إبراهيم السامرائي
ان الحماس والاندفاع والزيارات المتكررة لمحافظات الانبار وديالى وصلاح الدين وبعض مناطق بغداد التي قام بها الدكتور صالح المطلك هي ضمن دائرة الاطلاع ومعرفة هموم الناس وما يطلبه الشعب . وتواصلا مع الجمهور وأعطاه حرية إضافية بالحديث الصريح ومكاشفة الناس بحقائق ووقائع غائبة ومغيبه .
ان السلوك الذي يتبناه المطلك يؤشر لخطوات مهمة ونضوج سياسي عالي لشخصية سياسية تمتلك عمق سياسي وفكري كبير. ورغم ما تعرض له من محاولات اغتيال يائسة وخسيئه من أصحاب النفوس المريضة الذين يعيشون في الحقد والانعدام الأخلاقي محاولين النيل من الشخصيات الوطنية التي لم تتلطخ ايديها بشوائب هنا او هناك . لم يستسلم المطلك لمطالب حلقات الظلام والنفاق.
وهو المسؤول الوحيد في حكومة المالكي وهذا ما لايعرفه الشعب العراقي ان المطلك قد خصص كل رواتبه الشهرية طيلة فترة اشغاله منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات لفقراء العراق . وهو صريح ولم يتحالف مع المالكي “سرا”مثل ما فعله الآخرون من اجل كرسي هنا او نفوذ هناك . واستقر في الميدان مع الشعب الذي أحبه .
لعل السلوك والنبل السياسي الذي تتبناه رجالات “تحالف العربية” لم يكن مصطنعا او مرحليا بقدر ما هو إيمان وإستراتيجية عمل تحكمها الأخلاق ، ربما يتميز ابن العراق العربي العادل بمميزات جعلته رجل دوله بتمعن ودراية فمصداقيته ووضوح سلوكه وكفائتة سمات ربما لم تجدها عند البعض ليس مدحا او مجاملتا فشخص مثل صالح المطلك لا يحتاج للمجاملة.
لكن اذا أردنا فعلا نبني دوله فلابد الاستفادة من تلك الشخصيات التي لم تمارس السياسة كتجاره ومظاهر بقدر ما تتقرب الى خدمة الناس بسياسة المصداقية والحكمة، فتجده على المستوى الوطني يمتلك علاقات متجذرة وعلى المستوى الخارجي لديه مقبولية كبيرة ، ناهيك عن قربه وتواصله مع ابناء جلدته . فهو العضد والأخ الذي يعتمد عليه الشرفاء الأحرار من العراقيين ، فكل تلك المميزات تجعلنا نستبشر بهكذا قيادات جعلت من نفسها مشروعا لفسح المجال للطاقات الشابة ولم تكتفي بدعمهم ومساندتهم بل وضعت خبراتها وإمكاناتها بخدمتهم وكما قال توماس جيفرسون “لا تغري السلطة العقول النقية” .والفخر والاعتزاز لكل مسؤول شريف يحب الشعب ويكون خادما له .