من قتل الصدر .. ؟ بقلم جـــلال النداوي

آخر تحديث:

ـــــــــ كلام اخـــر ـــــــــــــــــــــــــــ .

اتاح لي عملي في السفارة العراقية في الاردن قبيل احتلال العراق ان اطلع على وثائق خطيرة وبعضها يحمل درجة عالية من السرية تتعلق بوقائع واحداث مهمة لم يطلع عليها الراي العام ولم تتداولها وسائل الاعلام ، ومن بين تلك الوثائق والاوراق الرسمية وقعت بين يدي مذكرة رسمية كتبها السفير العراقي في طهران انذاك بخط يده ولم تكن مطبوعة بألة طباعة مما يفسر بأنه لم يكن يشأ ان يطلع عليها احد لانها كانت موجهة مباشرة الى مرجعه الاعلى وزير الخارجية ..
يشرح السفير ـ والذي سأرسل له هذا المقال ـ واقعة حصلت في ايران ، يقول فيها ان مجلس عزاء اقيم في (مسجد اعظم) بمدينة قم الايرانية على روح السيد محمد صادق الصدر بعد اغتياله ويتقدم العزاء محمد باقر الحكيم زعيم المعارضة العراقية في ايران الذي اصطدم بجمهور المعزين وكانوا من مقلدي الصدر الذين اتهمهوه بأنه هو الذي يقف وراء اغتياله بأدلة وشهادات معروفة لديهم وقالوا له انك من قتل القتيل وتمشي الان في جنازته فانهالوا عليه ضربا بالاحذية !
يصف السفير الواقعة بتفصيل ودقة لانه يدرك تماما ان مذكرته هذه سيطلع عليها حتما رئيس الجمهورية ، فيقول ان الحكيم وكان معه شقيقه الاصغر عبد العزيز ترجلا من سيارة تابعة للمخابرات الايرانية التي كانت تؤمن لهم الحماية واتجها نحو باحة المسجد لتصدٌر مجلس العزاء الا انهما فوجئا بوجود عدد كبير من الحاضرين وهؤلاء لم يأتوا لقراءة سورة الفاتحة على روح الصدر وانما للنيل من الحكيم .. وبعد ان انهالوا عليه ضربا وشتما اضطر عبد العزيز ان يسحب مسدسا من تحت جبته واطلق منه عدة اطلاقات في الهواء بغية اشعار رجل الحماية والسائق والمجيء لانقاذهما وهذا ماحصل بالفعل بعد ما دمٌغا بالاحذية والنعالات .. !!
المهاجمون كانوا يقولون بصوت عال ٍ ويؤكدون معرفتهم بتكليف شخصين من العراقيين المقيمين في ايران اختارهما الحكيم بالتنسيق مع المخابرات الايرانية وارسلوا الى العراق لتنفيذ مهمة ، لكنهم لم يكونوا يعرفون طبيعة هذه المهمة الا بعد ان تم اغتيال الصدر وذلك ماحدا بهم للحضور الى مجلس العزاء الذي اقفل من ساعته الاولى ولم تكتمل اقامته .
واقعة لابد ان بعض من شهودها مازالوا احياءا …

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *