بغداد/ شبكة أخبار العراق- تقرير سعد الكناني ..إدارة الرئيس الأمريكي أوباما تجاهلت مناشدات عراقية وعالمية متذرعة بأنها لاترغب في إعادة فتح ملف العراق ثانية ويكفيها الشواغل الداخلية رافضه ان تتعهد بإكمال” المهمة “في تأسيس الدولة المدنية الموعودة ، دولة المؤسسات والعدل ، وهو الوعد الذي عرضته في ذلك الحين وبررت به غزو العراق عام 2003، من هنا رأى بعض النواب أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك “النفوذ والقدرة” لحل المشاكل بالعراق، وفي حين عد بعضهم أن تدخلاتها طالما حملت الكثير من “المشاكل التي تؤجج الفتن” لتطبيق مشروع بايدن لـ”تقسيم العراق”، وقال النائب عن قائمة متحدون، خالد العلواني إن “نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، حض رئيس البرلمان، أسامة النجيفي، على التدخل شخصيا لحل مشكلة الأنبار بالطرق السلمية”، مشيراً إلى أن “نائب الرئيس الأميركي ناقش مع النجيفي إمكانية تسليح الجيش العراقي لمحاربة تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، في الأنبار”.وعد العلواني، أن “الأميركيين ما يزالون يمتلكون اليد الطولى في حل الأزمات السياسية والأمنية في العراق”، مبيناً أن “السفير الأميركي في العراق يقوم حالياً بتحركات على معظم الكتل السياسية، لإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجه العراق، لاسيما أن الكل يخشى اندلاع حرب أهلية بين مكونات الشعب العراقي بسبب مشكلة الأنبار”.يذكر أن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، بريت ماكجيرك، اجرى اتصالات مع رئيس مجلس الوزراء، نوري المالكي، ورئيس مجلس النواب، أسامة النجيفي، ووزير المالية المستقيل، رافع العيساوي، وزعيم مؤتمر صحوة العراق، أحمد أبو ريشة، ومحافظ الأنبار، أحمد الذيابي، وعدد من شيوخ محافظة الأنبار.وكان ماكجيرك قال في حديث لعدد من وسائل الإعلام، ، خلال تواجده في السفارة الأميركية في بغداد، إن زيارته إلى العراق تهدف لحل أزمة الأنبار، إذ اظهرت الاتصالات التي أجراها بهذا الشأن، اتفاق الجميع على “عزل المتطرفين”.من جانبه قال النائب عن كتلة العراقية، نبيل حربو، أن “ما تم مناقشته في الاتصال الهاتفي الذي جمع بايدن مع النجيفي، يهدف إلى حل مشكلة الأنبار بالطرق السلمية”، مبيناً أن “بايدن أعرب عن تأييده لمطالب المعتصمين المشروعة وضرورة تحقيقها ورفضه استخدام القوة ضد أبناء العشائر، كما حث الجميع على مواجهة التنظيمات المسلحة ومنها داعش”.وأوضح حربو، أن “لدى الأميركيين القدرة على التدخل في القضايا العراقية العالقة”، مستدركاً “لكن تدخلاتهم طالما حملت الكثير من المشاكل التي تأجج الفتن بهدف تطبيق مشروع بايدن لتقسيم العراق”.وقدم جو بايدن، في العام 2007، قبيل انتخابه نائباً للرئيس باراك أوباما، خلال ولايته الأولى في العام 2008، مشروعا صُنف على انه “غير ملزم”، اقترح شكلا للنظام السياسي في العراق، يقضي بتقسيمه إلى ثلاث فيدراليات رئيسة، واعتبار كركوك منطقة ذات إدارة خاصة، وحاز المقترح على موافقة الكونغرس حينها.وأبدى النائب عن الكتلة العراقية، “الخشية من أن تؤدي الأزمة الحالية في الأنبار إلى إشعال حرب أهلية بين مكونات الشعب كما لا نتمنى”، متهماً الحكومة بأنها “ارتكبت أخطاء كثيرة تسبب في الوصول إلى هذه المرحلة الحرجة والحساسة، كونها لم تحسن التعامل مع ساحات الاعتصامات بنحو صحيح، ولم تقف على مسافة واحدة مع مكونات الشعب العراقي”.إلى ذلك قال نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني، محسن السعدون، إن هناك “اتصالات بين رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، مع رؤساء الكتل السياسية بشأن أزمة الأنبار، ومسؤولين كبار في واشنطن”، مبيناً أن “بارزاني يعد لمبادرة سيطرحها قريباً لحلحلة المشكلة سلمياً”.وأوضح السعدون، أن “اتصالات نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع رئيس الإقليم تركزت حول إيجاد الحلول الممكنة للخروج من الأزمة الحالية سلمياً وبسرعة نظرا للتحديات الأمنية الناجمة عنها”، واصفاً “المبادرة المرتقبة لبارزاني بأنها جدية”.وتابع نائب رئيس كتلة التحالف الكردستاني، أن “الاتفاقية الإستراتيجية التي تربط العراق بالولايات المتحدة الأمريكية تتضمن متابعة الوضع الأمني والعمل على معالجة أي تحديات بشأنه”، مؤكداً أن “الجانب الأميركي لا يستطيع ترك الوضع السياسي والأمني في العراق من دون الوقوف مع العراقيين لمواجهة المجاميع المسلحة، لاسيما أنه يمتلك الوسائل لتحقيق ذلك”.وبشأن مخاوف تحول الأزمة في الأنبار إلى “نزاع طائفي”، ورأى السعدون، أن “الوضع في الأنبار دقيقاً وحساساً جداً ولا ينبغي خلط الأوراق في حل المشاكل، بل اللجوء إلى القانون والدستور”، مستطرداً في “حال طالبت مجالس المحافظات تدخل القوات المسلحة لفض أي نزاع مسلح فهو مقبول، لكن في حال دخول قوات عسكرية من دون أخذ موافقات من قبل الحكومات المحلية فهذا يعد مخالفة للدستور تثير إشكالات كبيرة”.يذكر أن محافظة الأنبار، تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيمات المسلحة، وتوتراً شديداً على خلفية اعتقال القوات الأمنية النائب عن قائمة متحدون، أحمد العلواني، ويرى البعض ان الشعور بالظلم هو الذي يغذي التطرف ويوفر للقاعدة ملاذات آمنة ، وهي الحقيقة التي غابت عن أذهان صانعي القرار السياسي في البيت الأبيض .موقف الإدارة الأمريكية لا يصب في صالح العلاقات الثنائية بينها وبين شعب العراق الذي يستنكر و بشدة التدخل الأمريكي العسكري في المسألة العراقية ويطالبها بالحياد التام وترك حل الأزمة لأهل العراق.