فقدت الساحة العلمية والثقافية واحدا من نجوم السماء الأدبية في العراق، تاركا ارثا من المطبوعات شكلت مرجعا لعدد كبير من الباحثين، انه الدكتور أحمد مطلوب رئيس المجمع العلمي العراقي، الذي رحل عن عمر ناهز 84 عام، بعد صراع مع المرض.تدهورت حالته الصحية يوم السبت الماضي ليفارق الحياة في العاصمة بغداد، بعد اجرائه عمليات جراحية لم تكلل بالنجاح للاسف.الراحل الدكتور احمد مطلوب ولد في عام 1936 في مدينة تكريت العاصمة المحلية لمحافظة صلاح الدين، ونشأ بها وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم ببغداد (قسم اللغة العربية) بدرجة امتياز عام 1956م، وكان الأول على جميع أقسام الكلية، وحصل أيضًا على الماجستير في علم البلاغة والنقد بدرجة جيد جدًا من جامعة القاهرة عام 1961، ثم الدكتوراه في البلاغة والنقد بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة سنة 1963. درس الابتدائية والمتوسطة فيها (1941-1950)، ثم درس الثانوية في كربلاء وأتمها في الكرخ ببغداد، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الآداب والعلوم ببغداد (قسم اللغة العربية) بدرجة امتياز عام 1956، وكان الأول على جميع اقسام الكلية، ثم حصل على الماجستير في علم البلاغة والنقد بدرجة جيد جدا من جامعة القاهرة عام 1961، ثم الدكتوراه في البلاغة والنقد بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة سنة 1963، عمل مدرسا في ثانوية كركوك عام 1957، قبل ان ينتقل إلى العمل كمدرس في إعدادية التجارة ببغداد بين عامي 1957 و 1958، ثم عمل في كلية الآداب بجامعة بغداد منذ عام 1958، معيدا فمدرسا فأستاذا مساعدا فأستاذا مشاركا ثم أستاذ، وأصبح مديرا عاما للصحافة والإرشاد في وزارة الثقافة والإرشاد عام 1964، ثم مديرا عاما للثقافة بنفس الوزارة عام 1964، ومن ثم رئيسا لقسم الإعلام بجامعة بغداد منذ سنة 1966-1969م، وفي عام 1967 صار الدكتور أحمد مطلوب وزيرا للثقافة والإرشاد في الجمهورية العراقية، وحين غادر الوزارة التحق بجامعة الكويت أستاذا منتدبا أعوام 1971 – 1978م، عمل أستاذا زائرا في معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة وجامعة مارتن لوثر في ألمانية الديمقراطية وجامعة وهران في الجزائر، وحين عاد الى بغداد أصبح عميدا لكلية الآداب بجامعة بغداد منذ عام 1984 وأصبح امينا عاما للهيئة العليا للعناية باللغة العربية في العراق من عام 1986 وحتى عام 2003، وشغل منذ عام 2007 منصب رئيس المجمع العلمي العراقي والذي يعتبر أعلى هيئة علمية في العراق وعضو في مجمع اللغة العربية الأردني وأيضا عضو في المجمع العلمي الأردني نال الراحل في حياته العديد من الجوائز منها جائزة الملك فيصل العالمية في فرع اللغة العربية والأدب في حفل أقيم في الرياض وجاء فوز مطلوب بهذه الجائزة مناصفة مع البروفيسور محمد رشاد محمد الصالح حمزاوي (التونسي الجنسية) أستاذ اللغة العربية ورئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس سابقا . الدكتور مطلوب من الشخصيات العلمية المميزة والمرموقة والقامات العالية في العراق فكرا وابداعا واخلاقا ،وسيرة حياة غاية في الالتزام والانسانية وهو شاعر ايضا كتب العديد من القصائد في مختلف المجالات ، وكما قال عنه المقربون منه انه (عالم كبير من فقهاء المسلمين له مكانته ودوره في خدمة الإسلام والمسلمين. لقد كان مثال العالم الفقيه وصاحب الأدب الرفيع في اللغة والبلاغة والنحو والصرف وشتى علوم اللغة العربية، وانه حافظ ومفسر للقران