بغداد / شبكة أخبار العراق – متابعة .. أكد رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة أن نية المتظاهرين بالتوجه إلى بغداد ما زالت قائمة، معتبراً أن بغداد عاصمة جميع العراقيين ومن حق أي مواطن زيارتها. ولعل أبرز تطورات تظاهرات الأنبار محاولة قوة من “سوات” اعتقال أحد قياديي التظاهرات الشيخ سعيد اللافي أثناء وجوده في جامع هميم وسط الرمادي وقيام جمع من أهالي المحافظة بحمايته ونقله إلى ساحة الاحتجاجات وتشكيل درع بشري حوله لمنع اعتقاله. وزار وفد من الأمم المتحدة مدينة الفلوجة أمس، قال عنه نائب رئيس مجلس محافظة الانبار أنه يمثل “وسيطاً جدياً” بين الحكومة والمعتصمين. وما زال المتظاهرون يؤكدون حتى الآن أن الحكومة لم تستجب لمطالبهم، بالرغم من أن اللجنة الوزارية تعلن باستمرار اتخاذ إجراءات تمثل تنفيذاً لمطالبهم كإطلاق سراح موقوفين ومحكومين بالشرط القضائي وإنجاز المعاملات التقاعدية لآلاف المشمولين بإجراءات المساءلة والعدالة ورفع الحجز عن عقاراتهم في مختلف المحافظات. واتهم أمير عشائر الدليم علي حاتم السليمان وفد الأمم المتحدة بأنه غير جاد لأن الوفد يفاوض أشخاصاً لا يمثلون المتظاهرين. وقال نائب عن ائتلاف دولة القانون أن هناك مخططات لأطراف سياسية تحاول استغلال التظاهرات من أجل الانقلاب على الدستور والعملية السياسية في العراق. وأكد منظم الاعتصام في الفلوجة أن أهالي الأنبار لم يعد يمثلهم أحد من السياسيين. وقال رئيس مؤتمر صحوة العراق في تصريح له اليوم ان “اعتصام الانبار مستمر وهناك إصرار من قبل المعتصمين على مواصلة رسالتهم السلمية الواضحة للحكومة العراقية بضرورة تلبية مطالبهم الشرعية والقانونية مع وجود دعم عشائري وديني لمساندة المعتصمين في قضيتهم”. وأضاف أن “الحكومة في بغداد للأسف تكيل بمكيالين من خلال موقفها مع المعتصمين في تهميش وتسويف حقوقهم، ومرة تبعث لجانا ووفودا ومبعوثين لمعرفة مطالب المعتصمين، وهذا يدل على عدم جدية الحكومة في تنفيذ ابسط الخدمات والمشاريع واحتواء الأزمة دون مماطلة وتصعيد الموقف إعلاميا”. وأكد ابو ريشة ان “قرار الذهاب إلى بغداد قائم لكن تم تأجيله برغبة من علماء الدين وشيوخ العشائر. سوف نذهب للعاصمة مع جميع المعتصمين في الانبار ومحافظات أخرى في حال فشل الحكومة في تنفيذ المطالب كون الكرة الآن في ملعبها وبغداد هي لجميع العراقيين ومن حق اي مواطن زيارتها”. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الانبار سعدون عبيد الشعلان ان “وفداً يمثل الأمم المتحدة زار الفلوجة يوم (أمس) برئاسة مروان العلي ممثل كوبلر والتقى عدداً من مسؤولي المحافظة وشيوخ العشائر والوجهاء ومنظمي الاعتصامات وأوضح ان الأمم المتحدة مع المطالب المشروعة وتمنع التجاوز على المعتصمين”. وأضاف أن الأمم المتحدة أرسلت وفوداً ولجاناً خلال الأيام الماضية للرمادي ومحافظات عراقية أخرى تدعم فيها المعتصمين وتصر على دعمهم بشكل قانوني، وهي وسيط جدي بين الحكومة والمعتصمين ونأمل ان تكون هناك بوادر عاجلة في احتواء الأزمة وتنفيذ المطالب دون مماطلة وتسويف لكسب الوقت من قبل جهات سياسية لم تنفذ ابسط وعودها لشعبها. وأكد النائب عن ائتلاف دولة القانون علي الشلاه أن “المتظاهرين الحقيقيين سيكتفون بالمطالب التي تسعى الحكومة الى تحقيقها، ولكن هناك أطرافا سياسية لديها مخطط سياسي تعمل بموجبه على التعتيم على تنفيذ المطالب وإيهام الرأي العام أن لا شيء ينفذ منها”. وأضاف الشلاه “نحن في موسم انتخاب، وهناك رؤية لأسامة النجيفي ورافع العيساوي والحزب الإسلامي في التصعيد باستمرار، وهذا الأمر يتواشج مع الموقف التركي القطري”، موضحاً “لا اعتقد أن المسألة الآن لها علاقة بمطالب المتظاهرين الحقيقية وإنما هذه أجندة سياسية”. وقال الشلاه أن “جزءاً من هدف هذه الأجندة هو إسقاط الحكومة، والجزء الآخر الانقلاب على الدستور كما أعلن النجيفي في الدوحة، فالنجيفي يعتقد أن عدد السنة أكثر من عدد الشيعة في العراق، ودعا إلى عقد اجتماع جديد، في إشارة منه إلى كتابة دستور جديد”. وتوقع أن قضية التظاهرات ستنتهي بشكل تدريجي، مشيراً إلى أنه “عندما يدرك الجميع أن هذه المطالب المشروعة نفذت وأن هناك أجندة سياسية تريد تسخير هذه التظاهرات لصالحها فإن المتظاهرين ذوو الوعي سوف لا يسمحوا بأن يكونوا وسيلة لتحقيق مآرب سياسية لأطراف أثبت الواقع فشلها”. وأكد منظم اعتصام الفلوجة الشيخ خالد حمود الجميلي أن أهالي الأنبار لم يعد يمثلهم أحد من السياسيين لأن وعودهم أصبحت غير موثوق بها. وقال الجميلي ” أن “أهالي الانبار لم يخرجوا للتظاهر من اجل وزير المالية وان كان ينتمي الى هذه المحافظة، بل خرجوا للمطالبة بحقوقهم التي جعلتهم يشعرون بالغبن بعد ان لم يحصلوا عليها خاصة بالنسبة للمعتقلين بشكل عام وليس فقط فيما يخص حماية العيساوي، بل الموضوع يخص الكثير من المعتقلين الأبرياء ليس فقط في سجون بغداد بل في سجون المحافظة نفسها”، مضيفاً “لا بد أن يعرف الجميع ان أهالي الانبار لم ولن يكونوا مسيسين يوماً من أجل حزب أو كتلة أو شخص أبداً”. وأكد “نحن باعتصامنا هذا لا نحمل ضغينة او حقدا ضد احد، فالشعب العراقي شعب واحد بكل مكوناته وأعراقه ولن يستطيع احد تفرقته وتجزئته، لكننا نطالب بحقوقنا المشروعة وفق الدستور والقانون ولا نرى في ذلك أي عيب أو خلل”، مشيراً الى أن “المطالبة بالحق المهدور ليست عيباً خاصة اذا كانت وفق الديمقراطية والأسس الصحيحة للتظاهر والاعتصام بعيداً عن التخريب الذي لا يمكن ان نرضاه او يرضاه المعتصمون الذين خرجوا تاركين أعمالهم ووظائفهم لأجل ان يطالبوا بحقوقهم وحقوق محافظتهم”.