خلال جلسة تثبيته في منصبه الجديد امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي قال الجنرال الأميركي لويد اوستن ان “بعض الأمور التي نراها في العراق مثيرة للقلق، مع التوتر القائم حاليا لدى العرب، والتظاهرات السنية”.
أطلق تساؤله هذا جملة من الفرضيات ،حول امكانية عودة القوات الامريكية الى التمركز من جديد في العراق تحت مظلة البنود السرية في الاتفاقية الامنية والاطارية التي وقعها رئيس الوزراء العراقي نفسه بين البلدين والتي تلبي حاجة مصالح امريكا الحيوية في المنطقة ..
وعلى الفور..؟ وردا على سؤال طرحه السناتور الجمهوري جون ماكين الذي كان من اشد منتقدي سياسة الرئيس باراك اوباما بالانسحاب من العراق، عما اذا كان هذا البلد يسير برأيه “في الاتجاه الصحيح” رد بالنفي واعتبر اوستن وهو آخر جنرال اميركي عمل في البلاد قبل انسحاب القوات الاميركية من البلاد نهاية عام 2011 أن العراق حافظ على استقراره لكنه ” استقرار “هش”.
وحينما زاد ماكين من ضغط اسئلته عليه بسؤاله : “هل كان الوضع مختلفا لو احتفظنا بقوات هناك؟”، اقر اوستن بانه لو كان لامريكا وجودا عسكريا لكان ساعد البلاد!!. معبرا في الوقت نفسه عن اعتقاده ” انه لو تمكنا من الاستمرار في تقديم النصائح والمساعدة للعراقيين، لكانوا استمروا بالتأكيد في التحسن”، فاين وجه الخطأ في كل ما يجري في العراق ..؟ اليس هو الدستور الذي جئتم به ُمذخًرا بهذه القنابل الزمنية التي تتفجر الان ..؟.
قد يقول البعض نحن لا نفهم لغة ومغزى التصريح الذي ادلى به الجنرال لويد اوستن من ان مجلس الشيوخ الامريكي قد يعطي الحق للقوات الامريكية بالعودة للعراق في هذا التوقيت ..؟ وباي وجه حق يعطي اوستن لنفسه القرار ان يجيب كما اجاب ..؟ حينما ابدى قلقه من الوضع بالعراق على ما يشهده التوتر السياسي والطائفي، كان الجنرال اوستن المعين لتولي القيادة المركزية الاميركية المكلفة الشرق الاوسط يدلي امام مجلس الشيوخ الامريكي باستجوابه هذا قبل يومين من اعنف موجة تفجيرات ضربت اطراف العاصمة العراقية وخلفت 37 قتيلا واكثر من من مائة جريح غصت بهم المستشفيات
لم يبد الضابط الامريكي قلقه لولا ان هناك بنودا سريا في الاتفاقية الامنية والاطارية التي وقعها العراق مع امريكا عام 2010 ، تسمح للمالكي ان يستدعي هذه القوات متى اراد وقد يفعلها المالكي اذا تدهور الموقف الداخلي او تصادمت قواته مع البيشمركة ..؟
ولهذا جاء توقيت تصريح القائد الامريكي..؟ ترجمه فعلية الى امكانية فعل متوقع في العراق لن تستطيع امريكا ان تقف متفرجة عليه..فهل يا ترى لو حدث شيئ من هذا القبيل .. سنبقى يقال عنا ،نحن دولة ذات سيادة اذا كانوا يغادرون متى يشاؤون ويعودون متى يشاؤون فهل سيقبل البرلمان بذلك ام يترك الامر للاستفتاء ..ام ماذا ..؟
سنعطي الحق للجنرال الامريكي لويد اوستن ان يقلق على ما يجري في العراق وما يطفوا على سطح جيرانه وهما سوريا وايران من مشاكل يمكن ان تنعكس عليه وتلقي عليه باحمالهما ، اذىَ وقلقاَ قد يتسببان بازعاج امريكا ويهدد مصالحها في منطقة هي الان تشهد ما يسميه البعض ربيعا عربيا دخلت رياحه الكثير من الابواب .. وسنذهب مع اوستن للنهاية لنعرف منه ماذا يريد هل هي توجيه دعوة او نزهة ام احتلالا آخر على الابواب ..؟
اوستن نفسه ، وفي لقاء صحفي مع صحيفة ‘ واشنطن بوست ‘ كشف ان مجلس الشيوخ الامريكي سيناقش في جلسته القادمة عودة جزء من القوات الامريكية الى العراق .وقال اوستن ان المظاهرات وتدخل الدول الاقليمية بها تنبى بوجود مخاطر على العملية السياسية العراقية , مبيناً ان احد شيوخ المجلس السيناتور وهو جون ماكين كان اكثر المتواجدين اصراراً على عودة القوات الامريكية الى العراق والسيطرة على كافة الامور؟.وأضاف ان امريكا في المقابل تسعى الى حل الازمة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم .
وادعى ان هناك معلومات لجهاز المخابرات التابع لقيادة الشرق الاوسط اكد له بان اقليم كردستان يعقد اتفاقيات سرية مع قوى سنية في اشارة للقائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي تستهدف اسقاط الحكومة المركزية وسحب الثقة من رئيس وزرائها نوري المالكي،
السؤال اليست تلك هي الديمقراطية التي جئتم بها الى العراق وغمرتنا بمشاكلها ،وان للبرلمان الحق متى توفرت الاغلبية ان يسقط الوزارة او يسحب الثقة عنها متى يشعر ان رئيسا ما قد كثرت اخطائه وفشل في قيادة حكومته نحو تطبيق مضامين الدستور والاصلاح في البلاد .. أليس من حقها ان تجتمع وتقرر سلميا ذلك وامام الكامرات وليس داخل الكواليس والسراديب ..؟ فما الذي يغيض امريكا او السناتور ماكين ؟؟؟