مشعان ركاض ضامن الجبوري.. ولد العام 1957 في قرية الزوية بقضاء الشرقاط.. قُتلً والده في المعارك ضد الأكراد.. فهو أحد قوات فرسان العشائر.. المتطوعين الذين يقاتلون الى جنب قوات الجيش.. بعد مقتل لم تتزوج أمه.. وكان عمه صالح الضامن يعامله بقسوة شديدة.. ظل مشعان في قريته حتى منتصف السبعينيات يعيش حد الكفاف.
مشعان الجبوري.. صحفياً:
قفز الفتى مشعان من الشرقاط الى بغداد.. عندما زار صدام حسين الشرقاط.. ففي خطوة جريئة.. وقف أمامه مشعان وقال له “الكرد قتلوا أبي.. فماذا أنتم فاعلون؟”.. وانفتحت حنفية من كلمات مديح ممزوجة بالولاءات.. وكان ينط مع كل كلمة عن الأرض مثل جندي.. فأهداه صدام الذي كان يضحك “سيارة لادا” صغيرة.. وفتح الباب أمامه الى الصحافة.
مشعان .. صحفياً
ـ فعينه صدام في جريدة الثورة العام 1976.. وهو لا يملك شهادة المتوسطة.
ـ أثار مشعان خلال فترة قصيرة العديد من المشاكل.. ووصلت العديد من الشكاوى عن ابتزازه لبعض المواطنين والنساء خاصة.. فقد جمع ذات مرة مجموعة أضابير من طالبات ووعدهن بالقبول في الكليات وابتزهن اشد الابتزاز.
ـ فتم نقله إلى مجلة ألف باء.. وأثار فيها الشغب ما لا يعد ويحصى.. فلم يبقى بها سوى ستة أشهر.
علاقته بعائلة صدام:
ـ تمكن مشعان من خلال حمله هوية جريدة الثورة إن يتابع تصوير مشاهد فلم (الأيام الطويلة) فتعرف على المخرج المصري احمد صالح.. وبطل الفيلم (صدام كامل).
ـ تمكن مشعان بذكائه إن يعمق العلاقة من خلال بطل الفلم صدام كامل بأخيه حسين كامل وبقية عائلة صدام.. أثمرت تلك العلاقة بعد سنوات قليلة إن يصبح مشعان هو الواجهة التجارية لحسين كامل.. بل لساجدة خير الله (زوجة صدام حسين).. من خلال شركة الصقر التي تعتبر اكبر إمبراطورية تجارية في العراق.. التي سخرت عائلة صدام حسين لخدماتها.. كانت محاطة بالهيبة والحماية ولها امتيازات مفتوحة وبدون قيود لاستيراد كل شيء.
ـ كما أصبح مشعان عضواً في شركة آمونيا التابعة لهيئة التصنيع العسكري.. حيث كان يحصل على نسبة في كل صفقة يعقدها لصالح هيئة التصنيع العسكري والشركة البائعة.. عبر صفقات أسلحة استخدمت في قتل الشعب العراقي.
مشعان وكيل للمخابرات:
ـ يقال إن مشعان كان يكتب التقارير الإخبارية لجهاز الأمن الخاص في عهد صدام.. ومنها كتابة تقرير عن المتآمرين.. تضمن تقريره معلومات عن شروع شخصيات عسكرية نافذة من عشيرته (الجبور).. بمحاولة لاغتيال الرئيس صدام خلال الاستعراض العسكري في عيد الجيش يوم 6 كانون الثاني 1990.. بطريقة مشابهة لاغتيال الرئيس المصري أنور السادات.. وفعلاً تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على ضباط اغلبهم من عشيرة الجبور.. وتم إعدام الجميع.. وهرب مشعان إلى عمان.. فعشيرته أهدرت دمه لخيانته وغدره بأخيه والإيقاع في عمومته.
الجبوري.. يغادر العراق:
ـ استطاع مشعان أن يحصل على ثقة عدي صدام حسين.. فأرسله بعد الحصار العام 1991.. ليدير أعماله التجارية في الأردن.. وبعد أن أصبحت تحت يديه ثلاثين مليون دولار هرب بها إلى سورية وهناك سلم السوريين معلومات مهمة جدا عن نشاطات المخابرات العراقية والأردنية.. التي كن كان الجبوري قد اطلع عليهما بحكم عمله معهما.. وخلال تواجده في سورية أسس الحزب الوطني العراقي.
ـ ثم عاد الى العاصمة الأردنية عمان.. ليصبح معارضاً.. وحضر مؤتمرات المعارضة في الخارج.. وعمل مع القوات الأمريكية قبل أسابيع من اندلاع الحرب.. ودعا قادة الجيش السابق الى التخلي عن السلاح بدلاً من القتال ضد الأمريكيين.
ـ مشعان.. حسين كامل:
وفي عمان كان مشعان أول من استقبل حسين كامل وصدام كامل وبنات صدام حسين عندما طلب اللجوء في ضيافة الراحل الملك حسين.. بل كان مشعان ناطقاً رسمياً بإسم حسين كامل.. حتى انه رتب له مؤتمراً صحفياً.. وأشرف على مأدبة كبيرة حضرتها مجموعات عراقية متعددة من المعارضة.
ـ وأخيراً استطاع مشعان إن يقنع حسين كامل على العودة إلى العراق رغم انه يعرف جيداً إن عودته ستطيح برأسه وبدون رحمة.
مشعان.. بعد 2003:
مشعان.. محافظ الموصل:
ـ بعد سقوط نظام صدام العام 2003 دخل مشعان الجبوري مع البيشمركة إلى الموصل.. مشعان بعد 2003.
ـ وتشير التقارير.. انه حال دخول الجيش الأمريكي الى العراق.. قام مشعان بسرقة المصارف في الموصل.. وسيطر هناك على أموال البنوك ووثائق الدوائر.
ـ فيما أعلن قائد القوات الأمريكية في الموصل حال احتلال مبنى المحافظة تعين مشعان الجبوري محافظاً على الموصل .
ـ استقبل مشعان من قبل أهالي الموصل بالأحذية.
ـ العشائر العربية.. خاصة أقاربه من الجبور هاجموه.. وحاولوا اغتياله.. وحرقوا سيارته وطردوه.. فهربً مشعان.
المالكي.. وألجبوري:
ـ اشتدت عداوته حينذاك مع نوري المالكي الذي اقسم أن يخنقه بيديه.. بعدها هرب الى سورية.. وأسس (قناة الزوراء) العام 2005.. وأصبح معارضاً للأمريكان والإيرانيين.. الذين يسميهم “الصفويون”.. وداعما للمقاومة.. إلا انه فشل في اكتساب ود المسلحين السنة.. واتهم بالإرهاب وقدم شكوى ضده لإلقاء القبض عليه من قبل الشرطة الدولية.
مشعان.. وألقذافي:
ـ لجأ مشعان مجدداً إلى سورية بعد اتهامه بالتعاون مع مجموعات معادية للدولة.. فأنشأ فيها (قناة الرأي) العام 2006.. التي اشتهرت بدعمها لمعمر ألقذافي.. والتي كانت ضد السياسة العراقية ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي ليملك حب السنة.. حيث يقول مشعان استلمت مبالغ مالية من ألقذافي.. وأغلب القيادات السياسية استلمت منه.. ومنهم جلال طلباني.
مشعان.. والسعودية:
ـ كشفت وثائق ويكيليكس: مراسلات وزارة الخارجية السعودية وتعاون مخابراتها مع شخصيات من دول مجاورة.. ومنها العراق.. إن مشعان الجبوري طلب دعماً سعودياً.. ومضمونها.. إن شخصية مقربة من السعودية أبلغت سفيرها في لندن منتصف العام 2012.. إن سورية طلبت من مشعان مغادرة أراضيها.. وان مشعان طلب من الأردن استضافته ولم يرد الأردن “.
ـ فيما نفى مشعان الجبوري ما جاء بالوثيقة.. وأضاف: إن هذه الشخصية التي وصفت ب “المصدر الموثوق” لدى المملكة “لست أنا” يخبر السعودية بقدرته على استقطابي.. وإقناعي بتسليم السعودية وثائق أودعها عندي الزعيم الليبي الراحل معمر ألقذافي تؤكد تورط قطر في التآمر على السعودية”.
مشعان في العراق:
أغلقت سورية قناة الرأي .. فعاد مشعان مجدداً إلى العراق بعد أن تم العفو عنه..
