مما لا يختلف عليه اثنان أن أهداف أمريكا والقاعدة (الارهاب) في العراق متفقة اتفاقاً تاماً مع بعضها البعض الأخر وقد يُكمل احدها ما انتهى منه الأخير للوصول إلى المبتغى النهائي الذي بات واضحاً للجميع وغير خافٍ على أحد وهو تقسيم العراق على أساساتٍ قومية أو مذهبية أو عرقية..تحت حُججٍ و أقوال لا تمت للحقيقة بصلة .فأمريكا التي تسعى إلى أقامة دولة ديمقراطية في العراق ..والقاعدة التي تهدف إلى قيام دولة إسلامية في العراق أيضا..فعلى الرغم من تناقضِ عنواني المشروعين لكن أهداف القائمين عليهما سائرةٌ بنفس الاتجاه والطريق الغير متقاطع تماماً في العراق لكنه قد يتقاطع في دول العالم الأخرى .فبعد احتلال العراق في العام 2003م مهدت أمريكا الطريق للقاعدة في الدخول والعمل والسيطرة على الأوضاع في البلاد من خلال الفوضى المختلقة التي أحدثتها بحل وزارتي الداخلية والدفاع وفتح الحدود على مصراعيها أمام الجماعات المسلحة والمتطرفة وكذلك بدء تكريس الفتنة الطائفية بمحاولتها فصل الطوائف الإسلامية ووضع الحواجز بينها وهو ما تجلى باستبدال وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بديوان للوقف الشيعي وأخر للوقف السني لينتهي هنا دورها في المرحلة الأولى ويبدأ دور القاعدة في الظهور على الأرض التي استغلت تلك الأوضاع و الانفلات الأمني الذي شهدته البلاد في مرحلة ما بعد الاحتلال لتقوم بأعمالها المدروسة و المخطط لها مسبقاً في إشعال فتيل الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة من خلال التفجيرات الإرهابية و الإجرامية في المدن والأسواق والمراقد المقدسة لكلا الطائفتين محاولةً جرها نحو الاقتتال والصراع فيما بينها .وما لا يخفى على الجميع أيضا فقد نجح المشروع (الأمريكي _القاعدي) في العراق نجاحا تحققت من خلاله الكثير من الأهداف ومنها ما نعيشه اليوم وهو (طوئفة الكتل السياسية ) إلى كتل شيعية وسنية وكردية ممهدة لانقسام المجتمع على نفسه وعزله عن بعضه البعض الأخر ,وذلك بجعل السياسيين أدوات للمشروع المخطط له من حيث لا يشعرون ولا يدركون خطر المؤامرة معتقدين أن الولايات المتحدة الأمريكية حليف قوي لبعض الكتل والطوائف !! ..واليوم أمريكا تدعم حكومة المالكي في حربها على ( داعش ) التي تستوطن صحراء الانبار ..فبالتأكيد هي لا تدعم مشروع الدولة في القضاء على الإرهاب .. بل تدعم المالكي لمكونه الطائفي بالحرب على مكون أخر بحجةِ القاعدة وتنظيماتها و داعش محاولة جر الجيش والحكومة للاصطدام مع أهالي الانبار وعشائرها .لخلق فتنةً بين الشيعة والسنة .هذا ما تؤكده سلسلة الأحداث في العراق منذُ العام 2003 وحتى هذا اليوم ..ويبقى ما على الحكومة والجيش والعشائر إدراكه أن أمريكا لم تدخل العراق من أجل الدولة الديمقراطية وكذلك القاعدة لم تأتي من أجل الدولة الإسلامية فهي لا تنتمي للإسلام أصلاً..بل الهدف أكبر وأعمق من ذلك بكثير وهو تقسيم العراق ..وليعي أولئك المطالبين بإيقاف الحرب على الإرهاب ويصفونها بأنها حرب على السنة كم هم أدوات للمشروع (الأمريكي _ القاعدي) في العراقوهنا يجب أن تمضي الدولة وجيشها وعشائرها متكاتفةً ومتحدة باستمرار الحرب على الإرهاب (القاعدة و داعش ) بعيداً عن المخطط والمشروع الأمريكي الهادف للإيقاع بينها من خلال هذه الحملة العسكرية..حتى القضاء على أخر معاقله في صحراء الانبار
أمريكا لا تدعم مشروع الدولة في القضاء على الإرهاب .. بقلم حسين محمد الفيحان
آخر تحديث: