الرمادي / شبكة أخبار العراق- تقرير سعد الكناني … تشير جميع المعلومات المتاحة خلال الأسابيع القليلة الماضية، إلى أن الوضع في صحراء الأنبار مقبل على المزيد من التفاقم، بعدما تحول وجود تنظيم القاعدة هناك إلى حقيقة يتداول سكان المناطق الغربية العديد من الروايات بشأنها.ويؤكد سكان محليون في مناطق القائم والرطبة وحديثة وراوة وعنة، في أقصى غرب الانبار، أن تنظيم القاعدة أعاد انتشاره في المناطق الصحراوية المحاذية والمحيطة بهذه المدن، وهو يستعد لتنفيذ عمليات، تستهدف في الدرجة الأولى، تحييد القوات العسكرية العراقية، وشل حركتها وضرب نقاط مراقبتها المتقدمة.بالنسبة للمحللين، فإن تنظيم القاعدة بدأ فعليا في “بناء مشروع الدولة”، وهو المخطط الذي عمل من أجله منذ العام 2005. ويقول هؤلاء إن الارتباك الناجم عن تداعيات الأزمة السورية، أتاح فرصة كبيرة أمام التنظيم لتحقيق مخططه في الفترة الأخيرة.ويروي المواطن محمد الدليمي، واقعة مثيرة للاستغراب، لدى توجهه، عبر الطريق الدولي، إلى الأردن، الأسبوع الماضي. ويقول الدليمي، “كنت مسافرا، عبر الطريق الدولي الذي يربط الأنبار بكل من سوريا والأردن، رفقة عدد من الزملاء، لحضور مؤتمر في العاصمة الأردنية عمان، الأسبوع الماضي، عندما استوقفتنا نقطة تفتيش عسكرية، قرب المثلث الحدودي بين العراق والأردن وسوريا”.ويضيف الدليمي، “شاهدنا بضع سيارات متوقفة قرب النقطة، وبعضها ترجل ركابها”. وتابع، “اقترب من سيارتنا أحد عناصر النقطة، وسألنا عن وجهتنا، وعندما أبلغناه، طلب أن نركن سيارتنا في مقترب الطريق، ونترجل”.ومضى الدليمي إلى القول، “ترجلنا، وذهبنا إلى حيث يتجمع أصحاب السيارات والركاب وعناصر نقطة التفتيش، فسمعنا أحد الجنود يتحدث عن مجموعة مسحلة، تعمل على تفخيخ جسر قريب”. وزاد، “كان الجندي يطلب من أصحاب السيارات الانتظار، ريثما يفجر المسلحون الجسر، ثم يواصلون سيرهم”.ويؤكد الدليمي، أن “جنود نقطة التفتيش كانوا يتعاملون مع هذا الأمر بشكل طبيعي، وهو الطلب من المارة الانتظار حتى تنتهي عملية تفجير الجسر، حفاظا على سلامتهم”. ويقول، “أحد المواطنين، سأل الجندي: لماذا لا تهجمون على المسلحين لاعتقالهم، او في الأقل منعهم من تفجير الجسر، فأجاب: بماذا نهاجمهم؟ نصف جنود هذه النقطة فضائيون، والنصف الآخر يحمل أسلحة بدائية، بينما الإرهابيون مسلحون بأحدث البنادق والرشاشات والقاذفات”.وتابع الدليمي، “فعلا، بعد مرور نحو 20 دقيقة، سمعنا دوي انفجار هائل، ثم شاهدنا عمود دخان يتصاعد، وبعد نحو 20 دقيقة أخرى سمحت لنا نقطة التفتيش بمواصلة السير”.وزاد، “كنا نخشى أن نتعرض للاختطاف، وأخبرنا النقطة بهذا الأمر، فطمأننا عناصرها بأن هؤلاء المسلحين لا ينفذون عمليات اختطاف وقتل، بل يستهدفون شل حركة القوات العسكرية، عبر تفجير الجسور والطرق التي تستخدم للتنقل في هذه المناطق”.ويقول الدليمي، الذي اختار هو وزملاؤه العودة الى مدينة الرمادي، والتخلي عن فكرة السفر إلى الأردن برا، حفاظا على سلامتهم، إن “وجود القاعدة غرب الأنبار، بات أمرا طبيعيا، ليس لسكان المحافظة أو سالكي الطريق الدولي فحسب، بل حتى لقوات الجيش والشرطة”.ويقول ضابط في قوات حرس الحدود : إن “الكثير من الجنود ورجال الشرطة، باتوا متأكدين من أن التجهيزات العسكرية التي يحملونها، قديمة، وغير فعالة، قياسا بالأسلحة التي يمتلكها المقاتلون المتشددون في صحراء الأنبار”.ويضيف، “من الواضح أن هناك دولا تجهز هؤلاء الإرهابيين بالأسلحة، وأنا على يقين تام بأن هناك أجهزة مخابرات وجواسيس يزودون عناصر تنظيم القاعدة المنتشرين في صحراء الأنبار، بجميع المعلومات المتعلقة بتسليح وحداتنا القتالية”.وتابع، “نعلم هذا من خلال التجربة، فكلما حصلنا على سلاح جديد من وزارة الدفاع أو الداخلية، وخضنا معركة ضد الإرهابيين في صحراء الأنبار، يتم استخدام أسلحة أقوى ضدنا”.ويوضح، “في العديد من المرات نحدد مواقع لمجموعات متشددة في الصحراء، ونشن هجوما عليها، لكننا لا نحقق أهدافنا، فبالإضافة للفرق بين سلاحنا وسلاحهم، هم يعرفون الصحراء جيدا، وقد أنشأوا لهم طرقا خاصا بالتجهيز والتموين والتكتيك القتالي، وما يتطلبه من ممرات خاصة للهروب وإعادة الانتشار”.ويقول الضابط، “في إحدى العمليات القتالية ضد مجموعة متحصنة في كهف صناعي قرب منطقة القائم، استخدم الجيش العراقي طائرة هيليكوبتر روسية حديثة، وهي مصممة لتجنب الأسلحة المضادة التقليدية، لكنها تعرضت لإصابة طفيفة بقذيفة مضادة للطائرات”.وأضاف، “عندما تم فحص هذه القذيفة، تبين لنا أنها مصنعة في العام 2013 في تشيكيا، وهي مخصصة للتعامل مع أحدث طائرات الهيليكوبتر، فكيف حصل عليها مقاتلون ينتشرون في صحراء الأنبار الغربية”.