الكريم وبرحيله فقدنا فقيها بارعا من فقهاء المسلمين الكبار)، كما لا يمكن اغفال انه عاشق كبير حيث كتب عن زوجته العديد من القصائد بعناوين مثل : حبيبتي، وطيف، وأطياف، وعشرون، ووطن وزهرة ، و زهرتي . في أكثر من مناسبة ذكر الراحل ان المجمع العلمي العراقي ليس مؤسسة دعاية أو شركة مساهمة، وإنما هو مجلس بحث واستشارات لغوية وقانونية وعلمية، ووضع المصطلحات العلمية والألفاظ الحضارية. وهو المرجع الوحيد إليها، كما نصت المادة التاسعة من قانون (الحفاظ على سلامة اللغة العربية) لسنة 1977م. وهو النافذ الآن وواجب التطبيق. لقد أدى المجمع العلمي العراقي دوره منذ إنشائه سنة 1947م. وهو الآن يقوم بما تهيّء له الظروف. وكل الأمل أن يُعاد تشكيل هيئته العلمية بعد صدور قانونه الجديد سنة 2015م، لأن الهيئة الأخيرة وهي أكثر من ثلاثين عضوا عاملا اختفى أعضاؤها. وبذلك تعطلت الاجتماعات والقيام بمهمات المجمع. ولا أعرف أين هم الآن، وبقيت وحدي أوجّه دفة سفينة المجمع ليبقى صرحه أمينا بعيدا عن المزايدات. أصدر 37 كتابا مؤلفا في البلاغة والنقد والأدب والمعاجم والتعريب. و15 كتابا محققا من كتب التراث في الشعر وبلاغة القرآن الكريم. وقد تم نشر أكثر من 60 بحث علمي في اللغة والنقد وعلوم القرآن والتفسير والحديث وتعريب العلوم والمصطلحات العلمية. ومنها:أساليب بلاغية: الفصاحة – البلاغة – المعاني. عام 1981،النحت في اللغة العربية: دراسة ومعجم الأرقام العربية عام 1983،معجم مصطلحات النقد العربي،معجم الملابس في لسان العرب،معجم المصطلحات البلاغية وتطورها، ديوان ديك الجن الحمصي. بالاشتراك مع: عبد الله الجيوري، تحفة الاريب بما في القرآن من الغريب، معجم النسبة بالألف والنون،عبد القاهر الجرجاني، البحث البلاغي عند العرب (نُشر في الموسوعة الصغيرة، العدد:116)، البلاغة العربية : المعاني والبيان والبديع. عام 1980، البلاغة عند الجاحظ. عام 1981، البلاغة والتطبيق عام 1982 والقزويني وشروح التلخيص. عام 1980.
الايمان بحرية الموقف وعن الاعلام والحرية يؤكد الراحل في واحد من الحوارات الصحفية التي أجريت معه :» كنت – ولا أزال – أؤمن بالحرية، وأرى أن الإعلام العراقي قبل عام 1968 كان يتمتع بأفق واسع من الحرية، ولكن، بعد ذلك أصبح في خدمة السلطة وحدها. وأما اليوم فقد صار أغلبه في خدمة التكتلات والجماعات المتنفذة، وللأسف فأغلب ما ينشر يؤدي إلى زرع الفتنة والخصومة بين أبناء الوطن، ولم يؤثر أحد في سلوكي العلمي والإداري، وكنت أتصرف بما يريده الله، سبحانه، وما يرسمه القانون ومنفعة الناس. الإعلام اليوم، كما قلت، مسيس، ولكن لا يخلو من اتجاهات رشيدة تنفع الناس. والأمل عظيم في جيل يعي مصير أمته، فيعود إلى نفسه وقيم أمته، وينزع عنه ثوب التبعية والضلال، وليس ذلك ببعيد، إن شاء الله، تعالى ..».وعن الشاعر معروف عبد الغني الرصافي قال الراحل في حوار له سابق:» إن الرصافي كان مجددا في الأسلوب والمعاني والأغراض، ولكنه كان تجديدا متزنا. وكان ثائرا على القديم ولكنها كانت ثورة هادئة، وقلت ايضاعن معروف الرصافي في كتابي الصادر في القاهرة سنة 1970م، من أنه يمثل مرحلة شعرية جدد فيها تجديدا هادئا في الأسلوب والمعاني والأغراض، وأنه رفض تقليد الشعر الغربي بخلاف الذين دعوا إلى الثورة في التجديد وكان تجديدهم تقليدا غير محمود..».الجدير بالذكر ان صحيفة الصباح الجديد سبق وان كتبت عن المجمع العلمي وانجازاته الأدبية والثقافية بقلم الزميلة أحلام يوسف، الرحمة للدكتور الراحل والذكر الطيب له.