استوقفتني شخصية الأخ أسامة النجيفي وانا أستمع لكلمته حين تسنم موقع رئاسة مجلس النواب ، وقتها كتبت ان عهدا نيابيا سيشق للعراق في ظل هذا المقبل بعنفوان التحدي للفساد السياسي ، والمندفع لترسيخ مفاهيم الديمقراطية وتفعيل العمل التشريعي والدور الرقابي المأمول .
لكن جاءت الأحداث والوقائع لتخطأ ظنوني بعد ان لمسنا من الرجل ضعفا متساويا مع من سبقه لهذا الموقع ، تعميقا لخيبة المواطن العراقي وتكريسا لأستبداد الحكومة التي وجدت في رخاوة هذا المجلس وضعفه مالايشجعها على احترامه والأمتثال لمناشداته .
ومابين الضعف الداخلي والتواطئ مع السلطة التنفيذية اوقبول رفضها وعدم احترامها للبرلمان وصمت القضاء وتواطئه ، وموت الرئيس سريريا واستغراق ملا خضير الخزاعي في التسبيح لولي نعمته ، تداعت السلطة التشريعية وأصبحت هزيلة غير قادرة على استدعاء وزير او حتى ضابط صغير لمسائلته عن سبب موت الناس يوميا بالتفجيرات ..!
أسامة النجيفي يتحمل المسؤولية الأولى فيما وصل اليه المجلس من هشاشة الدور والموقف ، ومن تفرعات ذلك الخلل أنه كثيرا ماتصرف بطريقة المنتمي كتلويا وطائفيا أكثر من تعبيره عن شخصية القائد السياسي لشعب عراقي متنوع .
لم أهتم كثيرا للمعلومة التي وردتني عن أبنة أسامة النجيفي التي كلفت من قبل مجلس النواب بوضع دراسة لتطوير عمل المجلس ، وقد دفع لها مليوني دولار ، أكرر 2 مليون دولار عن أجور هذه الدراسة …!
لم اهتم كثيرا لهذه السرقة المغطاة قانونيا ، فهي تشابه مايحصل في مكتب رئيس الوزراء اورئاسة الجمهورية ،اواي من وزراء التزوير والفساد والفضائح الجنسية ..! لكن أثار أهتمامي ماقاله أسامة النجيفي في لقائه مع قناة الشرقية عن القائمة المغلقة يوم أمس .
أسامة النجيفي يروج للقائمة المغلقة بقوله أنها تأتي بالكفاءات ثم ينسب الكلام لممثلي القوائم ويؤيده فيقول ؛ في الدورة الأولى ومع القائمة المغلقة كان مجلس النواب ممتلئ بالكفاءات ، اما الآن فالكفاءات لاتتجاوز ال20بالمائة …!
هذا كلام رئيس السلطة التشريعية ، وهو رسم أجرائي لغلق الوطن وفق التقسيم الطائفي والعنصري ، ومنع اي تطور للحياة النيابية والممارسة الديمقراطية ومشاركة القوى المدنية والتيارات الديمقراطية واليسارية .
كلام أسامة النجيفي يترجم اتهام بعض أتباع المالكي له بكونه أميرا طائفيا وليس زعيما للبرلمان .