كَبُرت (شمهودة) وصار لطمها مثالاً للعالمين، ولكل حيٌ نهاية. ماتت شمهودة، ولسوء حظها فقد انجبت أجيالاً ورّثتهم سوء الطالع والتقدير،وربما الفهم من قبل الآخرين او حتى الثقة بالنفس!
ومن سوء حظ دولة كالعراق، فأنّ (شمهودة) هذه يعود إليها غالبية سكانه الذين توارثوا فعالية اللطم وصفة الجوع، فبات المشهد من الاعلىمأساوياً؛ اغلبية شعبية تلطم على قدر الوطن المعذب، وعندما تريد ان تملئ معدتها فلا تجد سوى خبز الكفاف والركل بالاقدام!.. واذا رغباحد احفادها بالاعتراض، فلن يجد سوى الطرد من ابناء جلدتهم، ولهذا الموقف سبب نفسي؛ فبعض احفاد شمهودة يريدون التبرأ منها عبرتعذيب اخوتهم (اللاطمين) على الوطن، بينما نفس هؤلاء الذين يعلنون البراءة من الشجعان الذين خلّفتهم (شمهودة) يصفقون لوطنيةالمطالبين بتمزيق الوطن الى دويلات، او تلك الفئات التي ايدت ومارست الذبح والتفجير ضدهم وضد ابناء جلدتهم!
أي دونية تلك التي تجعل الاصابع ترتضي فؤاد حسين وزيرا لخارجية عراق لم يؤمن به بعد!.. وأي خسة تلك التي تجعلهم يطردون شاعر احسن بشيء وكتب عن ذلك الإحساس المتوازن تجاه رجل، وليس تجاه الوطن!
وطن يتشكّل غالبيته من احفاد تلك المرأة، تتناسل به المصائب، وليس آخرها مصيبة صاحب (التكتك) ذلك الحفيد البار لشمهودة، والذي صدّق بكلمات بائسات لإغنية اكثر بؤساً جعلته يستقتل ويبدع في اللطم: (أبو التكتك علم)!
قيل له انهم يطالبون بوطن، صدّقهم المسكين، سار معهم، فقدَّ رزقه ثم القوا به شرق القناة ليبقى يصارع اخوته من أحفاد شمهودة لقمة العيش ويشاركهم اللطم، لم يحصل على وطن او على الأقل مكان في سفرة الكبار. اما أبناء غيرها فقد فتحت لهم أبواب الخضراء ليكونوا ناطقين او مستشارين في حفلة ساذجة وعازف اللحن فيها ليس سوى مهرجا تلرأ من (شمهودته) ولعنها ليمكّن أبناء واحفاد غيرها من الذين رقصوا على جراحها في كل العهود التي شهدت لطم شمهودة وعويلها وجوعها، فهل سيبقى احفادها مقتنعين بذات القدر، ام ان الأيام القادمة ستثبت ان لهم كلمة أخرى؟!