نعم في هذه أنا أبصم بالعشرة للمالكي ان فعلها
هايدة العامري
تأملت في خطاب المالكي الذي ألقاه في مؤتمر الكرد الفيلين والذي خصص أغلب نقاطه للازمة السورية والتي تتفاعل أقليميا وقد طرح المالكي الرؤى السياسية والعسكرية وتفاعل الدول الاقليمية والحق بقال أن المالكي وحسب ماجاء على لسانه ولنصدق الرجل طرح الامور بكل عقلانية وبتجرد وطرحه يتأتى من خوفه لانعكاس الازمة السورية على الواقع العراقي وان كانت الازمة تلقي بظلالها علينا ولكننا لانريدها أن تلقي بحممها علينا لانها أن القتها فلن تجد لاعراق واحد موحد ولابغداد الكرخ والرصافة وستجدون جبهة أبو غريب مفتوحة وجبهة ذراع دجلة وقاطع عمليات الصليخ وقاطع عمليات شارع حيفا وخطوط التماس في الفضل والكفاح وقمبر علي وجبهة عمليات العامرية وحي الجهاد وسنعيش أياما سوداء قاتمة تجعلنا نترحم على أيام 2006 نعم أيها الاخوة هذه حقيقة الامر ان ألقت الاوضاع السورية بحممها وشرورها علينا فالثورة السورية تحولت بقدرة قادر الى صراع شيعي سني شئنا ام أبينا ومن يريد أن ينزهها عن الامور الطائفية ويتهرب من حقائق الامور يقول أنها صراع بين محور المقاومة الذي تمثله سوريا وايران وحزب الله وكافة الحركات التي توصف بانها حركات ممانعة للمحور الاميركي القطري التركي السعودي ولكن السؤال الذي يجب أن يسأل للحكومة العراقية ماهو موقف الدولة والحكومة العراقية من كل ماتقدم شرحه؟ قبل الاجابة على هذا السؤال يجب أن نعترف ونقر أن السيد المالكي بصفته رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة قد اختزل الامور كلها وفي هذه الازمة أقصد الازمة السورية بموقف أتخذه بنفسه ويتلخص بموقف يتشابه مع موقف الحكومة اللبنانية وهو مايسمى بموقف النأي بالنفس عما يجري في سوريا من صراعات سياسية وعسكرية وهو يعلم علم اليقين أنه لايستطيع ان يطبق هذا الموقف بالصورة التي يطبق بها فالدعم للمعارضة السورية يأتي من المناطق الغربية وتهريب الاسلحة مستمر رغم الجهود الجبارة التي تبذل لضبط الحدود متناسيا انه حتى في وقت النظام السابق والذي كان يتمتع بالسيطرة العسكرية والاستخبارية على المناطق الحدودية كانت تجري عمليات التهريب من الاشخاص والمحروقات والسيكاير والاسلحة الفردية من مسدسات ورشاشات وكان هدفها وقتها أقتصاديا بحتا لادخل له بالسياسة وخلاصة الموقف الان أن العراق لن يستطيع ان يتهرب من العواقب والرياح والشرور التي ستأتينا من سوريا وخصوصا في ظل تسيد الجهات والتنظيمات التكفيرية والسلفية المتشددة على قيادة الثورة في سوريا وتهميشها لما يسمى بالجيش الحر والذي لايملك من أمره شيئا والدليل على ذلك أنهم لايستطيعون أعطاء موقف واضح ازاء حضورهم لمؤتمر جنيف 2 والالحاح المستمر من التنظيمات السلفية والتكفيرية وجبهة النصرة وقاعدة بلاد الشام على تدمير مرقد السيدة زينب عليها والهجمات المتكررة عليه ماأستدعى تدفق المئات من المتطوعين من العراق ولبنان وايران لحمايته لما هو معروف من قدسية السيدة زينب عليها السلام لدى الشيعة فهي أبنة الامام علي وشقيقة الامام الحسين عليهما السلام وهي من سبيت بعد حادثة الطف الخالدة وأستشهاد ال بيت النبي عليهم السلام على يد جيش يزيد وانا متأكدة بنسبة مليون بالمئة أنه أن حصل لاسامح الله أي عملية تدمير للمرقد المقدس للسيدة زينب من قبل الجماعات التكفيرية فستجد مئات الاف الشيعة يزحفون ويقاتلون في سوريا ولن تستطيع أي مرجعية شيعية معتدلة أيقافهم أبدا وستجد سنة العراق ولبنان وحتى أيران أهدافا للقتل والانتقام على يد الجهلة والمتعصبين من الشيعة والذي يؤكد هذه النظرة التشاؤمية هو الموقف الاميركي والاوربي والذي يعززه الموقف المثير للريبة والاستغراب من قبل دول الخليج العربي وموقف الرئيس المصري مرسي والذي أشار اليه السيد المالكي وأن حصل كل ماسبق أن أشرت اليه فلن يربح احدا من هذه الفتنة ولن تبقي وتذر أحدا والكل سيحترق بها حتى دول الخليج نفسها و بقدر تعلق الامر بالعراق والشعب العراقي سيكون خاسرا خسارة فادحة شيعة وسنة بل وحتى المتبقي من الطوائف والاقليات الاخرى وهذا الكلام ليس تنظيرا سياسيا لاني عايشت الحرب الاهلية اللبنانية ولمن لايعرف أنا متخصصة بالشأن اللبناني وهو وضع سياسي وطائفي يتشابه مع الوضع السياسي والطائفي العراقي وشاهدوا وضع لبنان الان واخر ماحصل فيه من تحرك للمدعو أحمد الاسير والفنان السابق التائب فضل شاكر في مدينة صيدا ولولا وجود أرادة أقليمية ودولية بعدم وصول الوضع في لبنان الى حافة الانفجار لما تم وأد الفتنة الاخيرة وأن كانت مدينة طرابلس اللبنانية النار فيها تحت الرماد وتحتاج الى حادث بسيط لاشعال فتيل الاقتتال فيها بين العلويين والسنة الطرابلسيين هذا هو الوضع الان ونحن الان لانسير في حقل ألغام بل نحن عالقون فيه ولانستطيع لاأن نتقدم أو نتأخر ولعلم جميع من يقرأ هذا المقال فاننا أن ظل الوضع على ماعليه الان فسندخل في مشكلة سياسية كبيرة فتدهور الوضع الامني سيفرض علينا عدم أجراء أنتخابات نيابية مما يؤدي بنا الى فراغ دستوري بفقداننا لاحدى السلطات التشريعية المهمة في الدستور مما سيؤدي لتقويض شرعية الحكومة والدولة والدستور وسيجعل الامور حابلها في نابلها والكل يتحول الى قائد وكل تجمع يتحول الى سلطة ومن بيده المال والسلاح سيكون هو الحاكم الفعلي للمناطق بل قد يصل الامر الى حصول أنشقاقات في الجيش فالذي يأخذ راتبا من الدولة وهو بعيد عن منطقة سكناه ويجد من يعطيه ضعف الراتب وهو قرب منطقة سكناه ينشق ويترك الجيش والسلطة الشرعية التي نص عليها الدستور الذي لن يعترف به أحد لانه دستور وبلد بلا مجلس نواب أضافة الى التوترات السياسية التي كانت موجودة عندنا في العراق والتظاهرات في المناطق الغربية والتي لاتعترف بسلطة المالكي بوجود برلمان فكيف اذا البرلمان انتهت ولايته القانونية ولبنان أنقذ نفسه من هذا الوضع بأن قام المجلس النيابي فيه بالتمديد لنفسه لمدة سنة ونصف السنة ولكن عندنا من يستطيع أن يوافق على ذلك والكل يريد أن تجري الانتخابات لكي يتخلص من المالكي وهولاء تجد فيهم الشيعي قبل السني وهي حقيقة لاجدال فيها ولكن ماهو الحل أزاء كل ماذكرته وكل ماطرحه المالكي في كلامه ؟ الحل هو بيد السيد المالكي بصفته رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزعيم أكبر كتلة نيابية بأن يقوم وعلى الفور بدعوة كل الاقطاب السياسيين الكبار والصغار وكل مكونات الشعب العراقي للتباحث والنقاش والخروج بموقف موحد أتجاه مايجري في سوريا بل وأدعو رئيس الوزراء لاجراء تغيير حكومي موسع وضخ دماء جديدة في الحكومة بعد الاتفاق مع مع الكتل السياسية وأعطاء تنازلات مهمة حتى لاكبر خصومه السياسيين مثل النجيفي والدكتور علاوي والعيساوي مع حفظ الالقاب لان الوضع من الخطورة بما كان لايتحمل مناكفة سياسية والذي يريد العراق واحدا موحدا يجب عليه أن يضحي ويتنازل وهذا هو التطبيق العملي لكلام رئيس الوزراء الذي قاله اليوم والذي يجب عليه وعلى كل رجل سياسة يدعي أنه مخلص للعراق ويحب العراق أن يبادر على الفور على العمل به وأنا تملئني الثقة أن التاريخ سيسجل هذا الموقف أن حصل لانه موقف ينطوي على الايثار والتضحية التي تعلمناها من مدرسة الامام الحسين عليه السلام والتي ندعي أننا سائرون على نهجها ومبادئها العظيمة الشريفة وقد يقول قائل هنا أنني أتملق لرئيس الوزراء أو انني كتبت ماكتبت بطائفية كانت مختفية في كتاباتي وأؤكد اني أتملق للعراق وحبي كله للعراقيين جميعا من زاخو حتى الفاو وسلامة ياوطن .