جعجعة الكاظمي أكثر من طحينه !!

جعجعة الكاظمي أكثر من طحينه !!
آخر تحديث:

بقلم: مهدي قاسم

أغلبنا يعلم ويدرك أنه يوجد فارق كبير بين أمنيات و أحلام و بين الأمر الواقع و القائم على صلابته المؤلمة و الراهنة ، ولكن يبدو أن السيد مصطفى الكاظمي ــ بصفته رئيسا للحكومة ــ وهو من القلة الذي يخلط بين أمنيات و أحلام و بين الأمر الواقع السائد .

وما قاله في كلمته الأخيرة في مناسبة عيد الفطر حول إن العراق أكبر من أن يكون حديقة خلفية لأحد ، ربما يكون قد انطلق من شعور وطني صادر عن أمنية لا زالت تحت قيد تحقق خيالي ، دون البدء بأي إنجاز عملي من هذه الناحية ، ولو بخطوة واحدة من ألف خطوة مطلوبة لتحقيق ذلك !..

فالأمر الواقع والصلب ــ بمعطاياته وإشكاليته الأمنية والسيادية الكثيرة ــ لا زال يُشير إلى أن العراق لا زال حديقة خلفية للنظام الإيراني من خلال ميليشياته المتحكمة بالعراق أمنيا وعسكريا ، وكذلك إنه يشكّل حديقة خلفية لنظام أردوغان الذي تعربد قواته العسكرية البرية والجوية داخل عمق الأراضي العراقية هجوما و قصفا ، فضلا عن وجود قوات حزب العمال الثوري الكردستاني التركي التي تسيطر على بعض المناطق الشمالية في العراق بل و تُدير إدراتها كسلطة مسلحة حاكمة ؟ !!..

فهل توجد حديقة خلفية أكثر خلفية من هذه الخلفية المنتهكة من قبل قوات أجنبية متعددة ومرتزقة موالية ، وبهذه الصورة الغليظة و الفظة ؟!..

هذا دون الحديث عن عربدة ميليشيات منفلتة على هواها في شوارع بغداد عبر استعراضات لعضلات مسلحة مدججة، فضلا عن الدوس على صورة الكاظمي في غمرة أكبر تحدِ له و الاستخفاف به كرئيس للحكومة العراقية ..

فلماذا إذن كل هذا التبجح والتشدق من قبل الكاظمي ، كصاحب جعجعة كثيرة و طحينة قليلة ؟..فكان الأولى بالكاظمي أن يقول نحن نتمنى ونسعى لكي لا يبقى العراق حديقة خلفية لأحد ما ..فآنذاك كان ثمة واقعية و معنى ورصانة وقيمة لكلامه ذاك ..

التعليقات

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *