شيراك .. رجل السياسة والموقف بقلم نواف شاذل طاقه

آخر تحديث:

توفي هذا اليوم في باريس الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك عن عمر ناهز الـ 86 عاما. كان شيراك صديقاً للعرب محباً لهم، قريبا من همومهم في العراق وفلسطين ولبنان وسوريا والمغرب العربي، حريصاً على الاصغاء اليهم وبذل ما يستطيع لدعمهم. بالإضافة الى سجاياه تلك، كان شيراك زعيماً ذا حس انساني مرهف، منفتحاً على الثقافات والحضارات، وأميناً، في الوقت نفسه، على المبادئ الديغولية وفي المقدمة منها إيمانه بأهمية حفاظ فرنسا على قرارها السياسي المستقل فأحبه الفرنسيون وأخلصوا له. على هذه الأسس المتينة، وقف هذا الزعيم الشجاع ضد الغزو الامريكي للعراق سنة 2003، وبفضله استطاعت أوروبا ان تبلور موقفاً اكثر استقلالية وان تبتعد عن النهج الامريكي المدمر. لم ينطلق شيراك في رفضه للغزو الامريكي للعراق من موقف عاطفي محض، بل من نظرة بعيدة المدى ورؤية سياسية ثاقبة مدركة للكارثة التي اقدمت عليها امريكا في العراق والتي ما برح العالم برمته يدفع ثمنها حتى الساعة. لقد خسر العرب بوفاة شيراك صديقاً وفياً مخلصاً .. للفقيد الرحمة والمغفرة ولأسرته ومحبيه في فرنسا والعالم الصبر والسلوان.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *