بغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مصدر استخباري في الجيش العراقي، الأربعاء، عن إعداد تنظيم القاعدة خطة في مدينة الموصل فور إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقاتل معارضة مسلحة وتنظيمات مرتبطة بالقاعدة.وقال المصدر : مشترطاً عدم الإشارة إلى اسمه لأنه غير مخول بالتصريح إن الخطة المعدة من قبل تنظيم القاعدة تتضمن بسط سيطرته فور إسقاط الأسد على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى وثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان وتبعد عن بغداد نحو 400 كيلومتر.وهناك آلاف المسلحين المرتبطين بالقاعدة يقاتلون لإسقاط الأسد منذ نحو سنتين وبسطوا نفوذهم على أجزاء واسعة من سوريا ومن ضمنهم مقاتلين عراقيين.وأشار المصدر إلى أن “مدينة الموصل ستكون اول مدينة عراقية تتأثر بسقوط نظام بشار الأسد من الناحية الأمنية”، مرجحاً أن يتدهور الوضع الأمني بمدينة الموصل بشكل لافت في حال سقوط الاسد.وغادر زعيم تنظيم “دولة العراق الإسلامية” أبو بكر البغدادي العراق قبل أشهر بصحبة قادته المتمرسين في القتال الميداني داخل المدن صوب سوريا لمحاربة قوات الأسد.وأنشأ هناك ما أسماها “الدولة الإسلامية في العراق والشام” رغم معارضة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.وقال المصدر العراقي إن “معلوماتنا تشير الى ان التنظيمات المسلحة في مدينة الموصل على أهبة الاستعداد للنزول للشوارع حال سقوط الاسد وبسط سيطرتها على العديد من أحياء المدينة، وربما سيسيطرون على ربع الموصل”.وتابع بالقول، إن “أحياء 17 تموز والوحدة واليرموك، والإصلاح الزراعي وغيرها من الإحياء ستقع تحت قبضة المجاميع المسلحة في غضون أيام قليلة ما لم يتم تدارك الامر منذ ألان وتفعيل الجهد الاستخباراتي والأمني في هذه الأحياء السكنية”.وفي حال سقوط نظام الأسد ربما تتاح لمجاميع القاعدة خط إمداد من هناك سواء بالأسلحة أو المقاتلين وهو ما كان تتخوف منه الحكومة العراقية منذ بدء الأزمة السورية.وتشكل الهجمات التي يشنها مسلحو القاعدة الهاجس الأول لدى الحكومات العراقية منذ إسقاط النظام السابق على يد قوات دولية قادتها أمريكا في 2003.وتصاعدت وتيرة تلك الهجمات على نطاق واسع منذ مطلع العام عبر سيارات ملغومة وقنابل وهجمات مسلحة أوقعت مئات القتلى من أفراد الأمن والمدنيين.وقال المصدر إن “تنظيم رجال الطريقة النقشبندية هو الأعلى كعبا والأقوى تنظيما وعدة بين باقي التنظيمات المسلحة في هذه المناطق” بمدينة الموصل.ويعد تنظيم النقشبندية من التنظيمات المسلحة المتهمة بـ”الإرهاب” والمسؤولة عن العديد من أعمال العنف التي جرت خلال الأعوام السابقة.وقد برز لأول مرة عام 2008 عبر منشورات مدونة باسمه وينتشر في مناطق شمال العراق وله امتدادات مع المتشددين الإسلاميين في اقليم كوردستان.وبشأن كيفية تجنب هذا السيناريو، أفاد المصدر بالقول “ينبغي عدم إهمال هذه المعلومات من قبل القيادات الأمنية، ولابد من أخذها بنظر الاعتبار، مع زيادة الجهد الاستخباري يرافقها زيادة في عديد القوات العراقية التي تمسك الأرض”.ونوه الى “أهمية تزويد القطعات العراقية في مدينة الموصل بأسلحة متوسطة وثقيلة لمواجهة الأسلحة التي بحوزة المجاميع المسلحة من القذائف الصاروخية وقنابل الهاون والـ بي كي سي و غيرها”.وتحذر أطراف داخلية في العراق من احتمال حدوث نزاعات طائفية في البلد إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي عليه، ويرون إن الحل الأمثل يكمن في استقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.وتتفق اطراف دولية مع تلك التحذيرات على وجود خطر يحيط بالعراق في ظل الأوضاع الإقليمية المضطربة، وانعكاس الإحداث التي تجري في سوريا على واقع المنطقة.ويبدي مراقبون قلقهم من أوضاع المنطقة والأزمة السورية بالتحديد ويقولون إنها بدأت تتطور وتأخذ منحى طائفياً ومذهبياً قد تشمل المنطقة بشكل عام والدول المجاورة لسوريا بشكل خاص، ومن تلك الدول العراق الذي يشهد تعددية دينية وطائفية وقومية.