صما زال الكثير من السياسيين يعيشون ( عقدة) الاجنبي ، فيتصورون ان اي شيء يأتي من خارج الحدود هو جيد، نافع، مفيد ومتقن.. لا يعلم اولئك الساسة ان الدول والشعوب المتقدمة لم تصل الى ما وصلت اليه الا بعد حروب طاحة وسلسلة طويلة من التجارب المريرة الفاشلة..
والحق ان لا ضير ان يستفيد المرء من تجارب واخطاء والاخرين ، ويعكف على دراستها واستخلاص العبر منها ولكن العجب كل العجب ان يطلب بعض السياسيين من دول اجنبية بعينها المساعدة وهي نفسها تواجه مشكلات اقتصادية وسياسية كبيرة ؟!ويصرون على الجري نحو سراب الحصول على تجاربهم الفاشلة !!
بماذا نفسر جري فريقان من السياسيين؟ الاول خلف ايران والثاني وراء تركيا لطلب المساعدة والمشورة السياسية واستنساخ تجربتهم الديموقرطية وتطبيقها في العراق ، ان حالهم كحال الذي يطلب ( من الحافي نعال).
ان ايران ينظر اليها معظم العالم اليوم كدولة مقيتة معزولة متخمة بالمشكلات وذات مستقبل مجهول وقلق ، الا ان الاخوة ما زالو يراهنون عليها ويسلموها مقدرات البلاد وينقلون ما يدور في اجتماعات بغداد الى طهران بالمباشر وعبر برامج شركة مايكروسوفت الامريكية ويتسلمون الاوامر عبر البرامج ذاتها.
اما تركيا فهي دولة المقامرة والتحولات السريعة ولا احد يستطيع التكهن بمستقبل تركيا التي تعاني اقتصاداً هشاً وسوقاً استثمارية راكدة ما عزز تراجع الليرة التركية ناهيك عن المشكلات السياسية التي يطمطمها السلطان اردوغان عبر اعتماد سياسية تكميم الافواه والايدي وغض طرف وسائل الاعلام عما يجري في السجون والمعتقلات التركية اضافة لجيوش المفصولين من الخدمة على خلفية الانقلاب الفاشل هناك.
لا ادري متى يفهم الفريقان الجاريان وراء طهران وانقرة انهما ينتميان الى اعرق دولة في المنطقة وان اهلها هم من علموا العالم كتابة اول حرف عرفته البشرية، وان بغداد ذاتها من التي اخرجت خراسان والاناضول من الظلمات الى النور .. وان هناك رجال في العراق قادرون على اتخاذ قرارات وطنية دون انتظار اشارة من الملالي والسلاطين..
🔻 د. عقيل ابو طالب/ البصرة
سباق الخائبين بقلم الدكتور عقيل ابو طالب
آخر تحديث: