البطريرك بطرس يناشد المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان من سلطته الفاسدة

البطريرك بطرس يناشد المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان من سلطته الفاسدة
آخر تحديث:

 بغداد/شبكة أخبار العراق- شدد البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، في كلمة له أمام الحشود التي تجمعت في الصرح البطريركي في بكركي دعماً لمواقفه، على أننا «سننقذ لبنان». وتوجه إلى الحاضرين بالقول: «حضرتم من كل لبنان رغم أخطار كورونا، من أجل دعم طرح الحياد وطرح مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتحدة، ومن أجل المطالبة بإنقاذ لبنان»، لافتاً إلى أننا «كلنا سننقذ معاً لبنان وأشكركم على محبتكم وعلى هذا التنظيم».ولفت الراعي الى ان «خروج الدولة أو قوى عن سياسة الحياد هو السبب الرئيس لكل أزماتنا والحروب التي وقعت في لبنان»، مشيراً الى ان «التجارب أثبتت أن كل مرة انحاز البعض إلى محور إقليمي أو دولي انقسم الشعب وعلق الدستور وتعطلت الدولة وانتكست الصيغة واندلعت الحروب، فجوهر الكيان اللبناني المستقل هو الحياد بل الهدف من إنشاء دولة لبنان هو خلق كيان لبناني حيادي في هذا الشرق يشكل صلة وصل بين شعوب المنطقة وحضاراتها وجسر تواصل بين الشرق والغرب».وبيّن الراعي ان «اختيار نظام الحياد هو للمحافظة على دولة لبنان في كيانها الحالي الذي أساسه الانتماء اليه بالمواطنة وليس بالدين وميزته التعددية الثقافية والدينية والانفتاح على كل الدول وعدم الانحياز»، مؤكداً ان «الدعوة إلى إقرار حياد لبنان نسعى إلى إعطائه صفة دستورية ثابتة بعد ورود ذكره في أشكال شتى وتعابير مختلفة في وثيقة انشاء لبنان وفي بيان حكومة الاستقلال وفي بيانات كل الحكومة المتتالية وصولا إلى إعلان بعبدا في العام 2012، ونحن مع المؤتمر الدولي لإنقاذ لبنان وطالبنا بذلك لأن كل الحلول الأخرى وصلت إلى حائد مسدود ولم نتمكن في ما بيننا من الاتفاق على مصير وطننا، حتى أن السياسيين المعنيين لم يتمكنوا من الجلوس على طاولة واحدة للحوار بشأن الوطن، ونحن مع المعالجة الداخلية فليتفضلوا إلى ذلك».وأكد الراعي ان «طلبنا بمؤتمر دولي لأن كل الطروحات رفضت حتى تسقط الدولة ويتم الاستيلاء على مقاليد السلطة، ونحن نواجه حالة انقلابية بكل معنى الكلمة على كل ومختلف الميادين الحياة العامة وعلى المجتمع اللبناني وعلى ما يمثل وطننا من خصوصية حضارية في هذا الشرق»، مشدداً على ان «الانقلاب الأول كان على وثيقة الوفاق الوطني التي أقرها مؤتمر الطائف الذي عقد برعاية دولية وعربية ولم يطبق حتى اليوم بكامل نصه وبروحه، وعدل الدستور على أساسه فظهرت ثغرات أثرت بالعمق على حياة الدولة حتى أصيب بالشلل».وشدد على انه «لو تمكنت الجماعة السياسية من إجراء حوار لتحصين الوثيقة ومعالجة الثغرات في الدستور لما طالبنا بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يساعدنا على معالجة العقد التي تشل المؤسسات الدستورية، ونحن نريد من المؤتمر الدولي أن يثبت الكيان اللبناني المعارض جدياً للخطر وأن يعيد تثبيت حدوده الدولية، وأن يجدد دعم النظام الديمقراطي الذي يعبر عن تمسك اللبنانيين بالحرية والعدالة والمساواة، وإعلان حياد لبنان كي لا يعود ضحية الصراعات والحروب وأرض الانقسامات ويتأسس على قوة التوازن لا على موازين القوى التي تنذر دائما بالحروب، وأن يتخذ جميع الإجراءات لتنفيذ القرارات الدولية المعنية بلبنان التي لم تنفذ أو نفذت جزئياً، لأن تنفيذها من شأنه أن ينقذ استقلال لبنان وسيادته ويسمح للدولة أن تبسط سلطتها الشرعية على كامل أراضيها من دون أي شراكة أو منافسة».وقال الراعي: «حرّرنا الأرض فلنحرّر الدولة من كلّ ما يُعيق سلطتها وأداءها فعظمة حركات التحرّر والمقاومة في العالم»، هي أن تصبّ في كنف الدولة وشرعيّتها وعظمة الدولة أن تخدم شعبها ونتساءل «أين نحن ودولتنا من هذه العظمة؟» فلا يوجد دولتان أو دول على أرض واحدة ولا جيوش في دولة واحدة ولا شعوب في وطن واحد».وأكّد قائلاً: «نحن هنا نطرح الحلول وليس المشاكل ومدعوّون لمقاربة الأفكار بكلّ إيجابيّة، لأننا لا نفكّر إلا بإيجابيّة ولا نفكّر إلا وطنياً وهذا الدم اللبناني الساري في عروقكم هو الذي قادكم اليوم عفوياً إلى بكركي، وبالرغم من كل المخاطر لن نُخيّب آمالكم». وخاطب الحضور، لا تسكتوا عن السلاح غير الشرعي، لا تسكتوا عن توطين الفلسطينيين.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *