بلا أدنى شك، توسّعتْ حرب غزة، وأخذتْ مديات خطيرة جداً، تنذر وتقترب من حرب عالمية ثالثة،ساحتها العراق وسوريا واليمن،هذه الحرب التي يعلن مشعلوها في العلن،أنهم لايريدون توسعتها،ويعملون في الخفاء تأجيجها،وصبّ الزّيت على سعير نارها،بدعم الأطراف بالصواريخ والسلاح والطائرات المسيّرة،كي تُبعد الحرب عن ساحتها، ويكون ضحية هذه الحرب (أولاد الخايبة) والشعب، وفي الطرف الآخر تجاهر أمريكا على قصقصة أجنحة الفصائل الولائية،وتقزيمها وتحجّيم خطر سلاحها، في العراق واليمن وسوريا،وهدفها التشويش على حرب غزة وخلط الاوراق عليها ، بعد مشاركة هذه الفصائل في قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، وتشويش مباشر وإقلاق الجيش الصهيوني ،وفرض إيقاف حرب غزة، حتى أنّ أولى أهداف غلق مضيق باب المندب، من قبل (أنصار الله الحوثي)، وقصفه البواخر والسفن المتجهة الى اسرائيل، هو قطع شرايين الإقتصاد الإسرائيلي والدعم الدولي اللوجستي لها،ومشاركة الفلسطينيين مقاومتهم للجيش الإسرائيلي، الذي قتل وشرّد ملايين الفلسطينيين وسوّى بيوتهم بالأرض،وفي السياق نفسه، تقوم الفصائل العراقية الولائية، بنفس الدّور الذي يقوم به أنصار الحوثي،في قصف قواعد أمريكا في العراق وسوريا،بنفس الأسلحة والطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية الإيرانية،وهذا ما أقلق الإدارة الأمريكية والصهاينة، خاصة، عندما عجزت إسرائيل عن تحقيق (نصر ولو وهمي) ،على الفصائل الفلسطينية ،بالرغم من الدمار الهائل الذي أحدثه الجيش الصهيوني بمدن غزة وأهلها،من هنا ، أخذت الأوضاع تنفلت ،وتتراجع هجومات إسرائيل ، بعد الفشل الذريع في تحقيق أهدافها، وظهور (قوى أقليمية مسلحة )،تهدّد بشكل مباشر مصالح أمريكا الإستراتيجية في الشرق الأوسط، وتهدد أمن وإستقرار إسرائيل ،وتهدّد بقطع النفط العربي عن أمريكا ،بغلقها مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وتغيير طرق الإمداد والتصدير ، وهذا أشدُّ ما يقلق امريكا وأوروبا معاً، لهذا وصلت الأوضاع الى التفجير، ولامناص لأمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا، من توسعة الحرب،ومواجهة كل ما يترتب عليها، من أعلان الحرب العالمية الثالثة مضطرة، ،بعد إستخدامها جميع الوسائل والضغوط الدولية، خاصة فشل حرب بوتين في أوكرانيا،لذلك أصبحت امريكا وبريطانيا وفرنسا ،وجهاً لوجه أمام إيران وفصائلها،لهذا أنشأت تحالفاً دولياً ،بحجة مواجهة هذا الخطر(ايران وفصائلها)، في المنطقة، إنطلاقاً من باب المندب،ووصولاً الى القائم ودير الزور والبوكمال وبغداد وغيرها،وكانت شرارة هذا التحوّل الإستراتيجي في توسعة حرب غزة،هو قصف قاعدة التنف والبرج 22 الامريكية ، وقتل أكثرثلاثة جنود وجرح (50) اخرين، من قبل فصائل عراقية ،أعلنت عن مسؤوليتها عن القصف،والذي أتهم فيه الرئيس بايدن بنفسه، فصيل كتائب حزب الله العراقي،لتقوم أمريكا بأعنف هجوم واسع وكاسح على فصائل عراقية، في مدينة القائم في الانبار ،ودير الزوروالبوكمال في سوريا ،إستهدف(85 )هدفاً ،وأعلن البنتاغون والخارجية الامريكية، وبشكل صريح، أن الهجوم هذا سيستمر لأيام متتالية، والهدف دائماً الفصائل الولائية المسلحة ،والحشد الشعبي داخل الاراضي العراقية والسورية،وتبع هذا الهجوم ،هجوم في اليوم الثاني على مدن يمنية إستهدف فيها منصات صواريخ ومخازن صواريخ واسلحة ومعسكرات للحوثيين، شاركت في بريطانيا،إذن الحرب متواصلة ، وقد أعلن توسعها هجوم كتائب حزب الله على التنف والبرج22، في الأراضي الأردنية،فماهو موقف حكومة السوداني، الإطار التنسيقي،وإيران من هذه الهجومات الأمريكية على الفصائل المسلحة الولائية، التي ترفض الإنصياع ،لدعوة الإطار التنسيقي والسوداني، لإيقاف قصف قواعد أمريكا في سوريا والعراق، وقصف مدن إسرائيل بالصواريخ والمسيرات،بالنسبة لرئيس الوزراء السوداني، الآن هو أضعف موقف وفي موقف حرج جداً،فهو بين مطرقة أمريكا وسندان الفصائل ،وأحلاهما مرّ،فأمريكا تهددّه بحلّ الحكومة وتغييرّه، إذا لم يسيطر ويضبط إيقاع الفصائل،ويوقف قصفها للقواعد،وبين فصائل تعلن أنها( مقاومة)،لاتخضع لقوانين وقرارات حكومة السوداني ،وقرارها تأخذه بنفسها، في حين ينقسم الإطار التنسيقي الى رافض قصف الفصائل وإخراج الامريكان من العراق، وطرف يشارك الفصائل ويدعمها بقوة في قصفها قواعد أمريكا ويطلب بإصرار طردها من العراق،أما إيران ، فهي تزود الفصائل الولائية التابعة لها عقائدياً، تأتمر بأوامرها،وتسلحّها بالمسيرات والصواريخ وغيرها، تعلن على لسان المرجع الإيراني الأعلى ورئيس الجمهورية رئيسي ،(أن إيران ليس لها سلطة على الفصائل المسلحة،ولا لها علاقة بجميع الفصائل، ولاتأتمر بأوامرنا، وقرارها لوحدها)،وهذا يعني أنها تمارس (التقيّة ) مع الاخرين، وامام الرأي العام، لأن هذا الكلام لايقنع حتى طفل، والعالم كله يعلم، أن إيران تموّل وتسلّح وتدرّب جميع الفصائل الولائية في المنطقة ،وتزوّدهم بالمسيّرات والصواريخ الباليستية ،إذن مشهد الحرب وسيناريو الحرب الأمريكي ،بدا واضحاً تماماً،كما هو السيناريو الإيراني،فالسيناريو الأمريكي، وقواعد اللعبة الأمريكية ترتكز على(قطع أذرع إيران في المنطقة، وتدمير بنيتها التحتية بشكل كامل )، والتي أخذت تشكّل خطراً حقيقياً مباشراً ،على مسار حرب غزة وتوسعته في المنطقة، وتهدّد مصالحها بعيدة المدى،لذلك وصلت الى قناعة تامة ، أن مواجهتها وتحجيمها والقضاء على قوتها العسكرية، (شرّ لابد منه)،لأنها أنذّرت حكومة السوداني والاطار التنسيقي، بلقاءات السفيرة ألينا رومانيسكي ،حين إلتقت بجميع زعماء الإطار، وحتى زعماء الفصائل ، وأبلغتهم قرار ادارة بايدن والكونغرس،بضرورة توقف قصف قواعدها في العراق، وعدم المطالبة بخروج أمريكا ،حسب إتفاقية الاطار الأمنية مع المالكي،ولكن الجميع رفض(طلب إدارة بايدن والكونغرس) وذهب مع قرار الفصائل،وهكذا أعلنت إدارة بايدن والبنتاغون،(الحرب على الفصائل الولائية وحكومة السوداني والاطار)،وبإنتهاء سيناريو أمريكا بمواجهة خطرألفصائل وإنهائه،حتى تنتقل الى داخل العمق الإيراني، وتحول المعركة هناك، حسب تصريح البنتاغون هذا اليوم، أن (قصف المفاعلات النووية الايرانية، على قائمة أمريكا، بعد إنهاء خطر فصائلها في المنطقة)،في حين يبدو السيناريو الايراني،((هو مواجهة امريكا خارج اراضيها، والحفاظ على مشروعها النووي وتطويره وسرعة انجازه، وتصدير وتثبيت مشروعها التوسعي في عموم الدول العربية)، وهي تعمل بكل قوتها الاعلامية والسياسية والعسكرية، لأبعاد الحرب وإشغال أمريكا بحربها في المنطقة،ودعم لامحدود لفصائلها الولائية في عموم المنطقة،بالصواريخ والطائرات والتمويل المالي واللوجستي، وهي إستراتيجية إيرانية ناجعة، أثبتت نجاحها، بالسيطرة على عواصم عربية أربع،وتأسيس جيش بديل لها من الفصائل، بإشراف حرسها الثوري في خارج إيران،هذا الجيش العقائدي،المتكوّن من فصائل ولائية،يحقق لها هدفين بآن واحد،هما إبعاد إيران عن الحرب داخل أراضيها، وتحقيق مشروعها الكوّني الديني التوسعي،في حين ينتظر الإطار التنسيقي وحكومة السوداني،أياماً صعبة جداً، في ظل إصرارأمريكا وحلفاؤها ،على قصف وإنهاء دور وخطر الفصائل المسلحة، في قصف مقراتها ومعسكراتها ،وإغتيال قادتها،وهي تتفرّج ولاتستطيع مواجهة أمريكا وإيقاف قصفها للفصائل، ولا تستطيع الضغط على الفصائل، لإيقاف قصفها لقواعد أمريكا،إذن نحن أمام خيارين ،أحلامها أمرُّ من الآخر،إمّا عودة احتلال أمريكا للعراق، وإنهاء حكومة السوداني،والذهاب الى حكومة إنقاذ طوارىء،وإمّا مواجهة الإطار التنسيقي وحكومة السوداني والفصائل، بمواجهة أمريكا داخل العراق، في حرب مفتوحة،فحرب غزة القذرة،ستلد حرباً أخرى في العراق، أقذر منها…..!!!!