بغداد/ شبكة أخبار العراق- اخذ دخول تنظيم داعش الارهابي الى العراق واحتلاله مدينة الموصل كبرى المدن العراقية بعد بغداد في العاشر من شهر حزيران والانهيار الغريب الذي اصاب القوات العراقية العسكرية منها والامنية ليثير موجة كبيرة من علامات الاستفهام والتعجب.فما يملكه العراق من قوة عسكرية وامنية تتجاوز المليون عنصر مجهزين بمختلف انواع الاسلحة الغربية منها والشرقية تجعل من عملية خسارة مواقعه ضربا من المستحيل ,الا ان هذا المستحيل اصبح حقيقة باقل من ساعتين عندما انهارت فرقتين عسكريتين او ثلاث بكامل سلاحها وافرادها اعقبه انهيار لفرق من الشرطة والامن لتجعل من الجيش العراقي جيشاً منهزماً / وهو ليس كذلك / وانما الخلل في البناء النفسي والعقائدي اضافة الى التركيبة الطائفية التي غلبت على تشكيلاته من بعد سقوط النظام السابق عام 2003 ولحد سقوط الموصل في حزيران 2014.واستغل التنظيم الارهابي حالة الانهيار العسكري والامني للقوات العراقية ليوسع من هجماته واحتلاله لمناطق شمال وشمال غرب العراق وليأخذ هذا الاحتلال اشكالاً دموية رهيبة لم يسلم منها العربي والكردي والتركماني بمختلف طوائفهم والمسيحي والايزيدي وغيرهم من مكونات الشعب العراقي.وبهذا الموقف الرهيب الذي لم يمر به العراقيون جميعا من قبل اخذ المثل العربي / رب ضارة نافعة/ تاخذ مداها الواسع رويداً رويداً داخل المجتمع العراقي والذي قسمته الظروف الخارجة عن ارادته الى مكونات وطوائف ,فافعال داعش الارهابية بدات تعزز من الوحدة المجتمعية والتي اراد البعض لها داخلياً وخارجياً ان تتفكك وان تعزز من اهدافهم الخبيثة برؤية عراق مفكك متعدد الدويلات القومية والطائفية.فأخذت العشائر العربية بمسمياتها وبمذاهبها تقاتل داعش قبل الحكومة وبدات بتحقيق التقدم في اماكن تواجدها والتي فقدتها مثلما قلنا بغفلة من الزمن بظروف فرضتها سياسة حكومية سابقة كان هدفها البقاء اطول فترة ممكنة على جماجم الاخرين.فجاء تشكيل الحكومة الجديدة والتاييد العالمي الواسع الذي نالته لتضيف خطوة اخرى للمجهود الداخلي بمحاربة داعش ,فبدات الوفود الدولية تتوافد على العراق وبدات المؤتمرات الاقليمية والدولية بالانعقاد لتؤكد على شيء واحد هو / وحدة العراق اساس انهاء داعش ,ولن ندعم العراق دون ان تكون حكومته شاملة وفاعلة ،فبدات الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وقبلها كانت روسيا بتقديم الدعم اللوجستي والعسكري للعراق لمواجهة التنظيم الارهابي وتطور الامر الى الاعلان عن التحالف الدولي لمحاربة داعش والذي سياخذ اشكالاً عديدة من الدعم العسكري المباشر الى الدعم اللوجستي والمخابراتي وغيره.الا ان مايقلق الجميع هو مدة الحرب وفترتها وهل ستنتهي في العراق مثلما تبدأ؟ ام ان التنظيم الارهابي له خططه بتوسعها؟فالغرب لايريد لحرب تشن ان تطول اكثر مما مخطط له وان لايتحمل سقوط مقاتليه او طائراته … او اية اموال اضافية .فالحرب على التنظيم مهما تكن قوته يجب ان تنتهي بسرعة بعيدا عن اية مفاجات غير محسوبة النتائج.الا ان مايهدئ من القلق المحلي والاقليمي والدولي ان التحالف الدولي يضم جميع الدول المؤثرة اقليمياً ودولياً وان كان غياب ايران عن اجتماعي جدة وباريس فهذا لايمثل عدم مشاركتها في حل الازمات وانهاء ازمة داعش والتي طالت اكثر من اللازم.فروسيا كانت ولازالت قوة مؤثرة ولايمكن اغفال دورها الاقليمي والدولي في الازمة السورية والان بالتحالف الدولي ضد داعش ومشاركتها بمؤتمر باريس دليل على التوافق الدولي على ضرورة الانتهاء من هذا التنظيم.وايران لاعب مهم في المنطقة والشرق الاوسط بشكل عام واشراكها في تحالفات دولية ضمانة مهمة لانهائها بالشكل المراد اليه.فاجمع المتابعون للشأن العراقي من مختلف فئات المجتمع على ضرورة ان يكون التحالف الدولي شاملاً لكل دول المنطقة واي استثناء لدولة عنه لايخدم الغاية التي يريد العالم منه.فقال الاعلامي عامرالجابري ان ” ايران لاعب مهم بالمنطقة واغلب ماتشهده دول الاقليم من احداث اثبتت الوقائع ان لايران دورا ما فيها ان كان بالسلب او بالايجاب”.واضاف ان ” معركتنا ضد تنظيم داعش الارهابي ووقوف العالم معنا تتطلب مشاركة ايرانية فاعلة فيه خاصة وانها جار مهم للعراق والقضاء على داعش يهمها مثلما يهم الاخرين”.اما المحامي عاطف الحديثي فاكد على ان ” ازمات المنطقة بحاجة الى تعاون بين دولها لانهائها ولايجوز استبعاد طرف عن اي حل لها”.وقال ” رغم كل الملاحظات على دور ايران في العراق ان كان سلباً عند البعض وايجاباً لدى البعض الاخر الا ان دورها في الحل يجب ان يكون واضحاً في ظل ماتملكه من امكانات سياسية واقتصادية تجعل منها دولة فاعلة في ايجاد الحل لاي ازمة “.وبين هذا الراي وذاك لايمكن لازمة العراق ان تحل بابعاد طرف عنه فحرب العراق ضد داعش اخذت بعداً اقليمياً و دولياً واسعاً ولايمكن ان ان نضمن انتهاء الازمة بفترة زمنية ما دون ان يكون هناك توافقاً اقليمياً دولياً على ذلك مثلما موجود الان في العراق من توافق داخلي املته الظروف الحالية وافعال تنظيم داعش الاجرامية التي جعلت من الشعب قوة واحدة تريد الخلاص منه باسرع فترة ممكنة .فساعة الصفر الحقيقية لم تبدا عالمياً ضد داعش الارهابي ومايجري الان من عمليات استطلاع وقصف جوي امريكي فرنسي لتجمعات التنظيم ماهي الا بداية للضربة القاصمة التي ستنهي اوهامه واحلامه في العراق وسوريا وتنقذ المنطقة والعالم من شرور واجرام فئة ضالة لاتمت لاي دين باية صلة .المهم ماينهي الحرب بفترتها المخطط لها هو التعاون الكامل مع جميع دول المنطقة دون استثناء لان الخطر ان خرج عن السيطرة فلا يمكن التنبؤ اين سيقف واين سينتهي؟.
مجرد سؤال..متى تنتهي الحرب ضد “داعش”؟
آخر تحديث: