الديوانية / شبكة أخبار العراق – شاركت الدموع بمشاعر الفرح في مكان واحد عندما شهد حفل زفاف أقيم في قاعة احد الفنادق في محافظة الديوانية تحولات ميلودرامية عاصفة كادت تحول دون إتمامه ، عندما اضطر العريس أن يصفع عروسه في “الكوشة”على مرأى من الحضور الحاشد ، انتقاما من ضحكها على سقوط أمه المسنة، أثناء رقصها، وهي من ذوات الاحتياجات الخاصة لينزلق الحفل إلى حافة التفكك وافتراق العروسين، لولا تدخل الحكماء ، وبينهم والدتا العريس وعروسه ، الذين أزاحوا الغضب بعيدا.ام العريس التي تصدرت بطولة مشهد الحفل برغم سنها المتقدمة وإعاقة ساقها التي تمنعها من انسياب خطواتها ، انخرطت تستقبل المدعوين وتضيء أرجاء القاعة بفرحتها العارمة ، وبسماتها المضيئة ، فسعادتها بزفاف ابنها الأكبر، فاضت وأخذت توزعها في أوساط “المعازيم ” الذين جاؤوا يشاركونها المناسبة!على النقيض من العروس الضاحكة انتفض العريس من مقعده في الكوشة، وسارع إلى أمه فأنهضها من الأرض، وانحنى على يديها ورجليها تقبيلا في صورة للوفاء أعادت إلى القاعة وقارها، ثم سرعان ما استدار العريس متوجها إلى عروسه، وهوى على وجهها “بلطمة “عنيفة حولت ضحكاتها إلى بكاء، وترددت اصداؤها في أرجاء القاعة، واحتوت الصدمة المدعوين وهم يجدون سيناريو الفرح يمضي في اتجاه معاكس!وفي الوقت الذي ساد فيه الوجوم وجوه غالبية الحاضرين، وانتقل كل من العروسين إلى جانب من القاعة، فيما صارت الكوشة خلاءً بمقعديها الشاغرين، تدخل العقلاء من أقارب العروسين، وانخرطوا في إزاحة سحب الغضب من القاعة، حتى عادت البسمات الهادئة إلى وجهي العريس وعروسه، وشيئا فشيئا عادت الأغاني المحببة تملأ فضاء القاعة. الطريف أن إلام الحانية صرخت في ابنها العريس أمام المدعوين، وحضته على احترام عروسه في كل وقت، بل والتمست لها العذر بان الموقف كان مضحكا حقا، أما والدة العروس فبادرتها بقولها: “تعرفين ان زوجك رجل أصيل، وسوف تكونين سعيدة معه، فلو لم يكن فيه خير لوالدته، فلن يكون فيه خير لك”. وطالت السهرة وسط الأغاني والتبريكات، قبل ان ينصرف العروسان في زفة متوهجة، مغمورين بالبسمات ودموع الفرح والدعوات بالرفاهة والبنين، بعد ليلة شهدت مشاعر متضاربة وحفلت بالتناقضات.