصف الكردي في بغداد للحفاظ على المكتسبات وضمان حقوق كردستان”.
ويوضح النائب الكردي السابق، أن “هناك تقاربا في وجهات النظر بين حزبي الاتحاد الوطني والديمقراطي على تشكيل تحالف يمثل المكون الكردي في الحكومة المقبلة، بصرف النظر عن المشاكل الدائرة داخل الاتحاد الوطني”، داعياً الاتحاد إلى”توحيد صفوفهم من أجل التفاوض مع القوى الكردستانية الأخرى”، مؤكدا أن “الحزب الديمقراطي الكردستاني يدعو إلى تصحيح مسار إدارة طبيعة الدولة الاتحادية”.
بدوره، يؤكد النائب عن كتلة الجماعة الإسلامية الكردستانية سليم همزا، وفق “المدى”، “وجود دعوات من قبل الحزب الرئيس في كردستان إلى اجتماع لكل الكتل الكردستانية الفائزة في الانتخابات لتوحيد الصفوف في البرلمان الاتحادي المقبل”.ويتابع همزا، أن “هناك اعتراضات من قبل بعض الكتل الكردستانية على نتائج الانتخابات، وهو ما أخّر عملية الاجتماعات والمباحثات بين القوى الكردستانية الفائزة”، معتقدا “عدم تشكيل التحالف الكردستاني في الفترة المقبلة بسبب الاختلاف في وجهات النظر في بعض الأمور”.
وكان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، قد أكد في وقت سابق على ضرورة توحيد الأطراف الكردستانية، وتغليب المصالح الوطنية أمام المصالح الحزبية، وأن لا تضحي بمصالح شعب كردستان لأجل مكاسب وقتية وحزبية وسياسية.ويبيّن همزا أن “هناك تقاربا كبيرا بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يمتلك (25) مقعدا والاتحاد الوطني الكردستاني الذي نال (18) مقعدا على تشكيل تحالف بينهما، في حين الاحزاب والكتل الكردستانية الاخرى التي تمتلك (11) مقعدا مجتمعة ستكون في خانة المعارضة في الحكومة المقبلة”.وكان حزبا الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، قد عقدا اجتماعا الشهر الماضي وبحثا آخر المستجدات على الساحة السياسية بعد إجراء انتخابات البرلمان العراقي في 12 أيار الجاري، والدعوة إلى توحيد صفوف الأطراف الكردستانية في البرلمان الجديد.