أوضاع العراق تسير بوتائر مسرعة تبعث على القلق، إذ تشير کلها الى إن حالة عدم الاستقرار والامن سوف تبقي تلقي بظلالها الداکنة على هذا البلد الذي لم يلتقط أنفاسه منذ الاحتلال الامريکي ولحد يومنا هذا، وهذا مايثير الکثير من المخاوف الجدية على مستقبل هذا البلد ولاسيما وإن التدخلات الخارجية تنهش به نهشا.عندما يستقبل رئيس ميليشيا عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، کلا من وزير الدفاع عرفان الحيالي، ووزير الداخلية قاسم الاعرجي، في مكتبه ببغداد، ويبحث معهما” مستجدات الوضع الأمني في البلاد والتطورات الأخيرة وسبل التنسيق المشترك بما يؤدي إلى إنجاح جهود القوات المسلحة بمختلف صنوفها وبما يضمن نجاحها في القضاء على الجيوب والخلايا الإرهابية في بعض المناطق”، کما أکد المکتب الاعلامي لهذه الميليشا في بيان له بهذا الصدد والذي أضاف أيضا بأن”الوزيرين أعربا عن تقديرهما لإهتمام ومتابعة ودعم الخزعلي في إنجاح الجهود الأمنية للوزارتين”، فإن السٶال الذي لابد من طرحه هنا هو: هل إن قيس الخزعلي هو رئيس دولة أو رئيس وزراء لکي يستقبل وزيري الدفاع والداخلية على حد سواء؟!
لايمکن أبدا في أية دولة في العالم أن يحدث هکذا أمر بأن يقوم رئيس ميليشيا مسلحة بإستقبال هکذا وزيرين، بل وحتى لايتجرأ على الذهاب لمکتبهما والاجتماع بهما، لکن في العراق يحدث ذلك بکل سهولة خصوصا إذا ماکان هناك من يقف خلف الخزعلي ويمنحه هکذا قوة وإعتبار بحيث يتصرف وکأنه الآمر الناهي في العراق، خصوصا عندما يعرب الوزيرين عن تقديرهما لإهتمام ومتابعة ودعم الخزعلي!
الضجة والسخط والغضب المتصاعد من جانب الشارع العراقي ضد الدور المشبوه للميليشيات المسلحة في العراق وکذلك تخوف بلدان المنطقة من دور هذه الميليشيات في زعزعة أمن وإستقرار المنطقة الى جانب إشتراط بلدان الاتحاد الاوربي حل هذه الميليشيات لتطبيع العلاقات مع العراق، کل هذا يدل على إن هذه الميليشيات باتت تشکل خطرا على العراق على مختلف الاصعدة ولابد من تدارکه قبل فوات الاوان.
هذه الميليشيات التي بات القاصي قبل الداني يعرف تبعيتها المکشوفة والمشبوهة جدا لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وکونها تشکل أذرعا له في العراق من أجل تحقيق أهدافه وغاياته وتنفيذ مخططاته، صار من الضروري أن يتم بحث موضوع حلها وإنهاء دورها الذي صار يبعث على القلق والتوجس الى أبعد حد، ونفس الامر ينطبق على دور الميليشيات الاخرى التابعة للنظام الايراني في البلدان العربية الاخرى، وإلا فإننا سنجد أنفسنا ذات يوم في دولة تحکمها الميليشيات بصورة رسمية!