أربيل – شبكة أخبار العراق – أكدت جمعية صاغة الذهب في إقليم كردستان أن أربيل تحولت إلى مركز رئيس لتجارة الذهب في العراق , وفي حين بينت أن نحو 56 طناً من المعدن الأصفر دخلت إلى المدينة عن طريق مطارها خلال 2012 المنصرم، فضلاً عن الكميات الأخرى التي وردتها براً ومن داخل العراق، كشفت عن توجه شركات عربية وأوربية متخصصة بتجارة الذهب والألماس لدخول أسواق الإقليم خلال المدة المقبلة. وقال رئيس الجمعية، قارمان جوهر، في تصريح صحفي ، إن ‘الوضع المستقر في أربيل مقارنة ببغداد والتسهيلات التي تقدمها حكومة الإقليم أنعشت تجارة الذهب في المدينة بنحو لافت’، مشيراً إلى أن هناك ‘اليوم في أربيل 25 شركة خاصة بتجارة الذهب، فضلاً عن فروع لثلاث شركات تركية متخصصة بهذا المجال’.
وأضاف جوهر أن ‘المعلومات المتوافرة لدى الجمعية من جهاز السيطرة النوعية تؤكد أن نحو 56 طناً من الذهب وصلت إلى مطار أربيل الدولي من الخارج’، مبيناً أن تلك ‘الكميات تدخل في صناعة الحلي في أنحاء العراق’ , وأوضح رئيس الجمعية أن ‘بغداد كانت قبل الحرب في 2003، هي مركز الذهب الرئيس في العراق، وكان الصاغة يذهبون إليها لشراء ما يحتاجونه’، وتابع ‘إما اليوم فأصبح الصاغة يأتون إلى أربيل من بغداد والبصرة لشراء الذهب، لا سيما أن شركات تجارة الذهب الموجودة هنا أكثر بكثير من تلك الموجودة بالعاصمة إن كانت قد بقي من يعمل في هذا المجال بسبب الوضع الأمني الصعب هناك’ , وذكر جوهر أن ‘إقليم كردستان بعامة وأربيل بخاصة تمكنا من استقطاب الكثير من العاملين في مجال تجارة الذهب وصياغته من المناطق العراقية الأخرى، مثل الصابئة المعروفين بالعمل في هذا المجال’، لافتاً إلى أن هنالك ‘العديد من الشركات الأجنبية التي أخذت تتوافد على الإقليم لافتتاح فروع لها، ومنها ثلاث شركات تركية، على سبيل المثال لا الحصر’.
وكشف رئيس جمعية صاغة الذهب في إقليم كردستان، عن ‘وجود شركات إماراتية راغبة بافتتاح فروع لها في أربيل’، متوقعاً أن ‘تشهد المدة المقبلة دخول تجارة الألماس إلى الإقليم بعد أن بدأت شركات أوروبية التحرك بهذا الاتجاه أملاً بافتتاح فروع لها في أربيل’ , وعزا جوهر نمو تجارة الذهب في أربيل إلى ‘سبب مضاف يتمثل بارتفاع المستوى المعيشي للسكان وتحسن قدرتهم الشرائية’، لافتاً إلى أن ‘النسوة لم يعدن يرغبن في لبس ذات الحلي الذهبية لمدة طويلة وصرن يبحثن عن جديد الموديلات في هذا المجال مما يدفعنا لاستيراد موديلات جديدة كل شهرين’ , وكانت إحصاءات مديرية السيطرة النوعية للذهب والمجوهرات في إقليم كردستان، ذكرت نهاية آب من العام المنصرم، أن أسواق إقليم كردستان استوردت خلال الأشهر السبعة الأولى من 2012 نحو 34 طناً من الذهب، في حين كانت قد استورد خلال عام 2011 الماضي نحو 17 طناً من الذهب وأكثر من خمسة أطنان من الفضة فقط، مما يؤشر الطلب المتزايد عليه. كما كشف صندوق النقد الدولي، أمس الأحد، الـ27 من كانون الثاني 2013 الحالي، عن تقليص العراق خزينه من الذهب بمقدار الربع، ليصل إلى 29.9 طناً خلال تشرين الثاني 2012 المنصرم، بعد كان رفعها إلى أربعة أضعافها لأول مرة منذ سنوات خلال أيلول وتشرين الأول الماضيين.
وذكر الصندوق في تقريره الشهري، أن رصيد العراق من الذهب الموجود لدى البنك المركزي العراقي، انخفض بمقدار إلى 29.9 طناً نهاية تشرين الثاني الماضي بعد أن كان مطلع الشهر نفسه 39.6 طناً , وكان التقرير الشهري لصندوق النقد الدولي الصادر في الـ21 من كانون الأول 2012 المنصرم، أورد بأن احتياطيات العراق من الذهب، ارتفعت إلى أربع أضعافها لتصل إلى 31.07 طناً خلال ثلاثة أشهر، في ‘أكبر’ خطوة للبلاد منذ سنوات , وأوضح الصندوق في بيان السابق، أن العراق في أول تغيير على احتياطاته منذ سنوات، أضاف ما يعادل 23.9 طناً من الذهب في آب 2012 المنصرم، ليصل الوزن الكلي إلى 29.7 طناً، وتبع ذلك زيادة بمقدار 2.3 طن في أيلول لتصل موجوداته إلى 32.09 طناً، ثم حصل تراجع في تشرين الأول بقيمة 1.02 طن، ليصل الوزن الكلي إلى 31.07 طناً , ويعد الإعلان عن انخفاض احتياطات العراق من الذهب امراً ‘متوقعا’ خصوصا مع ارتفاع احتياطات العراق من العملة الصعبة خلال الأشهر الماضية، التي بلغت في تشرين الثاني الماضي، نحو 70 مليار دولار بحسب البنك المركزي العراقي ، وهو أعلى رقم يحققه العراق في تاريخه.