كفاية نفاقا ايها السياسيون العراقيون الأذلاء اليوم في عالم يحيط بكم ويتأمر عليكم ولا يريد للوطن ان يعود مرة اخرى للحياة ..مياهكم شحت ولا احتمال بعودتها مرة اخرى لعدم وجود مشاريع ري عندكم لحفظ مياه الوطن..ومنابع الانهار يتحكم فيه العدو اللئيم الطامع بوطنكم بلا حدود ..والعامل الأخر ان من يحكم العراق اليوم لكونه خان الوطن وسرق امواله ارتيط وجوده بنظام الحكم وليس بمستقبل وطن..فذهاب السلطة منهم يعني أنتهاؤهم وتقديمهم لمحكمة التاريخ وهذاما يجعلهم يستميتون ..بعد ان اصبحت العملية السياسية تلفظ انفاسها الاخيرة..الأمر الثالت ارتباط الدين في السياسة عطل القوانين وأوقفها عن التقدم..لثبوتية النص وتطور القانون. والأمر الاخر ان الدول التي تحيط بنا تريدنا مزرعة لها لكثرة الموارد وضعف الدولة والقانون..بعد ان ارتبطت الدولة بدستور متداخل وخاوي لا يستند على ثوابت قانونية في تطور حقوق الانسان وأخلاقية المجتمع ..في الحقوق.
مالم تنتهي هذه العملية العرجاء ويقدم خونة الوطن لمحاسبة القانون لن يكون للعراق من مخرج لبداية الدولة الحديثة…يا غبران الزمن الاغبر الذي به تحكمون..كيف تتقدمون وتعليمنا اصبح صفرا ومستشفياتنا والحالة الصحية اصبحت لا وجود..والتصحر على الابواب يقتلكم غباره الاحمر الغريب ،والعلاقات الاجتماعية في طريقها للتدمير ..بشبابها العاطل وجيلنا مهدد بالفساد والتشرذم واحلال كل مساوىء الحياة فيه.لن نتقدم الا بزوالكم وتاسيس دولة جديدة وفق دستورصحي جديد ..وتهيئة كادر مخلص وكفوء لحكم الوطن دون تحديد والوطن يحكم من المخلصين بعد اعطاء كل ذي حق حقه ومعاقبة الخونة والمقصرين.لكنكم لو قالت الدنيا كلها ما قاله مظفر النواب لكم “……” فأنتم رغم ماقاله صامتون ..لأنكم لاتؤمنون … ولاتستحون.فالمسالة مسالة اخلاق وليس انسداد سياي مبتدع من الخونة والمارقين ..وأنتم تعلمون..
نعود لموضوعنا اليوم فنقول:
الآيات الحدية وصلاحيتها ورحمتها ومرونتها تكمن في نظرية الحدود..وهي أختبار للتقوى الفردية والألتزام بها..فهل من حق الحاكم أختراقها بقوة السلاح وانتم تخترقون ..بعد ان جرى تجاهلها في تراث أديان المسلمين ؟ كفاية تصلون وتبنون مساجد لا نرى فيها الا الواهمون..لكنكم لا تبنون مدرسة يُدرس فيها الصبيان الضائعون..الم تسرقوا حتى المدرسة والكتاب.. ولا تستحون..؟ وجريمة الخزاعي مثالا.
ونظريات الحدود تشمل الحق والعدل ، والاستقامة ، ومفهوم الاخلاق المتمثل بالفرقان العام والتقوى ، والنهي عن قتل النفس الا بالحق واحترام الكيل والميزان ، والوفاء بالعهد ، وهي ملزمة لكل الديانات..وهي مفاتيح الهداية في الحياة الدنيا “تلك حدود الله فلا تقربوها البقرة 187..فاخترقتموها عمداً فقتلم العلماء والمثقفين والاطباء والمدرسين وكل من يملك فكر رصين ..هكذا طلب منكم فنفذتم الاوامر دون اخلاق الآدميين.وانتم تعلمون..فأي دين انتم تتبعون..؟
هذه الآيات المقدسة التي وردت في الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والأسلام وان أختلفت نصوصها الا انها واحدة من حيث القصد والمعنى.ففي الاسلام مثلت العلاقة بين الوعي الانساني والوجود المادي الذي يتحرك فيه الانسان ملزم،لكونها مصدر المعرفة الأنسانية.. فهي ليست افكاراً مستعادة من الماضي كما تقول الفلسفة المثالية القديمة ، بل هي وجود للأشياء خارج الوعي الذي هو عين حقيقتها..يقول الحق:” والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون،سورة النحل 87″.فهل انتم بها تعتقدون..لا والله لانكم فاسدون… لا تفقهون.