ـ عاد مشعان لبغداد في الثالث من نيسان العام 2012.. أي بعد خروج قوات الاحتلال من العراق بفترة قصيرة.
ـ بعد أن رتب الأمور مع رئيس الوزراء نوري المالكي.. حيث سبق أن “اختلس أموال من الدولة”.. وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 15 عاما.. وفعلاً حضر للمحكمة وبرأته.. كما تبرأ أي سياسي أخر بعد عودته للعراق!!
ـ قام بفتح قناة الشعب.. المؤيدة لكل خطوات نوري المالكي رئيس الوزراء آنذاك.. ليفوز بحب السياسيين الشيعة.. فهو باحث عن السلطة بكل الطرق.
الجبوري.. نائباً:
ـ رشح مشعان للانتخابات النيابية العام 2014.. لكنه لم يحصل على مقعد نيابي.. وحل بالمركز الثالث بعد أحمد عبد الله الجبوري وبدر الفحل.. بعدها بأشهر تمكن من الحصول على مقعد نيابي بسبب صعود النائب أحمد عبد الله الجبوري إلى الحكومة وزيراً.. في شهر أيلول العام 2014.
تهم فساد.. وتمويل الإرهاب:
ـ استلم مشعان مقاولة حماية المنشآت النفطية في الموصل.. وكان ابنه يزن مقاول ثانوي لتزويد الطعام لحراس المنشاة النفطية.. وقام بسرقة الملايين من الدولارات من هذه المقاولات.
ـ اتهم مشعان وابنه يزن باختلاس مليون ومائتان دولار من الأموال المخصصة لحماية أنابيب النفط.. حيث كان يتفق مع المخربين والمهربين لتدمير هذه الأنابيب.. ومن ثم يعود بإبرامه عقود لإصلاحها.
ـ صدرت مذكرتي إلقاء قبض بحق عضو الجمعية الوطنية مشعان الجبوري وابنه “يزن” بتهم تتعلق باختلاس ملايين الدولارات المخصصة لحماية أنابيب النفط.. لأنهما قدما لائحة تتضمن أسماء أشخاص وهميين على أنهم حراس الأنابيب النفطية في المنطقة الشمالية إضافة إلى قائمة برواتبهم.. ونفقات إطعامهم.. وغيرها من المصاريف.
ـ في مقابلة تلفزيونية يقول مشعان: “أعطوني رشوة لأغلق ملفاً.. وأخذت الرشوة!!”.. ويسبق هذه الجملة بالقول “أي والله.. بشرفي!!”.. فهل يمكن أن تكون لصاً وشريفاً في آن واحد؟؟.
ـ في حوار تلفزيوني.. وكأنه يصرخ ملء فمه “أنا لص” حين قال “كل واحد منا له دور في الفساد.. نحن في لجنة النزاهة نفتح ملفات ويأتون ويعطوننا رشوة فنغلقها”.
ـ أصدرت المحكمة الجنائية في 11 تموز 2007 حكما بالسجن 15 عاما على النائب السابق مشعان الجبوري وابنه يزن بتهمة الفساد الإداري.. بعد أحالتهما من قبل هيئة النزاهة بتهمة تأسيس شركة وهمية كان يديرها يزن والاستيلاء على المبالغ المخصصة لإطعام أفواج حماية النفط التابعة لوزارة الدفاع.. وأصدرت المحكمة أمرا إلى الجهات المختصة يقضي بالقبض على مشعان ويزن الجبوري وإدخالهما.
اعتقال مشعان ليوم واحد:
ـ أعلن العميد سعد معن.. المتحدث باسم وزارة الداخلية: الأجهزة الأمنية اعتقلت مشعان الجبوري في 19/12/2013 لدى مراجعته المحكمة على ذمة قضية سابقة متهم بها تتعلق بالنزاهة.. وأشار إلى أن عملية الاعتقال جاءت بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه في العام 2008.. لمشاركته في قتل عدد من أفراد عشيرة ألجبور أبان حكم النظام السابق.
وقال مصدر في مركز شرطة الصالحية حيث تم توقيف الجبوري إن قاضي التحقيق قرر إيقاف مشعان الجبوري يوماً واحداً على ذمة التحقيق تمهيدًا لعرضه أمام المحكمة.
