لان الخفة تقود مساراته، والنفاق يتحكم في تصرفاته، فان مصطفى الكاظمي، ينزلق دائماً الى مستويات رخيصة في الحديث والتصريح، وينحدر أيضاً، الى الابتذال في الكلام، غالب الاحيان، وآخر ما تفتق عنه، ذهنه المشتت، اطلاق صفة سيد المقاومة على مقتدى الصدر، ولانه ساذج في السياسة، وغشيم في ادارة الدولة، فانه لم يُكمل وصفه، سيد أية مقاومة، هل هي ضد الامريكان؟، و(سماحته) مشارك رئيساً في عمليتهم السياسية منذ سنة 2005، وأخذ حصته من الوزارات الدسمة، في حكومات نوري المالكي وحيدر العبادي وعادل عبدالمهدي، وصولاً الى الحكومة الحالية، التي غالط رئيسها نفسه، وتفوق على من سبقه، في الكذب والتدليس، عندما نفي وجود وزير صدري في حكومته، ووصلت به الصلافة، الى انكار أن يكون حسن التميمي وزير الصحة المستقيل، صدرياً، والقاصي والداني، عرف انه رفض تقديم استقالته، الا بعد ايعاز من مقتدى، الذي سعى الى اسدال الستار على كارثة مستشفى التويثة (ابن الخطيب)، واهمال وزيره فيها، لا يحتاج الى ايضاح.
هل يقصد الكاظمي أن مقتدى سيد المقاومة ضد ايران؟، لا، طبعاً، لان (السيد) طرف أساس في منظومة علي خامنئي، ويحظى برعايته (الابوية)؟، وبالتأكيد، فأن رئيس الحكومة، لا يقصد المقاومة ضد اسرائيل، لان مصطفى، لا يقدر على الاشارة، أو مجرد التلميح الى اسرائيل، لاعتبارات كثيرة، أبرزها انه لا يرغب في اثارة زعل معلمه الأعلى كنعان، الذي يرتبط مع الدولة العبرية، بصلات وثيقة، لا يُنكرها الأخير، ولا يستعيب منها.
أغلب الظن ان الكاظمي، أراد اغاظة نوري المالكي بهذا الوصف، وربما أبو فدك المحمداوي أو هادي العامري أو قيس الخزعلي وغيرهم من (المقاومين) الشفويين، ولم يجروء على ذكر اسمائهم، رعباً منهم، وخشية من ردود أفعالهم، واكتفى بالقول: (على عناد الجميع)، وهي جملة باهتة، يلجأ اليها الخوافون من تسمية الأشياء بأسمائها.
ولو كان الكاظمي، عُشر رجل دولة، لما تفوه بهذا الكلام، لان السياسيين الذين يحترمون أنفسهم، لا يخوضون في توصيفات الآخرين، ولا ينجرون الى المبالغة، في تسمياتهم وألقابهم، ثم أن مصطفى، رئيس حكومة، يزعم انها للعراقيين كافة، رسمياً، في الأقل، فكيف يسقط في هذا الوحل، الذي لطخه من فوق الى تحت، وأظهره واحداً من صبيان مقتدى العميان، وبعضهم مثل ذلك الملا المعمم، الذي قال في مقطع فيديو مصور، إن ابن الصدر، اخترع دواء للقضاء على كورونا، يتمثل بالسجود نصف ساعة يومياً، واذا بالعراقيين يرون سماحة العالم ـ بكسر اللام ـ يشلح نصف قميصه من الاعلى، ويسلم ذراعه الأيسر، الى ابرة التلقيح، ويتلقى الجرعة الأولى، والبحث جار عن ذلك المعمم الدجال، لمواجهته وكشف هلوسته، وهو يستحق الضرب على وجهه ورأسه وعمامته، بأسفل نعال عتيق.
وعندما قلنا في أكثر من مناسبة سابقاً، ان الكاظمي، غير مؤهل لرئاسة حكومة، وصفت زوراً وبهتاناً بانها اصلاحية، لانه طائفي النزعة، ولا تصدقوا ادعاءاته، بانه وطني، لان الوطنية، أكبر من الاشخاص والاحزاب والتيارات، وهو منحاز أيضاً، الى ربع مقتدى، كما في وصفه المتهافت، وتالياً، فانه لـ(جهالته)، كشف عن حزبيته، وفضح انتماءه السياسي، ولم يعد مستقلاً، كما يهرف، وخطأ كبير ان تجرى انتخابات تشرين المقبلة تحت اشرافه، لانه سيكون رافعة لدفع الصدريين، الى الصدارة، وهم، منذ الآن، تحزموا لها، وأعلنوا ان رئيس الوزراء المقبل، من بينهم، أو من ترشيحهم، والحكاية صارت معروفة (واحد يشيل الثاني.. حبيبي)!.
وها قد مر عام على الكاظمي، وهو رئيس حكومة وقائد عام للقوات المسلحة، ولم نشهد له اصلاحاً، ولم نر انجازاً، وكل الذي سمعناه، جعجعة بلا طحين، وعود لفظية، وضربات على الصدر بهلوانية، ودماء شهداء تشرين، التي أسقطت عادل عبدالمهدي وجاءت به، يبست، ولم يعاقب القتلة، وهم معلومون بالاسم والموقع والعنوان، وتصوروا رئيس مجلس وزراء وقائد عام لقوات مسلحة يُعلن ان (السلاح المنفلت محمي سياسياً)، من دون أن يُفصح عن الجهات السياسية التي تقف وراء هذا السلاح المنفلت، مع أن مسؤولياته الرسمية والسياسية والقانونية والانسانية، تحتم عليه، حماية الدم العراقي، وبسط الامن والاستقرار، وملاحقة أصحاب السلاح الخارج عن القانون، ومعاقبتهم بما يستحقون، وبعد هذا وذاك، يخرج علينا صائح مرتزق، ويقول: ان الانتخابات المقبلة، ستكون شفافة ونزيهة وديمقراطية، وهو يعلم مسبّقاً، ان التزوير ينتظرها، وأن الصدريين سادتها، وهل هناك من يتصدى لـ(سيد المقاومة) ويمنع تدخله فيها، واستحواذه على نتائجها؟. أين السفيه الرفاس، وجيه عباس؟، وقد سمى المقاومة السنية العربية ضد الاحتلال الأمريكي، بمقاومة شريفة فاضل، سخرية وتهكماً، برغم ان حذاء المطربة العربية الراحلة، أشرف منه، ومن أسياده، لانها أم شهيد مقدام، أسقطت صواريخ العدو الصهيوني، طائرته المقاتلة، في حرب تشرين/ اكتوبر 1973.