فأذا كان الكون مادي .. فالعقل انساني وعي مُدرك له ..ولا توجد حدود يتوقف العقل عندها ..لذا فأن عالم الغيب عالم حدي لايُدرك لكن ليس نهائيا، بل لربما يأتي اليوم الذي تتطور فيه العلوم لتصل لمرحلة اكتشاف المعرفة الكلية كما في الأكتشافات الكونية اليوم كالقمر والمريخ والكواكب الأخرى التي كانت بالأمس من الغيبيات..لذا فأن كل ماجاء في القرآن قابل للفهم لعدم انفصامية اللغة عن الفكرلذا أنتم لا تفقهون الا القراءات والتجويد ، لذا فأن العلم الأنساني يوصف بالنسبية المرحلية وهذا ما يؤكد عليه العلماء اليوم.من هنا جاءت الزامية الآيات الحدية وعدم اختراقها لأنها وجود رباني يصب في عقل الأنسان…يقول الحق :”أقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الأنسان مالم يعلم،العلق5″..فهل قرأتم سورة العلق كما جاءت ام للتجويد تسمعون..وكُتابنا في المناظرات والأدعية الوهمية والاشعار والقصص…لاهون؟
ومن هنا أعتبرت وصايا العقل الأنساني أساسية في ألزامها بحيث لا يمكن ان يُعفى أحد من الألتزام بها وخاصة الحاكم وقد تم تنفيذها في مرحلة الدعوة المحمدية والألتزام بها . والوصايا الحدية هي خلاصة القوانين الاساسية للتصرف الانساني ، وتمثل مستقبل الانسان في حالة الالتزام بها في الديانات الثلاثة . وقد جاءت في اللغة العبرية القديمة بمعنى “عسيرت هديباروت” وتعني الكلمات العشر.وهي في الديانتين اليهودية والمسيحية تعني:
التوحيد الألهي النوراني ..وعدم قبول تمجيد الآله بالتماثيل او المنحوتات..وعدم اتباع الباطل بالمطلق..وأكرام الأبوين دون حدود..لا تقتل ،ولا تخون، ولا تزنِ ولا تسرق ،ولا تشهد شهادة الزور..لا تعتدي على جيرانك بالمطلق..ولا على الأخرين الا بالحق..فنظرية العدل هي الاساس..لكن مع الاسف ان المسلمين بعد الرسول(ص) أرتدواعن هذه القيم الاخلاقية وبرروها بالناسخ والمنسوخ ..فراحوا يرفعون شعار “منا أمير ومنكم أمير”..وأنتم اليوم تجسدونها بلغة التأكيد..
بهذا بالمفهوم الألزامي الاول أكتملت شروط الرسالة الآلهية فأصبح للمسلم الحق في استغلال الحياة بما أمرت به الوصايا..وفق مبدأ العقل الأنساني ..وبذلك أصبح حرا مختارا بما يعمل ويريد..بموجب أكمال شروط العقيدة…وقد اشهدت الرسل على تأدية هذا الألتزام وهي قوانين الزامية..وأول شروط الشاهد ان يكون حاضرأً..لذا يجب ان يكون هذا الحضورحياً في أعمالهم عبر الزمن لدوام استمرار مفهوم العقيدة ..فأين من يحكمون من الفاسدين منها اليوم امام التاريخ؟ هل يصدقون..؟ ام هناك في المنطقة الخضراء منطقة المتعة الشرعية ..لاهون..
بهذا التوجه الآلهي الجديد قطعت وشيجة الشرك والباطل نهائيا..وماتت عقلية تقديس مظاهر الطبيعة وتصرفات الحاكم الباطلة في السلطة..وفق هذا الأنقلاب الفكري على عهد الأوهام والاساطير،وأفتتاح عصر العلم الحديث،وأنتهاءالحاكم الآله الذي له حق الحكم الآلهي على الأرض دون أعتراض فهل حقا قرأتم القرآن ام على صوت عبد الباسط تصرخون ..أللللللللللللللله .
من هنا فأن الحاكم في الاسلام … ليس له صفة التفرد بالأمر والسلطة والمال..وليس من حق احد خلق الأراء والافكار المخترعة التي تبيح له التعالي على الأخرين والأبتعاد عنهم والتحكم بهم بأسم العقيدة..لذا كل ما جاء في القرآن من تسمية أهل البيت والصحابة والمفضلين والمقدسين جاء بصفة التقليد لهم بالاحترام وسماع أراؤهم .. والتقيد بالحقوق وليس الافضلية لهم على أتباعهم..دون تحقيق..فهل أنتم منهم ..لا والله انتم من اتباع محمد حنون..
لذا نحن بحاجة الى تصحيح الاصول،وتصفية ما يحتاج الى تصفية مما شابنا من عدم الدقة ومن القيام بالاعمال على عواهنها بحجة الدين ومرجعيات الدين فحتى الرسول(ص ) ردته السماء في بعض المواقف كما في سورة عبس..والتوبة في معركة مؤته أية 43.فمن منكم اليوم والكاتم القاتل حاضرا ليقتل كل من له حق معلوم..ألم تقتلوا هشام الهاشمي والوزني والمئات من ثوار تشرين وهذا المسئول الجبان يغطي على الجريمة …وانتم تنظرون..؟
نحن المسلمون نواجه اليوم مشكلة لا يعرف لها حلاً..وهي حاجتنا الى التعايش مع دستور شرعي لا يعترف بشرعية الدولة الاسلامية في احتكار السلطة والثروة والمعرفة والسلاح لمحاربة الشعب .ولقد أثبتت الاحداث اليوم ان كل فكرة دينية شرعية نقلت الينا عن طريق الفقهاء مخالفة للنص او بتفسير مبهم تتعارض مع الدعوة في التطبيق..لأنهم هم أصلاً لا شرعيون.
