الى الرئيسين : الجمهورية وهيئة التقاعد…لست نائبا ولكن تقاعدي ألفَ 70 كتاباً……!
آخر تحديث:
بقلم: نعيم عبد مهلهل
في واحدة من صدف الحياة الجميلة في نقاش معرفي عن الحياة والسياسة والتصوف وبيئات ازمنة بنجوين والربايا استقبلني السيد فؤاد معصوم على مائدة العشاء في بيته قبل ان يصبح رئيسا بعدة أشهر.وخلاصة ذكريات تلك الليلة اني جلست مع رجل مثقف وهادئ ويختزن في ذاكرته فصول حياتية شاقة لنضال طويلة كان فيها يساير بالمحبة والصبر ظل قائده المرحوم مام جلال .
اغلب رؤى الحديث كان عن مذاهب الادب والفكر ومدارسها من معتزلة وصوفيين. بعد ذلك لم يسمح لي البروتكول ان ارى الرئيس والتقي به . فليس لي معه سوى صدفة اللقاء وهدوء ردوده على اسئلتي . ولا ادري ان كان الرئيس قد ورط جمال ثقافته الصوفية والعباسية والارية بهذا المنصب أم انه جاء اليه بأستحقاق ماقدمه لوطنه وقوميته طوال عمره الذي يزن ثمانين عاما.
لم انتقد الرئيس طوال حكمه لاني اعرف مسافة خطوته الدستورية ولم اطلب منه شيئا في اماني الوطن سوى ان يفكر انه عاش لاربع سنوات في دورة لم يذق الشعب فيها مواد بطاقة التموين كاملة ، وأن الوظائف في اساطير رواتبها هي ليس للعدد وانما للمعدود . ولكنه قد يفتخر ان في ولايته هزمت داعش .وربما في الظن ان هذا الانتصار واحد من بركات روحه المثقفة.
السيد رئيس هيئة التقاعد ، لا اعرفه سوى بمنظارة تلفازية وقد رأيته شابا ومتكلما ،لكنه يدير مؤسسة تبلى بالشكاوي وجزع الناس واحلامهم ، فبعد عمر طويل من خدمة الوطن يحالون على التقاعد ليقفوا تحت طوابير الشمس مع اضابيرهم.
طبعا الدولة حتى تعيد التقديس الى خدمة الموظف عليها ان تفكر اولاً بصرح شامخ وحضاري ومؤثث يأوي اليه المتقاعدون وهم ينجزون معاملاتهم.
لم تقبل الدولة ان تقدم هذا ولا تريد ،لاهي ولا حتى من أنتخبهم وهو هذا المتقاعد المتعب ،لهذا في كل لقاء السيد رئيس هيئة التقاعد يريد مكانا حضاريا وكادرا متخصصا مغسولاً بالديتول من مرض الرشوة والشمخرة والسحت.
بين الرئيسين ( الجمهورية وهيئة التقاعد ) تكمن شكواي . فالرئيس اقدم قبل ايام على توقيع مرسوم جمهوري أو صادق على مرسوم حكومي بأحالة جميع برلماني الدورة النيابية الثالثة على التقاعد .
وهؤلاء سيستلمون يا سيادة الرئيس راتبهم التقاعدي ومكافاته بلمح البصر. وربما واحد من سائقي مواكبهم المجوقلة سينجز جميع المعاملات بيوم واحد .
المشكلة معي انا . منذ حوالي سنتين وانا اركض وراء مكافاة التقاعد وفروقات راتبي وفي كل مرة يأتي الرد من مدير تقاعد الناصرية ( الوجبة القادمة تستلم )…!
اعترف ان مدير تقاعد ذي قار متواضع وطيب وبشوش ويستقبل زخما هائلا من مراجعيه كل يوم . لكن قصتي معه لا اعرف سرها …حتما هناك الردود التي مثل كل مرة تتعلق بالميزانية والحاسبة وعلم الغيب .وقد تكون التظاهرات وانشغال البلاد بها سببا جديدا .ولكن الذين ظهروا بمرسوم الرئيس سوف يتجاوزن كل هذه المبررات وسيستلمون وبعضهم يذهب راتبه التقاعدي الى حسابه المصرفي وهو في شخيره.
السيد رئيس الجمهورية .السيد رئيس هيئة التقاعد .منذ 2015 احلت على التقاعد . والى الان لم استلم ما لي على الدولة من بعض حقوق التقاعد ( مكافأة نهاية الخدمة ) وجميع اقراني بدون استثناء استلموها.
الفرق أن النائب الذي سيستلم تقاعده برمشة عين ربما لم يكتب لوطنه انشاءً واحدا ،وانا الفت وكتبت سبعين كتابا ، وخمسة عشرمنها يخص عالم الاهوار وهو مالم يفعله اي كاتب يختص في هذا المجال ، ومئات الاعمدة الصحفية والحوارات .هذا يعني يا سيادة الرئيس و ياسيادة رئيس هيئة التقاعد أني استحق حقوقي التقاعدية قبلهم.!