بالوثائق.. مشعان مدين للدولة العراقية:
ـ تهرب مشعان من دفع ديون عليه للشركة العامة للنقل البحري تبلغ قيمتها نحو 57 ألف دولار.. وهي ثروة مشكوك بشرعية مصادرها.. لكنه لم يدفعها للدولة العراقية منذ تسعينات القرن الماضي حتى الآن.. تم كشفها بالوثائق في 18شباط العام 2016.. والنظام الحالي لم يطالبه حتى الآن بدفعها!!
النزاهة تحيل مشعان للقضاء بتهم فساد:
ـ أحالت هيئة النزاهة النائب “مشعان الجبوري” إلى القضاء في 6 شباط 2017 بتهم فساد وتلقي رشوة.. وجرى استدعاء “مشعان الجبوري” إلى هيئة النزاهة على خلفية تصريحات سابقة له اعترف فيها علنًا بتقاضي رشوة بملايين الدولارات مع مسؤولين آخرين.
ـ وأشار إلى إحالة ملف “الجبوري” إلى القضاء بعد التحقيق معه.. كما وُجهت له تهم بتوجيهه اتهامًا للآخرين.. واعترافه علنًا بتقاضي الرشوة.. وأطلق سراحه.
اتهامه وابنه بتهريب أسلحة لداعش:
ـ كشف مدير إعلام محافظة صلاح الدين جمال عكاب عن عزم اللجنة الأمنية في المحافظة وإدارة صلاح الدين مقاضاة النائب مشعان الجبوري.. ونجله يزن بتهمة تهريب السلاح والإمدادات الغذائية لعصابات داعش.. واقر وجود عمليات تهريب للأسلحة والمؤن من قبل اللواء 51 الذي يقوده يزن نجل مشعان الجبوري الى عصابات داعش في الساحل الأيسر لقضاء الشرقاط”.
لواء 51 الحشد العشائري:
ـ شكل مشعان الجبوري لواء 51 الحشد العشائري.. بأعداد وهمية.. وسرقة رواتبهم.. بحسب قول النائب علي الصجري.. لمدة خمس سنوات.
ـ كما طالب النائب الصجري في 19 / 11 / 2019.. بفتح وإعادة محاكمة مشعان الجبوري.. بخصوص الدعوى التي سرق ملايين الدولارات في حماية النفط.. وتم تزوير كتب من الدائرة القانونية.. وإجبار مدير قانونية في وزارة الدفاع.. عندما جاء بصفقة لكي يحوله مدير الدائرة القانونية من سارق ما يقارب المائة وعشرون مليار دينار.. الى بريء
قصور مشعان:
تم الوصول الى بعض قصور مشعان في العراق وخارجه.. ويقال انه يملك قصوراً أخرى لم نستطع التعرف عليها!!
ـ قصره في دمشق:
1ـ يعترف مشعان الجبوري جدلاً بين العراقيين في جانب جديد بعد الجانب الأول الذي اعترف فيه بأنه يتلقى الرشاوى مقابل غلق ملفات الفساد.. حيث نشر على صفحته في فيسبوك صوراً تظهر الحياة المترفة التي يعيشها مع عائلته وزوجته السورية الجديدة في القصر الذي يقع في العاصمة السورية دمشق.
ـ يقع هذا القصر.. في شارع السفراء بدمشق والذي يتربع على عشرة ألاف متر مربع.. ويتكون من أربعة ادوار تختلف عن بعضها من حيث الطراز والاستعمال.. يضم القصر مسبحين.. وبحيرة لأسماك الزينة.. وحدائق.. وحدائق غنّاء.
2ـ له قصر آخر فخم في أبو ظبي.. بمستوى قصره في دمشق.
3ـ استحوذ على قصر في منطقة الجادرية.. ويقول انه ملكه الخاص.. وقد استعاده بعد أن كان مصادراً أبان النظام السابق.. كيف استعاده ؟ لا أحد يعرف.
4ـ استحواذه على دار منطقة الدورة منذ العام 2005.. وما زال يسكن فيها.. وفشلت قوة عسكرية في 18/06/2019.. من إخراجه من الدار وأعادتها لعقارات الدولة.
