حمزة مصطفى
صباحا قررت ان اتناول “ريوكي” في مطعم قدوري. طلبت طبق باقلاء بالدهن الحر , واذا بي اشاهد الجنرال قاسم سليماني بشحمه ولحمه على الطاولة المجاورة لي. كان يحتسي الشوربة, واعتقد انه طلب طبق مخلمة. كان تلفزيون المطعم منهمك في نقل الاخبار عن معاركنا في مختلف جبهات القتال من زمار الى امرلي وانتهاء بجرف الصخر مرورا بالضلوعية. في اسفل الشاشة كان هناك عاجل يقول ان شهود عيان نقلوا لمراسل المحطة ان سليماني يعقد الان اجتماعا في طوزخورماتو. اكتفى الجنرال بابتسامة خفيفة وانهمك في تناول المخلمة بينما طلبت انا استكان شاي. ظهر اليوم نفسه عزمني احد الاصدقاء على اكلة باجة في مطعم بشارع السعدون. ما ان دخلنا في مفاوضات عسيرة مع عامل الخدمة على نوع الطبق الذي نريده واذا بي اشاهد الجنرال قاسم سليماني يحتل احد زوايا المطعم. تبادلنا الابتسامات فقط. في هذه الاثناء ادار صاحب المطعم الريموت كونترول على احدى قنواتنا الفضائية الوطنية واذا بها تبث فيلما تسجيليا تقول انه حي ومباشر ومن ارض المعركة “كانت المعركة في وقتها امرلي” يظهر فيها الجنرال قاسم سليماني وسط الجنود. نظرت اليه مبتسما ونظر الي بابتسامة ذات معنى ومغزى ولوى يديه متعجبا مما ينشر ويقال. خرجت من المطعم وما ان ادرت محرك السيارة وانزلقت في الشارع كاد ان يحصل إصطدام بيني وبين سيارة سايبا ايرانية. ولما كان سائق السايبة هو المسؤول فقد حاولت ان امطره بوابل من الكلام من قبيل “يا اخي انتبه على الدرب, مو اني عالك اشارة , اشدعوة مستعجل”. عندما ادار السائق وجهه نحوي واذا به صديقي الجنرال قاسم سليماني. تبادلنا ابتسامات الاعتذار. فتحت راديو السيارة على اذاعة البي بي سي. كان الخبر الاول بالنشرة كمايلي: افاد شهود عيان من منطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل ان قائد الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني يقود الان المعارك هناك. واضاف الشهود ان سليماني يتنقل الان بين شوارع الناحية بعد تحريرها من تنظيم داعش. وعززت البي بي سي خبرها باستضافتها محللا سياسيا اكد المعلومة قائلا ان قاسم سليماني يقود معارك جرف الصخر في اطار تنسيق عراقي ـ ايراني بالضد من الرغبة الاميركية بان لايكون دور لايران في الحلف ضد داعش. ادرت مؤشر راديو السيارة واذا بي استرق الخبر التالي من اذاعة محلية . يقول الخبر.. تخوض القوات العراقية الان معارك عنيفة في ناحية قرة تبة وان هناك هروبا جماعيا لعصابات داعش. ويضيف الخبر ان الجنرال قاسم سليماني ابلى بلاء حسنا في اكلة الباجة .. اسف في هذه المعركة. وصلت الى الحي الذي اسكنه. وفي الطريق الى منزلي شاهدت بام عيني الجنرال قاسم سليماني “لازم سرة” على فرن الصمون في محلتنا. اخذني الفضول “فنزلت الجامة” وخاطبته بصوت عال ” سيادة الجنرال اين نتعشى الليلة ؟ ضحك طويلا قبل ان يقول لي ..” شنو رايك بمطعم عيون بغداد” لكن بعد معركة .. “عامرية الفلوجة”؟.