ان كل فكرة نقلتها الخلافة العضوض كانت فكرة مميتة.. لكننا كنا وما زلنا لم نحسن قراءة التاريخ فكان علينا ان نتعلم فنولد ولادة حضارية خلا ل معاناة بناء حضارة ،فهناك علاقة تبادلية أو جدلية بين الانسان والبناء الحضاري..فكلاهما يولد من جديد في الأخر..وكلاهما يتطور ضمن كلية تفاعلية واحدة تتطور للوصول الى الكمال وقمته اللا محدودة لأن نظرية التطور لا تتوقف عبر الحياة..ولو توقفت في مكان واحد لتوقفت معها الحياة..وهذا الذي به لا تؤمنون .
ان خروج الحاكم اليوم على هذا النهج الحضاري القديم صار الاسلام نفسه يعيش في لغة الناس وليس في واقعهم..لذا تغيرت المفاهيم الاسلامية في اكثر من ميدان من ميادين المعرفة وخاصة في امور السياسة وولاية الأمربعد ان انتقلت المبادىء العامة الى الفردية ،وبذلك لم تتحدد سلطات الدولةعن حقوق الناس ،فجاءالتطبيق القانوني مقيدا بسلطة الحاكم “انما أنا سلطان الله في أرضه” وبذلك أبتعدنا عن تجارب الأمم السابقة وأعتبرناها من المحرمات .من هنا بدأ التدهور واصبحنا عند نقطة معدل النقص الذي يعلو على القوة فظهر التدهور واستمر وقد بانت لنا اليوم علامات سقوط الدولة ..وضياع الحقوق..وهذا ما حدث ويحدث من جديد ..لذا فأن الله لن يعاقبنا ان انتقنا الى دين جديد احسن من دينكم الفقهي اللاوجود.
من الأمور الواجب مراجعتها بدقة النص الفرق بين حقوق المرأة والرجل ..والأرث والوصية..والحروف التي جاءت بأول الصور هل هي آيات ملزمة وما معناها لأن ليس من المعقول انها وردت دون سبب معقول والكلمات الأعجمية مثل الزنجبيل والأستبرق وغيرها كثير..وآيات ما ملكت أيمانهم وما ملكت أيمانهن والفرق بينهما في التطبيق..ولماذا يطبق الزواج من مثنى وثلاث ورباع ولا يطبق على ملك اليمن اليوم ..في وقت ان النص كان الزاميا في التطبيق ان كنتم صادقون …؟.
ولماذا تمنع المرأة من التمتع بالحقوق حسب الرأي الفقهي الذي لا وجود له في النص..؟ فهل يجوز تطبيق النص في مكان معين وتحريمه في مكان اخر..ومسألة العباد والعبيد والفرق بينهما ..والفرق بين المال مال الله ومال المسلمين يقسم بينهم بسوية الحقوق فالحق القديم لا يبطله شيء والعقل مضطر لقبول الحق..فكيف يحق للحاكم التجاوز عليه كما هو اليوم ؟..لان في الاول احتكار من قبل الحاكم له وفي الرأي الثاني تحقيق الحقوق بين عامة الناس دون تفريق.
موضوعات عامة وخاصة شائكة يجب ان لا تهمل بحجة مدارات الحاكم في التصرف وخوفا من العقوبات…بعد ان انتقل التاريخ الاسلامي الى سلسلة من اعمال القسوة التي لا جدوى من وراءها .وخاصة في العهدين الاموي والعباسي وما نشهده اليوم عند المسلمين في عصابات التشدد كداعش والقاعدة والمتزمتين الذين تقودهم قيادات التفرد الطائفي في حكم الناس..الذين انتهكوا حرمة المرأة حين عدوها كافرة ولا زال الآلاف من الاطفال بلا آباء فأي دين هذا الذي يريدوننا ان نعبده وهم اول من الخارجين عليه.
من يدعي بالعودة لاصول الاسلام عليه ان يبتعد عن فكر اللات والعزى وهبل والعمائم الملونة التي قبحت وجه التاريخ .. ويعود الى حرية الفكر وضرورات التقدم . فالدولة والقانون ليس ملكاً لأحد..والدين ما جاء ليتفرد به الخارجون عليه ..الناكرون للقسم واليمين امام اللاهوت …وبدون تطبيق نظريات العدل الآلهي لن نكون..فلا تحكمون بنا بأسم الاسلام ..فالاسلام اليوم هو غير اسلام محمد الرسول(ص)..وانما اسلام فقهاء الدين الناكرين لمحمد الرسول ..من منافقي الزمن الأغبر …تستحقون اليوم ما واجهتكم به الجماهير ايها الفاسدون الكافرون..ولا غير..قاتلكم الله أنا تؤفكون..