العراق ينتفض على أذرع إيران!

العراق ينتفض على أذرع إيران!
آخر تحديث:

بقلم:عامر السامرائي

على مدى أكثر من عقد ونيف شهد العراق تظاهرات عديدة وفي مختلف محافظاته، واختلفت مطالبها، لكنها في الغالب كانت تهدف إلى تحسين الخدمات الأساسية، ومعالجة مشكلة البطالة، خاصة في مناطق محافظات الفرات الأوسط وجنوب العراق والعاصمة بغداد، وتم التعامل معها حكومياً على إنها مطالب مشروعة، وكانت في كل مرة تعد المتظاهرين بالاستجابة لهم إلا إنها لم تفِ بوعودها.

حتى جاءت التظاهرات الحالية لتأخذ بعداً غير الذي سبق، تمثل في علاقة نظام الحكم والمليشيات بإيران، هذه العلاقة جعلت من الفساد الحكومي والحزبي والمليشيوي مشروعاً متكاملاً تابعاً برمته للجارة الشرقية، لدرجة أصبح وجود هؤلاء في السلطة مقابل تحقيق مصالح إيران والحفاظ عليها، ولكن على حساب العراق وشعبه.

وهذا ما خلق ما يمكن وصفه بالجيل الجديد الذي يرفض هذه التبعية والإذلال الذي يتعرض له بلدهم، لذا شهد العالم بأسره المتظاهرين من محافظات الفرات الأوسط والجنوب والعاصمة بغداد، وهم ينتفضون بهتافات تقول “إيران بره بره بغداد تبقى حرة”، وهو ما يعكس حجم الرفض الشعبي لهيمنة النفوذ الإيراني وتواجده، السياسي والمسلح، في العراق، وتأثيره الكبير على الأحزاب الحاكمة والميليشيات المسلحة، إلى جانب ارتهان العراق سياسيا لأمريكا.

فبعد ستة عشر عاماً من التجهيل والترهيب التي مارستها إيران عبر أذرعها في العراق، لم يبقَ أمام هؤلاء المنتفضين إلا الخلاص والتحرّر من رقبة منظومة حكم فاسدة، وأن يكونوا ثواراً أحراراً، يكتبون تاريخهم بأيديهم، يوفر لهم حياة كريمة عنوانها المساواة والعدالة الاجتماعية.

تصاعد حجم التظاهرات ومطالبها المشروعة، أربك ساسة وأحزاب المنطقة الخضراء ومليشياتها، حيث دفعهم إلى استخدام القوة المفرطة بشتى أنواع الأسلحة، في محاولة لقمع المتظاهرين، بدل إنصافهم، ليعكس مدى تخبط المنظومة الحاكمة والمأزق الذي وصلت إليه عمليتهم السياسية التي هدمت كيان الدولة العراقية.

أهم الدروس التي يمكن استنتاجها مما يجري في العراق الآن، انسلاخ المحتجين عن مجمل التيارات السياسية والمنظومة الدينية التي ترعى العملية السياسية المشوهة، ما يعني ركل كل هؤلاء والعمل بروح شعبية خالصة، كما أن المحتجين أوصلوا رسالة قوية لجميع الأحزاب مفادها التمسك بعروبة العراق، وهذا يدل على ارتفاع حجم الوعي وإسقاطه على أحزاب الإسلام السياسي.

تصاعد الوعي الجماهيري ارتفع معه سقف مطالب المحتجين من تحسين الخدمات والوظائف وغيرها إلى مطلب إسقاط النظام، وهذا يعدّ تحولاً كبيراً في اتجاه زعزعة منظومة الحكم الفاسدة، رغم كل محاولاتها لتشويه الانتفاضة.

الطريق طويل وشاق لبلوغ الهدف، لكن بالعزيمة والاصرار على المطالب الأساسية بتغيير العملية السياسية، وعدم القبول بالوعود والمساومات يتحقق كل شيء، وذلك ليس ببعيد على شباب يريدون انتزاع حقهم، واستعادة كرامة بلدهم وسيادته.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *