آخر تحديث:
بقلم: سعد الكناني
ظلّ مجلس النواب العراقي في دوراته الخمس صورةً لفشل العملية السياسية وارتهانها الكامل للمحاصصة الحزبية والطائفية. فقد تحوّل المجلس الذي يُفترض أن يكون ممثلاً لإرادة الشعب إلى منصّة لتقاسم النفوذ والفساد بين الأحزاب المتسلطة، وبدلاً من أن يمارس دوره الرقابي والتشريعي، أصبح أداة لحماية الفاسدين وتثبيت مصالح الكتل الحاكمة. واليوم، ونحن على أعتاب انتخابات جديدة، تتصاعد الشكوك المشروعة حول إمكانية التغيير، إذ إنّ البيئة السياسية الفاسدة والمنظومة الانتخابية المنحازة لا تزالان قائمتين، ما يجعل المشهد مهيّأً لإعادة إنتاج الوجوه الكالحة ذاتها التي أنهكت البلاد وأفقدت المواطن الثقة بأي تحول ديمقراطي حقيقي. إنّ الانتخابات المقبلة، في ظل غياب الإصلاح البنيوي للقانون والرقابة والعدالة، لن تكون سوى دورة جديدة لتدوير الخراب نفسه.
البرلمان العراقي لم يكن سوى انعكاس لنظام محاصصة طائفية حزبية فاسدة، حيث جرى تفريغ مفهوم “التمثيل الشعبي” من محتواه الديمقراطي، وتحويله إلى أداة لإعادة إنتاج ذات الطبقة السياسية التي تمسك بمفاصل الدولة منذ 2003.
أما عن الانتخابات المقبلة، فكل المؤشرات الواقعية تقول إن الوجوه الكالحة ذاتها ستعود بشكلٍ أو بآخر، وذلك لأسباب واضحة:
-
سيطرة الأحزاب المتنفذة على المفوضية والتمويل والإعلام والدوائر الانتخابية.
-
عزوف الجماهير الواعية عن المشاركة بعد أن فقدت الثقة بالعملية الانتخابية.
-
القوة المالية والميليشياوية التي تضمن فوز ممثلي النظام القائم.
-
غياب المعارضة الوطنية المنظمة القادرة على خوض معركة سياسية متكاملة.










































