اين تكمن الخطورة .. في الكاظمي ام في الميليشيات

اين تكمن الخطورة .. في الكاظمي ام في الميليشيات
آخر تحديث:

بقلم:طلال بركات

يبدو الظاهر من سياسة الكاظمي انه بين نارين الاولى تغول الحشد ومحاولة الهيمنة على الدولة ونار الجيش الذي تحاول القوى السياسة الفاعلة من تحجيمه بضباط الدمج والولاءات المشبوهة .. مما يظهر من المشهد السياسي والعسكري ان قيادات الحشد تعمل على استنساخ تجربة الحرس الثوري الايراني سواء بتعظيم مكانته بجعله مقدس لانه اسس بفتوى مقدسة كما يزعمون او بتعظيم دورة بانه مطهر المدن وحامي الاعراض من دنس داعش الاجرامية وهذة الميزة تكفي ان يتقدم على الجيش ويكون صاحب كلمة الفصل في الدولة من غير حسيب ولا رقيب ولكن مع كل ذلك فشلت تجربة استنساخ الحرس الثوري الايراني لعدة اسباب منها ان نظام الحكم في ايران عبارة عن طيف واحد بالرغم من تنوع اطياف الشعب الايراني

اما نظام الحكم في العراق متعدد الاطياف بالرغم من هيمنة الاحزاب الشيعية على الدولة الا ان غالبية الشيعة ترفض تلك الهيمنة وثوار تشرين دليل على ذلك فضلا عن وجود القوى الكردية بيضة القبان في توازن الحكم الشيعي في بغداد ونتيجة لذلك حاول الحشد مرتين للانقلاب على السلطة واقتحام المنطقة الخضراء وتطويق مجلس الوزراء ومقر اقامة الكاظمي لنقل الصفحة الثانية من تنفيذ المخطط الثاني المشابه لانقلاب الحوثيين في اليمن الا ان الظرف المحلي والاقليمي والدولي ووجود قوات وقواعد امريكية على ارض العراق حالت دون تنفيذ ذلك، وان فشل التجربتين استنساخ الحرس الثوري والانقلاب العسكري أعطى زخم للكاظمي من التحرك لتحجيم قدرات الحشد وهيمنته على القرار السياسي والتنفيذي للدولة الا ان هناك سببين تمنع الكاظمي من التحرك الجاد الاول خوفه وعدم تمتعة بالشجاعة الكافية ليمارس دوره كقائد عام للقوات المسلحة بالرغم من كل الاهانات التي تعرض لها سواء على الصعيد الرسمي او الشخصي وان التهديد بقطع اذنيه دليل على اذلال وخنوع .. اما السبب الثاني انه لم يتمكن من بناء قوات مسلحة وجيش وطني يضمن الولاء للدولة ولا زالت العقيدة العسكرية عبارة عن جيش من اللطامة يستعرضون ولائهم للاحزاب الحاكمة من خلال اللطم في المناسبات الدينية،

وكل ما تمكن من القيام بة نقل فاسد مكان فاسد اخر أي لم يتمكن من تطهير الجيش من الفاسدين والولائيين مع بقاء اغلب قادة الوحدات العسكرية من ضباط الدمج فضلاً عن فلول نجم الفريق عبد الوهاب الساعدي الذي لم نسمع عنه سوى بطولات ونفخة كاذبة .. مما يعني ان الكاظمي اما محدود القدرات ويفتقر الى الشجاعة في ممارسة دوره في حماية الدولة من عبث العابثين او انه متفق مع الاطراف التي اوصلته الى كرسي الحكم بان تتحول السلطة تدريجياً الى الفصائل المسلحة بالتزامن مع الانتخابات القادمة بعد دخول قادة الميليشيات الى المعترك السياسي لتكون نتائج الانتخابات المحسومة سلفاً غطاء شرعي لحكم تلك الفصائل بدلاً من دوشة نقل تجارب الاخرين او الانقلابات الغير مقبوله إقليمياً ولا دولياً .. مما يعني ان مهمة الكاظمي من الخطورة بمكان انه جاء لتنفيذ الجانب الضمني للنقل التجربتين في محصلة واحدة تحت غطاء الانتخابات المعروف نتائجها مسبقاً.

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *